الأربعاء 13 نوفمبر، 2024 تبرّع
EWTN News

ماذا يعني «نزول المسيح إلى الجحيم»؟

أيقونة نزول المسيح إلى الجحيم/ Provided by: Catalogue of St. Elisabeth Convent

عندما استُخْدِمَت الطبعة الثالثة من كتاب القدّاس الروماني في الولايات المتحدة في زمن المجيء 2011، مُنِحَ الكاثوليك خيار تلاوة قانون إيمان الرسل في القداس، بدلًا من قانون إيمان نيقيا الأكثر شيوعًا.

في قانون إيمان الرسل، قيل إن يسوع «نزل إلى الجحيم» بعد موته. منذ ذلك الحين، سألني المصلّون مرارًا عمّا يعنيه ذلك. بالتأكيد، لا يمكن أن يكون يسوع قد نزل حرفيًّا إلى الجحيم، مكان الشيطان والملعونين. وإذا كان قد نزل إلى هناك، فما هو الهدف: هل يمكن إنقاذ الملعونين؟

في سياق قانون إيمان الرسل، لا يحمل «الجحيم» المعنى الذي نفهمه اليوم من هذه الكلمة. يشرح التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكيّة هذه النقطة على النحو الآتي: «الكتاب المقدّس يسمّي دار الموتى التي نزل إليها المسيح الميت «الجحيم» -«شيول» بالعبريّة أو «الهاوية» باليونانيّة- لأن أولئك الموجودين هناك محرومون من رؤية الله. هذه حال جميع الأموات، سواء أكانوا أشرارًا أم صالحين، وهم ينتظرون المخلّص» (رقم 633).

لم يكن يسوع ذاهبًا إلى مكان الملعونين، بل نزل إليه «لتحرير الأبرار الذين سبقوه» (المرجع نفسه). ذهب يسوع إلى الجحيم ليبشّر الأموات بالإنجيل. يقول التعليم المسيحي: «إن النزول إلى الجحيم يجعل رسالة الإنجيل الخلاصيّة تتمّ. هذه هي المرحلة الأخيرة من رسالة يسوع المسيحانيّة، وهي مرحلة تتكثّف في الزمن لكنها واسعة في أهمّيتها الحقيقيّة: انتشار عمل المسيح الفدائي لجميع الناس في كل زمان ومكان» (رقم 634).

ثمّة عظة قديمة ليوم السبت المقدّس (مقتبسة من الرقم 635 من التعليم المسيحي) تعبّر بقوّة عن معنى نزول يسوع إلى الجحيم. نقرأ في جزء منها: «الملك... أقام جميع الذين رقدوا منذ أن بدأ العالم... لقد ذهب للبحث عن آدم، أبينا الأوّل، وعن حملٍ ضالّ. أراد بشدّة زيارة من يعيشون في الظلمة وظلال الموت. ذهب ليحرّر آدم من حزن روابطه وحوّاء الأسيرة معه. يقول يسوع لآدم: أنا إلهك الذي صار لك ابنًا من أجلك... آمرك أيّها الراقد، استيقظ. لم أخلقك لتكون أسيرًا في الجحيم. قُمْ من بين الأموات لأنّني أنا حياة الأموات».

يضع التعليم المسيحي نزول يسوع إلى الجحيم في سياق أوسع: «تأكيدات العهد الجديد المتكرّرة بأن يسوع قام من الموت تفترض في شكلٍ مسبق أن المصلوب أقام في عالم الموتى قبل قيامته. هذا هو المعنى الأوّل المُعطى في الكرازة الرسوليّة لنزول المسيح إلى الجحيم: يسوع اختبر الموت، على غرار جميع البشر، وانضمّ إلى الآخرين في عالم الأموات. لكنه نزل إلى هناك مخلّصًا، معلنًا البشارة للأرواح المسجونة هناك» (رقم 632).

في المسيحيّة الباكرة، كان للجحيم إذًا معنيان. هو مكان الملعونين الذين رفضوا بشكل أساسي كل ما هو جيّد وعادل، وحكموا على أنفسهم بأن يبقوا إلى الأبد بعيدين عن الله. أمّا المعنى الأكثر حياديّة، فهو أنه مكان ذهب إليه الأبرار الذين عاشوا قبل المسيح، وانتظروا فيه تحقيق الخلاص.

[بقلم: المونسنيور إم. فرنسيس مانيون]

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته