درب الصليب في الكولوسيوم: لبناني يحمل الصليب وتأمّلات من الشرق الأوسط

روما, الجمعة 7 أبريل، 2023

بتأمّلاتٍ من البلاد المجروحة بسبب الحروب في العالم، صلّى 20 ألف شخص مساء اليوم في رتبة درب الصليب في الكولوسيوم بروما تحت عنوان: «أصوات سلام في عالم يعيش الحرب».

استعادت التأمّلات شهادات حياة «وصلت إلى مسامع البابا وقلبه في خلال زياراته الرسوليّة»، كما يقول الكتيّب الصادر عن الفاتيكان. فهي خبرات أناس تألّموا بسبب فقدان السلام في بلادهم، وهم من مناطق ودول مختلفة مثل أفريقيا الشرقيّة وأميركا الوسطى وأوكرانيا وروسيا وغيرها.

البابا فرنسيس يغيب للمرّة الأولى

وقد غاب البابا فرنسيس الليلة للمرّة الأولى في حبريّته عن صلاة درب الصليب في الكولوسيوم التي تُقام كل عام في الجمعة العظيمة. لذا، ترأسها الكاردينال أنجلو دي دوناتيس، النائب الباباوي العام في أبرشيّة روما. فلقد أعلنت دار الصحافة الفاتيكانيّة بعد ظهر اليوم أن الأب الأقدس لن يشارك في الرتبة بسبب البرد الذي يضرب روما هذا الأسبوع، وأنه سيتابع الصلاة من مقرّ إقامته الفاتيكاني.

هذه ليست المرّة الأولى التي يغيب فيها حبرٌ أعظم عن هذه الصلاة. ففي العام 2005، لم يحضرها البابا يوحنا بولس الثاني المريض جدًّا. فقادها الكاردينال جوزف راتزينغر بينما تابعها يوحنا بولس الثاني من الفاتيكان عبر شاشة التلفزيون.

ومع أن الرتبة نُظّمت في العامين 2020 و2021 بساحة القديس بطرس الفاتيكانيّة بدل الملعب الروماني بسبب جائحة كورونا إلّا أن البابا الحالي كان حاضرًا فيها.

لبناني يحمل الصليب   

حمل الشاب اللبناني مجد علّام الصليب في المرحلة الأولى من الصلاة بينما رافقه كاهن من الناصرة وشخصان من الأراضي المقدّسة.

وفي حديث مع «آسي مينا»، عبّر علّام عن إحساسه بالفخر لتمثيل لبنان الجريح. وهو قد شعر بتأثّر في لحظات الصلاة، متذكّرًا الصعوبات التي تمرّ على بلاده.

وقال علّام إن الربّ أعطاه القدرة ليحمل الصليب مساء اليوم، فهو كان مريضًا جدًّا هذا الأسبوع بسبب نزلة برد قويّة لكنّه استجمع قواه وذهب إلى الكولوسيوم خصّيصًا من أجل الدعاء لبلاده المتألّمة، على حدّ تعبيره. واعتبر علّام أن لا بدّ للقيامة من أن تصل في النهاية إلى بلاد الأرز.

تأمّلات من الشرق الأوسط

عكست المرحلة الأولى من الصلاة، المؤلّفة من 14 محطّة، حالة سكّان الأراضي المقدّسة الذين يجب أن يختاروا بشكل مستمرّ بين العصيان والوداعة، والأسلحة والشهادة. بينما أخبرت المرحلة الخامسة عن ثلاثة مهاجرين، بينهم واحد من الشرق الأوسط.

ومثّلت المرحلة الحادية عشرة الشرق الأدنى من دون أن تُحَدَّدُ البلاد التي كُتِب التأمّل منها، فذُكِرَ فيها اقتحام مجموعة من المتطرّفين في العام 2012 الحيّ الذي يعيش فيه الكاتب. كما أخبرت عن انفجار قنبلة أمام منزل الشخص المعني ومعاناة عائلته من انقطاع الماء والطعام واضطراره إلى الهجرة. ونقلت المرحلة الثانية عشرة خبرة أمّ عراقيّة هربت من الإرهابيين في 6 أغسطس/آب 2014.