معلّمة لبنانيّة اختبرت الآلام الجسديّة التي أدخلت نفسها في دهليز مظلم، وعانت الآلام الروحيّة بعد الانفصال عن شريكها.
7 سنوات من الإحباط، قابلتها 7 سنوات من المعاناة، عاشتها بقلب متخبّط في الأحزان إلى أن عبرت درب الصليب منتصرة مع الربّ القائم من بين الأموات.
إنها ريبيكا حبشي التي تشارك قرّاء "آسي مينا" اختبارها العميق مع الربّ يسوع، وتخبر عن مسيرة شفاء روحي بعد خضوعها لعمليّة جراحيّة وانفصالها عن زوجها.
الألم ينمّي كياني
"ترعرعت في كنف عائلة مسيحيّة مؤمنة وملتزمة في الكنيسة، فأعدّ أهلي الأرض الصالحة والخصبة لنموّ إيمان أولادهم"، تخبر ريبيكا.
"تجلّى حضور الربّ في تربيتي المتواضعة منذ نعومة أظفاري، لكن إيماني لم يتعدَّ كونه تقليديًّا.
اختبرت الألم النفسي والجسدي في الثامنة عشرة من عمري بعد خضوعي لعمليّة انفتاق القرص الغضروفي (الديسك)، فعشت الإحباط والانكسار. لم أتقبّل هذه الأزمة لأن إيماني كان سطحيًّا آنذاك.
عندما أعود إلى الماضي، أشعر بالأسى لأنني لم أكمل تعليمي في حين تابع رفاقي تعليمهم الجامعي. بعد 7 سنوات من اليبوسة والإحباط، زارني أحد الأقارب، ودعاني إلى دراسة اللاهوت. في الحقيقة، لم تكن زيارته مجرّد صدفة بل شعرت كأنني تلقّيت صفعة على وجنتيّ…
حينئذٍ، اتّخذت القرار بمتابعة التعليم ودخلت الجامعة ودرست اللاهوت ملبّية نداء إلهي، وبدأت علاقتي مع يسوع بعد رحلة من الوجع. إن الله لا يسمح بالألم إلا لينمّي الإنسان ويجعلني أرى الفرق بين الماضي والحاضر".
Trending
1
2
3
4
5
انكسار الزواج ومسيرة الشفاء
وتقول ريبيكا: "استكملت مسيرتي مع يسوع بعد زواجي الذي جاهدت من أجل نجاحه واستمراريّته…
(Story continues below)
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
في البداية، اعتقدت أن زوجي مؤمن لأنني تعرّفت عليه في دورات دينيّة تؤهّل متابعيها ليصبحوا تلاميذ المسيح بقوّة الربّ. خدعني بوعوده الكاذبة وصدمني بحقيقته المرّة إذ اكتشفت أنه نرجسي، فكان مرضه النفسي الذي لا علاج له من أسباب انكسار زواجي.
إن الإنسان النرجسي يجعل ذاته محور حياته ويلغي الآخر، إلا أنني تعاملت معه كابنة الكنيسة... مرّت 7 سنوات مشيت فيها درب الصليب، وعشتها في الصلاة والصوم والخبرات النسكيّة، طالبةً تدخّل الربّ. سألت كاهن الرعيّة الوساطة من أجل إنقاذ زواجي لكن محاولاتي باءت بالفشل لأن الشخصيّة النرجسيّة لا تتجاوب مع الآخر ولا تشعر به بل تقلب الحقائق لصالحها.
التزمت الصمت والصلاة، ولم أشتكِ إلا لله. في إحدى الليالي، بكيتُ بكاءً مرًّا وداميًا، راجية الله أن يساعدني في إيجاد الحلّ المناسب. في تلك اللحظة، وقع نظري على فيديو يسلّط الضوء على الشخصيّة النرجسيّة التي كنت أجهلها، فاطّلعت على صفاتها. يا للمفاجأة! إنها شخصيّة زوجي! عندئذٍ، عرفت أن لا علاج لها ويجب قطع العلاقة بالنرجسيين كلّيًا وعدم المحاولة معهم.
وصلني جواب يسوع من خلال المعرفة التي اكتسبتها، بعد أشهر من الصلاة والصوم، فنهضت من جديد وقرّرت الانفصال عن زوجي.
حزنت كثيرًا لكنني شكرت الربّ على عطاياه التي أغدقها على قلبي. تركت بيتي الزوجي في يوم عاصف أشرقت شمسه بعد وصولي إلى منزل أختي، وعزمت على إنهاء العلاقة التي حاولت تدميري على مدى سنوات.
حمدت يسوع لأنني اتخذت هذا القرار، وبدأت مسيرتي معه. شعرت بأنني ولدت من جديد. هربت إلى حضن حبيبي يسوع، فبتّ أشارك في الذبيحة الإلهيّة يوميًّا في حريصا وأسجد أمام القربان المقدّس إلى أن نلت الشفاء".
الغوص في الحبّ والولادة الجديدة
وتتابع ريبيكا: "الربّ شفى نفسي من آلام الطعن بثلاثة خناجر في وقت متقارب: وفاة والدي وانفصالي عن زوجي ووفاة أمّي بعد مرور 3 أشهر على تركي منزلي الزوجي. طلبت القوّة من يسوع، وسجدت عند أقدام الصليب باكية، وسألت إلهي أن يساعدني على النهوض من جديد، فتابعت العمل في التعليم، واختبرت ألا أحدَ يشفي الجروحات إلا المسيح، وأن التعزيات تفيض من قلبه، وأن حبّه يشبع احتياجات أبنائه.
إن القربان المقدّس مدّني بالقوّة، ودم المسيح المسفوك من أجل البشريّة طهّرني، والكتاب المقدّس أغنى نفسي لأنه يحوي كنوز الحكمة. شفاني الربّ من الأعماق، فصرت خليقة جديدة، صلبة وقويّة، وتجدّدت كالنسر. بعد مرور 4 أشهر، تقدّمت بدعوى في المحكمة الروحيّة المارونيّة، وصدر الحكم النهائي القاضي بإعلان زواجي باطلًا في خلال سنة.
سُئلت في المحكمة: هل تندمين على زواجك؟ فأجبت: لا أندم على زواجي لأنه جعلني أكتشف يسوع وألتجئ إليه، فغصت في حبّه. متمسّكةً بالإيمان والصلوات والصوم، نهضت مجدّدًا واكتشفت قدراتي.
عشت القيامة، وكافأني يسوع بعد هذه المسيرة الأليمة. اختبرت أن الربّ يرفع الإنسان، ولا سيّما إذا مشى درب الصليب بصمت وشجاعة وثبات، وتأكدت أن لا قيمة ولا كرامة خارج الله.
هذا ما حدث معي فعليًّا إذ دُعيت إلى تقديم حلقات تلفزيونيّة عبر قناة "نور مريم"، فسلّطت الضوء على "العائلة بين العيش والقانون"، ضمن سلسلة برامج توعويّة عن الزواج والانفصال".
إلهي غناي الحقيقي
وتختم ريبيكا اختبارها عبر "آسي مينا"، رافعة الشكر إلى الربّ على النعم الغزيرة التي أغدقها عليها، ولا سيّما البصيرة والإصغاء والأحبّاء الرائعين المحيطين بها، وتحمده لأنه دعاها إلى التنعّم بحبّه وغسلها بدمه وفداها وأشبع احتياجاتها وأغنى قلبها لأنه الغنى الحقيقي، ووهبها الفرح الدائم والقدرة على قهر الألم والسلام الداخلي
شهادة حياة شاب لبناني سلّم ذاته للربّ منذ نعومة أظفاره، متخطّيًا الشلل النصفي وداء الصرع لأنه تسلّح بإيمانه وحبّه لله، وسار على درب الطفولة الروحيّة التي رسمتها القديسة تريزيا الطفل يسوع. إنه شربل غانم الذي يشارك قرّاء "وكالة الأنباء الكاثوليكيّة" اختباره حضور الربّ في حياته ودور العناية الإلهيّة في نموّه الروحي.