ما الفارق بين الفصحَيْن اليهودي والمسيحي؟

حلب, السبت 8 أبريل، 2023

بيّن الكتاب المقدّس بعهدَيْه القديم والجديد وجود علاقة تربط حمل الفصح لدى اليهود بالمسيح، الحمل الحقيقي. فخروف الفصح في العهد القديم عُدَّ ذبيحة آنذاك، لكنّه شكّل رمزًا نبويًّا عن المسيح، حمل الفصح الوحيد والنهائي الذي منحنا الخلاص وافتدانا من الموت، وهو ما أكده يوحنا المعمدان: «في الغد، نظر يوحنا يسوع مقبلًا إليه، فقال: هوذا حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم!» (يو 1: 29).

شكّل عيد الفصح اليهودي في العهد القديم تذكارًا لـ«عبور الدم»، أي عندما عَبَرَ ملاك الموت عن أبكار الشعب اليهودي، بعدما ذبح اليهود حملانًا ووضعوا إشارة من دمائها فوق أبواب منازلهم، ليحموا أبكارهم ويفتدوهم من الضربة العاشرة التي أودت بحياة أبكار المصريين، و«عبور المياه» في البحر الأحمر مع موسى إلى أرض الحرّية سيناء، علامةً لخلاص اليهود من عبوديّة فرعون، ومن ثمّ دخولهم أرض الميعاد.

إلى ذلك، دُعِيَ الفصح لدى اليهود بـ«عيد الفطير» لأنهم اعتادوا تناول خبز فطير «خالٍ من الخميرة» مدّة 7 أيّام كرمزٍ لتطهير منازلهم من خميرة الشرّ أو الحياة القديمة والعبور للعيش في نقاوة الحياة الجديدة.

واعتادوا تفتيش منازلهم قبل ذبح حمل الفصح ليضمنوا خلوّها تمامًا من أيّ خميرة طوال أيّام الفطير السبعة، «إذًا لنُعيّد ليس بخميرة عتيقة ولا بخميرة الشرّ والخبث بل بفطير الخلاص والحقّ» (1 كو 5: 8).

لقد منحت المسيحيّة كل تلك الأحداث رمزيّة جديدة بالمسيح يسوع الذي صار ذبيحة فصحنا، فصُلِبَ لأجلنا وافتدانا من الموت الذي امتلك أرواحنا نتيجة خطايانا، ومنحنا أيضًا الحياة الجديدة لنسلك فيها، كما يليق بأبناء الله.

بانتصاره على الموت، خلّصنا يسوع المسيح، الحمل الفصحي الحقيقي، ودعانا لنعبر معه إلى القيامة.