البابا فرنسيس في خميس الأسرار: غسل الأرجل ليس أمرًا فلكلوريًّا بل تذكار الخلاص

روما, الخميس 6 أبريل، 2023

شدّد البابا فرنسيس، بعد ظهر اليوم في قداس «عشاء الربّ» في سجن الأحداث في كازال ديل مارمو-روما، على أن غسل الأرجل ليس أمرًا فلكلوريًّا، بل رتبة تعلّمنا كيف يجب أن نكون تجاه الآخرين، وتذكار لكيفيّة التصرّف مع الآخرين.

وكان الحبر الأعظم قد ترأس الذبيحة الإلهيّة التي غسل فيها أرجل 10 شباب وشابّتَيْن، من بينهم سينغالي مسلم وروماني وروسي وكرواتي. ويقلّ عمر نصف الذين غسل أرجلهم عن 18 عامًا في حين أن النصف الآخر قد بلغ سنّ الرشد، فنزلاء هذا السجن تتراوح أعمارهم بين 14 و25 عامًا.

وأشار الحبر الأعظم إلى أن العبيد كانوا يغسلون الأرجل في زمن المسيح. وأردف أن يسوع يعلّم الناس في هذه الرتبة أن يساعدوا بعضهم البعض وأن يكونوا نبلاء القلب. وقال البابا للسجناء: «إن يسوع يعرف ما في قلوبكم ويحبّكم كما أنتم». ودعا فرنسيس الحاضرين إلى التفكير في خلال رتبة غسل الأرجل بأنّ يسوع خلّصهم ولن يتركهم.

وفي ختام الذبيحة الإلهيّة، بارك الأب الأقدس اللوحة الافتتاحيّة للكابيلا المكرّسة على اسم الطوباوي بينو بولييزي الذي كافح في وجه المافيا في سبعينيّات القرن الماضي. وقدّم السجناء للحبر الأعظم صليبًا مصنوعًا في منشرة السجن وبسكويتًا ومعكرونة. بينما أهدى البابا السجناء المسبحة الورديّة وشوكولاتة العيد على شكل بيض.

وفي خلال ترؤسه قداس الميرون في بازيليك القديس بطرس الفاتيكانيّة صباح اليوم، أكد الأب الأقدس أن لا حياة مسيحيّة من دون روح الربّ ولا قداسة من دون مسحة الروح.

وتوقّف في عظته، في خلال الذبيحة الإلهيّة التي يُحتفل بها يوم خميس الأسرار في الكاتدرائيّات اللاتينيّة حول العالم، على دور الروح القدس الذي قال إن الكنيسة لا تعود عروس المسيح من دون حلوله بل تصبح مجرّد منظّمة دينيّة.

وشرح البابا معنى المسحة في يوم خميس الأسرار الذي أسّس فيه المسيح سرّ الكهنوت. ووصف البابا الأزمات في حياة الكهنة بالفرصة التي تسمح بنَيْل بركة الروح القدس كي تُبنى الحياة على هشاشة الواقع الحقيقي وليس على الأحلام. كما سلّط الحبر الأعظم الضوء على الانسجام الذي يجلبه الروح في السماء وعلى الأرض، واعتبر الانقسام خطيئة ضدّ الروح. وطلب من الكهنة أن يكونوا لطفاء.

ووصل عدد الكرادلة والأساقفة والكهنة المشاركين في قداس الصباح إلى حوالى 1880 شخصًا. وجدّد الآباء الحاضرون في الرتبة الوعود التي أبرزوها في خلال رسامتهم الكهنوتيّة. كما بورك زيت مسحة المرضى وزيت الموعوظين وزيت الميرون.