حلب, السبت 8 أبريل، 2023
اختارت الكنيسة رمزيّة تقاليدها الموروثة من معاني التقاليد الوثنيّة أو اليهوديّة التي تأثّرت بها نتيجة تماس المسيحيين المباشر باليهود والوثنيين من حولهم، وعملت على منحها معنى مسيحيًّا حقيقيًّا لتصبح مستمدّةً من المسيح، ساعيةً إلى تمجيد اسمه بممارستها. من التقاليد المسيحيّة الفصحيّة الأكثر تداولًا في العالم، نذكر تلوين البيض المسلوق وزخرفته. فما الرمزيّة المسيحيّة التي يحملها هذا التقليد؟
يعود تقليد صبغ البيض بجذوره إلى العصور الوثنيّة، فقد اعتادت الشعوب القديمة تلوين البيض احتفالًا بحلول الربيع وأشهر الخصب، نتيجة عثورها على بقايا مزخرفة منه في قبور تعود إلى حقبة ما قبل انتشار المسيحيّة، وبالتحديد لدى المصريين القدماء الذين اتّخذوه رمزًا للولادة والخصب واستمرار الحياة، واعتادوا أن يتهادوه، فوصل بهم الأمر إلى دفنه داخل قبور موتاهم. وكذلك، فعل الإغريق والرومان، إيمانًا منهم بالأسطورة القائلة «إن الحياة أتت من بيضة».
في سياق متصل، اعتقد أتباع «ميثرا»، إله النور والحقّ والعدل في الديانة الفارسيّة، أن الكرة الأرضيّة وُلِدَتْ من بيضة أخصبتها حرارة نور إلههم. إلى ذلك، ساد اعتقاد لدى بعض الحضارات الأخرى بأن البيضة المزخرفة لها مفعول سحري يجلب السعادة والصحّة.
لكن التقليد المسيحي نَسَبَ قصّة تلوين البيض إلى مريم المجدليّة التي ذهبت إلى قيصر روما لتخبره بقيامة المسيح، لكن القيصر لم يصدّقها، قائلًا: «إذا تحوّل لون البيض إلى أحمر، سأصدّق أن المسيح قام من بين الأموات». فأمسكت المجدليّة ببيضةٍ، وقالت: «المسيح قام»، فتحوّل لون البيض إلى الأحمر. وأصبح المسيحيّون الأوائل ينظرون إلى بيض الفصح الملوّن بالأحمر على أنه رمز لقيامة المسيح، وحملوه معهم إلى الكنائس ليباركه الكهنة قبل تبادله مع عائلاتهم.
ختامًا، انتشر تقليد صبغ البيض وتلوينه في عيد الفصح للتشديد على قيامة المسيح بالدرجة الأولى. ولم يكن اختيار هذه الرمزيّة عبثيًّا لما يحمله البيض من رموز تتعلّق بالحياة واستمراريّتها، إضافة إلى الولادة الجديدة. فالصوص الذي يخرج من البيضة يرمز إلى الحياة، وبذلك يرمز تقليد تفقيس البيض الملوّن إلى تجديد حياة جميع المؤمنين بقيامة المسيح.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته