لبنان: اعتراض كنسي وجدل طائفي إثر إرجاء تقديم عقارب الساعة بسبب رمضان

بيروت, الأحد 26 مارس، 2023

أعلن المكتب الإعلامي في الصرح البطريركي الماروني في بكركي الالتزام بتقديم عقارب الساعة في لبنان، بدءًا من اليوم تماشيًا مع سائر الدول التي تتبنّى التوقيت الصيفي. ويأتي ذلك بعد صدور مذكّرة عن الأمانة العامة لمجلس الوزراء اللبناني الخميس الفائت تعلن إرجاء تطبيق قرار تقديم التوقيت المحلّي حتى ليل 20-21 نيسان المقبل، أي بعد انتهاء شهر رمضان.

شرح بيان بكركي أن القرار الصادر عن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي كان مفاجئًا وارتجاليًّا ولم يتمّ بالتشاور مع المكوّنات اللبنانيّة. وحذا كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس أرام الأوّل حذو بكركي عبر إعلان الالتزام بالتوقيت الصيفي. كما نشرت أبرشيّات ورهبانيّات من مختلف الكنائس الكاثوليكيّة والأرثوذكسيّة على صفحاتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي التزامها بدءًا من اليوم التوقيت الجديد في الاحتفالات الليتورجيّة ومؤسّساتها والمدارس التابعة لها. وأعلنت الأمانة العامّة للمدارس الكاثوليكيّة الأمر عينه. كما اعترضت الأحزاب ذات الغالبيّة المسيحيّة في البلاد على القرار.

وكان فيديو قد انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي في الأيّام الأخيرة يُظهر رئيس مجلس النواب نبيه برّي في مقرّ إقامته في عين التينة يطلب من ميقاتي إبقاء التوقيت على حاله حتى آخر رمضان، معلّلًا أن «مصر والكلّ يبقون التوقيتات على حالها». وسبب هذا الطلب مردّه عدم إطالة وقت إفطار المسلمين ساعة إضافيّة إذ إنّهم يفطرون عند الغروب.

وقد شرح البعض أن اعتماد ميقاتي التأجيل يخالف القرار الرقم 5 الصادر عن مجلس الوزراء في العام 1998 والذي يُحَدَّدُ فيه التزام البلاد بالتوقيت الصيفي والشتوي. لا يزال هذا القرار نافذًا وملزمًا، ويستلزم إلغاؤه صدور قرار عن مجلس الوزراء.

وفي حين أصرّ ميقاتي أمس في تصريح صحافي على قرار إرجاء تقديم الساعة، شرح بعض روّاد مواقع التواصل الاجتماعي أن القرار لن يخدم المسلمين إذ سيصومون عدد الساعات عينه من الفجر حتى الغروب. وفتح هذا الموضوع جدالًا طائفيًّا في البلد الغارق في تبعات أزمته الاقتصاديّة، فشُحِنَ اللبنانيّون بجرعة إضافيّة من الانقسام والتشرذم الداخلي. وبهذا، استفاقت بلاد الأرز صباحًا على توقيتَيْن مختلفَيْن، فمنهم من اعتمد التوقيت العالمي، ومنهم من تبع توقيت برّي وميقاتي.

يُذكر أن رئيس حكومة تصريف الأعمال سنّي ورئيس مجلس النواب شيعي في حين أن رئاسة الجمهوريّة تعود عرفيًّا إلى الموارنة لكنّها تشهد فراغًا في الوقت الحالي.