أربيل, الجمعة 17 مارس، 2023
بموت ربّنا يسوع على عود الصليب كفّارةً عن خطايا العالم، تحوّلت أداة العذاب واللعنة إلى رمز الخلاص وعلامة الفداء لأن «المسيح افتدانا من لعنة الشريعة إذ صار لعنةً لأجلنا، فقد ورد في الكتاب: ملعونٌ من عُلِّقَ على خشبة» (غل 3: 13). لذا يحظى الصليب بمكانة مركزيّة في صلب إيماننا المسيحي. من هنا، تتبيّن مدعاة إكرام الصليب المقدّس وأهمّيته لأن «لغة الصليب حماقةٌ عند الذين يسلكون سبيل الهلاك، وأمّا عند الذين يسلكون سبيل الخلاص، أي عندنا، فهي قدرة الله» (1 كو 1: 18).
تحتفل الكنيسة السريانيّة الكاثوليكيّة برتبة سجدة الصليب في أربعاء منتصف الصوم الكبير «كتذكار لانتصار الإمبراطور الروماني هرقل على كسرى الثاني ملك الفرس في العام 628، وإعادته لخشبة الصليب المسلوبة، ونقلها إلى أورشليم ومنها إلى القسطنطينيّة باحتفالٍ مهيب في العام 631، وكان ذلك في خلال الصوم الكبير»، كما يذكر كتاب «المعدعدّان»، وهو كتاب رُتَبِ الأعياد الكنسيّة حسب طقس الكنيسة السريانيّة.
تبدأ الرتبة بعد نهاية القداس، وتُستهلّ بوضع الصليب أمام باب المذبح ليتوسّط الجماعة، كما توسّطت الحيّة النحاسيّة شعب الله في البرّية حسب وصيّة الربّ لموسى «وكما رفع موسى الحيَّة في البرّية، فكذلك يجب أن يُرفع ابن الإنسان لتكون به الحياة الأبديّة لكل من يؤمن» (يو 3: 14-15).
تبدأ بعدئذٍ الرتبة بتسابيح وصلوات، ثمّ يتقدّم الكهنة والشمامسة وهم مرتدون الحلل الطقسيّة، ويصطفّون أمام الصليب، فيشرع المحتفل أوّلًا بتبريكه حاملًا المبخرة بيده اليمنى، ويرتّل ساجدًا ثلاث مرّات بالسريانيّة: «سوغدينان لصليبو دبي هو فرقونو لنفشوثان وعام كايسو أمرينان مشيحو ادخرين لمو دوثي أت»، وترجمتها: «فلنسجد للصليب الذي به خلاصنا، ومع لصّ اليمين نهتف: أُذكرنا في مجيئك».
ثمّ يتناوب الكهنة الآخرون والشمامسة على تبخير الصليب والسجود له، مردّدين الصلاة عينها، ويجيبهم المؤمنون بترتيل جماعي.
الجدير بالذكر أن طقس الكنيسة السريانيّة ينطوي على الاحتفال بالسجود للصليب ثلاث مرّات: في أربعاء منتصف الصوم الكبير، في جمعة الآلام، وفي عيد ارتفاع الصليب المقدّس الذي تحوّل بموت الربّ يسوع عليه إلى راية نصر وعلامة ظفر.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته