الاثنين 9 ديسمبر، 2024 تبرّع
EWTN News

أسبوع الآلام في الكتاب المقدّس

يسوع المصلوب/ Provided by: geralt via Pixabay

ما هو أسبوع الآلام وكيف يتمّ الاحتفال به؟

أسبوع الآلام هو إعادة إحياء آلام ربّنا. إنه الأسبوع الأخير من الصوم الكبير.

ألوان معتمدة في أسبوع الآلام

في معظم الكنائس، يكون اللون الأحمر هو السائد ويرمز إلى الدم.

يعمد عدد من الكنائس إلى إزالة كل أشكال الزينة في يوم الجمعة العظيمة. ويُستخدم أيضًا اللونان الأسود والأرجواني لتغطية أيّ شيء لا يمكن تحريكه وإزالته.

أيّام مهمّة في أسبوع الآلام

أحد الشعانين، والخميس المقدّس أو خميس الأسرار، والجمعة العظيمة، وسبت النور.

يُعرف الوقت من غروب الشمس يوم الخميس المقدّس حتى غروب الشمس في يوم عيد الفصح باسم Triduum، وهي كلمة لاتينيّة تعني «ثلاثة أيّام».

أسبوع الآلام في التاريخ

بدأت الاحتفالات بالأسبوع المقدّس في القدس في الأيّام الأولى للكنيسة. وكان المؤمنون يتوجّهون إلى المدينة لإعادة إحياء أحداث الأسبوع الذي سبق القيامة.

كانت إيجيريا حاجّة مسيحيّة سافرت كثيرًا بين عامي 381 و385 وكتبت عن العادات والاحتفالات المسيحيّة في مصر وفلسطين وآسيا الصغرى. ووصفت كيف أعاد السيّاح المتديّنون إحياء أحداث أسبوع الآلام في القدس؛ بعد ظهر أحد الشعانين، كانت الحشود تلوّح بسعف النخيل في أثناء مسيرة من جبل الزيتون إلى المدينة. وقد بدأت تلك الاحتفالات الدينيّة قبل سنوات من وصول إيجيريا لكن ما شهدته هذه الحاجّة هو أقدم وصفٍ للاحتفالات موجود لدينا.

وانتشرت عادة الاحتفال بالأسبوع المقدّس في إسبانيا بحلول القرن الخامس، وفي بلاد الغال وإنكلترا بحلول أوائل القرن السابع، ومن ثمّ في روما في القرن الثاني عشر.

يتيح أسبوع الآلام الفرصة للمؤمنين من أجل إعادة إحياء آلام يسوع المسيح والمشاركة فيها.

الأسبوع المقدّس هو نفسه في الكنيستَيْن الشرقيّة والغربيّة لكن الاحتفالات تُقام في أوقات مختلفة لأن المسيحيين الشرقيين يستخدمون التقويم اليولياني لتحديد عيد الفصح.

أسبوع الآلام في الكتاب المقدّس

أعدّ تلاميذ يسوع مائدة العشاء بعد غروب شمس يوم الخميس وأكلوا معًا في العلّية في وقتٍ ليس متأخّرًا، وقد غادر يهوذا في خلال العشاء. ذهب يسوع والتلاميذ الباقون إلى بستان جثسيماني حيث صلّى المسيح بينما استسلم تلاميذه للنوم.

في صباح اليوم التالي، وبعدما خان يهوذا يسوع، حدث الصلب في وقتٍ كانت حملان الفصح تُذْبَحُ في الهيكل. تخبرنا أناجيل متى (مت 27: 62)، ومرقس (مر 42:15)، ولوقا (لو 23: 55-56)، ويوحنا (يو 31:19) أن الصلب حدث في يوم الاستعداد، وهو الاسم اليهودي ليوم الجمعة.

وقد أوضح مرقس ويوحنا أن اليوم التالي كان السبت. ولاحقًا، أدرك التلاميذ أن يسوع قد جعل نفسه حمل الفصح في العشاء الأخير بإعطائهم الخبز وقوله لهم إنه جسده.

وهكذا فإن يسوع، حمل الفصح، قد ذُبِحَ من أجل خطايانا في عيد الفصح (1 كو 5: 7)، ودمه يحمينا من الموت. مات يسوع على الصليب ودُفِنَ قبل غروب الشمس. لذلك، كان الجمعة هو اليوم الأوّل الذي رقد فيه يسوع في القبر.

وقد رقد في القبر يوم السبت أيضًا، بحسب متى (مت 28: 1)، ومرقس (مر 16: 1-3) ولوقا (لو 23: 56) و(لو 24: 3)؛ كان السبت هو اليوم السابق للقيامة وهو أيضًا اليوم الثاني الذي رقد فيه يسوع في القبر.

وفي اليوم الثالث، قام يسوع من القبر. وكان اليوم الأوّل من الأسبوع، واليوم التالي للسبت، بحسب متى (مت 28: 1)، ومرقس (مر 16: 1-3)، ولوقا (لو 23: 56) و(لو 24: 3).

ويقول يوحنا (يو 20: 1) إن القيامة حدثت في اليوم الأوّل من الأسبوع.  

يؤكد الكتّاب المسيحيّون القدماء ما أسلفنا ذكره. وقد جاء في الدساتير الرسوليّة، الكتاب الخامس، القسم الثالث، أن العشاء الأخير حصل في اليوم الخامس من الأسبوع (الخميس)، وأن يسوع صُلِبَ في اليوم التالي (الجمعة)، وقام في اليوم الأوّل (الأحد).

كما تقول الدساتير الرسوليّة إن يسوع أمر الرسل بأن ينقلوا إلينا وصيّة الصوم يومي الأربعاء والجمعة.

(Story continues below)

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

لذلك، من الواضح أن الصلب حدث يوم الجمعة، وأن يسوع رقد في القبر السبت وقام منه الأحد. وقد نتساءل: لماذا لم يقل كتّاب الإنجيل صراحةً إن ذلك تمّ في أيّام الجمعة والسبت والأحد؟ الجواب أنهم كانوا يكتبون لجمهورٍ خارج فلسطين. وفي الإمبراطوريّة الرومانيّة في القرن الأوّل، لم يكن هناك إجماع عام حول أسماء أيّام الأسبوع وأسماء الأشهر وعدد أيّام تلك السنة بالتحديد.

وفي ما يتعلّق بهذه النقطة الأخيرة تحديدًا، كان اليوم يبدأ عند منتصف الليل في مصر، وعند شروق الشمس في اليونان، وعند غروب الشمس في فلسطين. لذلك، كُتبت الأناجيل بطريقة تجعل التواريخ والأوقات مفهومة لأيّ شخص في الإمبراطوريّة الرومانيّة كان على درايةٍ بالكتب المقدّسة اليهوديّة.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته