روما, الاثنين 10 أبريل، 2023
«سمع الرجل والمرأة الأوَّلان صوت تحطيم مغاليق الجحيم، فخرجا من قبرَيْهما». مستذكرًا هذه الجملة من الليتورجيا البيزنطيّة، لفت كاتب الأيقونات كاسبار بويكانس الانتباه إلى انتصار يسوع على الموت في حديث خاصّ مع «آسي مينا» عن أيقونة القيامة.
يعمل بويكانس اللاتفي الجنسيّة مع زوجته نيكول في محترف القديس لوقا بمدينة ريغا، عاصمة بلاده. وفي عمله الدؤوب، ساهم في تزيين كنائس عدّة بالفنّ المسيحي.
النزول والصعود
فسّر بويكانس أن أصول أيقونة القيامة البيزنطيّة بالشكل الذي نعرفه اليوم تعود إلى القرون التاسع والعاشر والحادي عشر، وهي تصوّر نزول يسوع إلى الجحيم. في هذه الأيقونة، يبدو المسيح في حالة نزول وصعود في الوقت عينه. فبسبب هبوطه، يطير ثوبه إلى فوق لكنّه يرتفع في اللحظة عينها ساحبًا آدم وحوّاء بمعصميهما من مدفنيهما.
ثياب يسوع
قال بويكانس إن الدائرات الزرقاء والنجوم وراء المسيح تشير إلى ألوهيّته ومجده. ويرمز اللون الذهبي في ثيابه إلى طبيعته الإلهيّة أيضًا واللون الأبيض إلى الإنسانيّة التي استنارت بالقيامة. وهناك خطّ أحمر على الثوب شبيه بلباس الخدّام في الإمبراطوريّة الرومانيّة لأنّ المخلّص جاء ليخدم البشريّة.
الباب والرجل المكبّل
أظهر بويكانس أن أبواب الجحيم مرميّة على شكل صليب تحت قدمي الربّ الظافر لأنّه حطّمها بخشبة الخلاص. والرجل المكبّل يرمز إلى الموت وإبليس المأسور بينما يُطلق سراح الناس حوله. وعلى الأرض، بُعْثِرَت مفاتيح الخطيئة والموت لأنّ الربّ فتح أبواب السماء.
اليد المخبّأة
بيّن بويكانس أن يد حوّاء اليسرى مخبّأة بثوبها، فَبِها أخذت الثمرة من شجرة معرفة الخير والشرّ وأوقعت البشريّة في الخطيئة الأصليّة. ويدلّ لون ثوبها الأحمر على احترام الملك.
الشخصيّات البيبليّة
الشخصيّات خلف آدم من اليسار إلى اليمين هي الآتية: الملك داوود والملك سليمان ويوحنا المعمدان الذي يرتدي اللون الأخضر الرامز إلى الرجاء. وخلف حوّاء من اليمين إلى اليسار: النبي هوشع الذي تكلّم عن قيامة المخلّص، ويونان الذي قضى ثلاثة أيّام في جوف الحوت، فصار صورة عن قيامة الربّ، وهابيل الذي كان أوّل شخص يموت في الكتاب المقدّس بعدما قتله أخوه قايين. ويمثّل هؤلاء الأشخاص كل الشرائح الاجتماعيّة، ففيهم الملك والراعي والنبي.
انعدام العتمة
سلّط بويكانس الضوء أيضًا على نظرة المسيح القائم من الموت المتّجهة إلى خارج الأيقونة نحو المؤمن الذي يصلّي أمام هذا المشهد. وأوضح أن لا عتمة في الأيقونة لأنّ الظلمة هي انعدام النور، وقد اخترق ضوء الربّ كل تفاصيلها.
وختم بويكانس حديثه عبر «آسي مينا»، مؤكدًا أن كتابة هذه الأيقونة أعطته نعمة التأمّل، وأن وقوف المسيح بين الرجل والمرأة وقيادته لهما أثّرا فيه إذ يرى بويكاس أن الربّ يتوسّط حياته الزوجيّة مع نيكول، شريكته في كتابة الأيقونات.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته