البابا فرنسيس في قداس الشعانين: الربّ يجعل من آلامنا فرصة للغوص في حبّ أكبر

روما, الأحد 2 أبريل، 2023

أكد البابا فرنسيس صباح اليوم في قداس أحد الشعانين في ساحة القديس بطرس الفاتيكانيّة أن الربّ يجعل من آلامنا الكثيرة فرصة للغوص في حبّ أكبر وللشركة معه. فأمام 60 ألف شخص، ألقى الأب الأقدس عظة توقّف فيها عند معاني ألم المسيح على الصليب.

من وسط الساحة، بدأت الذبيحة الإلهيّة التي احتفل بها الكاردينال ليوناردو ساندري، رئيس مجمع الكنائس الشرقيّة السابق، لعدم تمكّن الحبر الأعظم من ذلك بسبب آلام ركبته. وتخلّل القداس زيّاح نحو المذبح الرئيسي سار فيه الكرادلة يسبقهم جمع من الناس يحملون سعف النخيل.

بعد قراءة نصّ آلام الربّ بحسب إنجيل متى، توقّف فرنسيس في عظته عند صرخة يسوع: «إلهي، إلهي لماذا تركتني؟»، معتبرًا أن هذه الكلمات تحملنا إلى قلب آلام المسيح.

فسّر الحبر الأعظم أن يسوع عانى من آلام الجسد مثل الصفع والجلد وإكليل الشوك وعذاب الصليب، ومن أوجاع النفس مثل خيانة يهوذا ونكران بطرس وحكم السلطات الدينيّة والمدنيّة عليه واستهزاء الحرّاس والإهانات تحت الصليب وتخلّي التلاميذ عنه وغيرها.

وقال فرنسيس إن يسوع كان متيقّنًا من قرب الآب منه في تلك اللحظات الصعبة لكن قبل مماته صرخ إلى الله، سائلًا إيّاه لماذا تركه إذ شعر بهبوط عميق على الصليب وبتخلّي الله عنه.

في السياق عينه، لفت الأب الأقدس إلى أن فعل «يترك» في الكتاب المقدّس يُستخدم عند الشعور بألم عظيم مثل فشل الحبّ أو الخيانة أو في حالة الأطفال المرفوضين والمجهضين وغير ذلك، لذا عند استخدام يسوع هذا الفعل فهو يحمل كل هذه المِحَن على صليبه.

وأضاف البابا أن المسيح فعل ذلك من أجل البشر، متضامنًا معهم حتى آخر الطريق كي لا يدعهم رهائن لليأس. وأوضح أن محبّة يسوع قادرة على تغيير القلوب المتحجّرة إلى قلوب من لحم. وأردف أن طريقة عمل الله هي عبر القرب والرأفة والحنان.

وذكر فرنسيس رجلًا شحّاذًا توفّي بالقرب من ساحة القديس بطرس منذ بضعة أسابيع، قائلًا: «إنّه المسيح بالنسبة إلى كل واحد منّا». وأشار الأب الأقدس إلى أن هناك الكثير من «المُسَحاء المتروكين»، مثل الفقراء والشعوب التي تُستغلّ وتُترك لمصيرها و«الأطفال الذين لم يولدوا» والمسنّين المهملين الذين يريدنا المسيح أن نهتمّ بهم.

وفي نهاية الذبيحة الإلهيّة، تلا الأب الأقدس صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين. وقبل الدعاء للعذراء، دعا الحاضرين إلى عيش الأسبوع العظيم عبر مرافقة الربّ يسوع بإيمان ومحبّة على مثال مريم.