روما, الخميس 16 مارس، 2023
الفراغ في رئاسة الجمهوريّة اللبنانيّة والأوضاع الاقتصاديّة والاجتماعيّة في لبنان وأهمّية حضور المسيحيين في بلاد الأرز والشرق الأوسط، كلّها ملفّات حضرت في زيارة للفاتيكان أجراها رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانيّة نجيب ميقاتي صباح اليوم. وقد التقى البابا فرنسيس ميقاتي في القصر الرسولي الفاتيكاني في زيارة دامت نحو 25 دقيقة. بعدها، التقى ميقاتي الكاردينال بييترو بارولين، أمين سرّ الفاتيكان، والمونسنيور بول غالاغر، سكرتير الكرسي الرسولي للعلاقات مع الدول والمنظّمات العالميّة.
قال ميقاتي، في تصريح أدلى به بعد المحادثات، إنه أعرب للأب الأقدس عن قناعته برسالة لبنان وضرورة ترسيخها وتعزيز قيم السلام والأخوّة. وسلّم ميقاتي الحبر الأعظم رسالة يشرح فيها أوضاع البلاد والمعالجات الممكنة التي يستطيع الفاتيكان المساهمة في إنجاحها، مثل انتخاب رئيس للجمهوريّة. من ناحيته، عبّر البابا عن إيمانه برسالة لبنان التعدّديّة الثقافيّة والدينيّة، مشدّدًا على ضرورة تكاتف مسؤولي بلاد الأرز. ووجّه رئيس حكومة تصريف الأعمال دعوة إلى الأب الأقدس لزيارة لبنان.
وبحسب بيان صادر عن دار الصحافة الفاتيكانيّة، تمّ التشديد في اجتماع ميقاتي الودّي مع أمانة سرّ الدولة على قلق الكرسي الرسولي حيال وضع الشعب اللبناني الصعب اجتماعيًّا واقتصاديًّا والذي ازداد سوءًا مع الشلل المؤسّساتي. كذلك، تمّ التركيز على أهمّية حضور المسيحيين في لبنان والشرق الأوسط والذي لا غنى عنه وضرورة تعزيز التعايش السلمي بين سكان البلاد بغية ضمان السلام واستقرار المنطقة بأسرها.
وأهدى البابا فرنسيس ميقاتي عملًا فنيًّا من البرونز بعنوان «المحبّة الاجتماعيّة» يُظهر طفلًا يساعد شخصًا آخر على الوقوف وعليه كُتِبَ «أن تُحِبّ، أن تساعِد». كما أعطاه رسالته في مناسبة اليوم العالمي للسلام لهذا العام، ووثيقة الأخوّة الإنسانيّة من أجل السلام العالمي والعيش المشترك التي وقّعها في العام 2019 مع شيخ الأزهر أحمد الطيّب في الإمارات العربيّة المتحدة، وكتابًا يلخّص الصلاة التي تلاها في 27 مارس/آذار 2020 في ساحة القديس بطرس الخالية في خلال جائحة كورونا، عندما صلّى إلى الله كي يخلّص البشريّة من الوباء وحضّ المؤمنين على عدم الخوف.
من جهته، أهدى ميقاتي الحبر الأعظم جرنًا صغيرًا للماء المباركة مصنوعًا من حجر عليه صورة «الأمّ الحزينة». والجرن مُرْفَق برسالة مكتوبة باللغة الإنكليزيّة جاء فيها: «يلجأ مسيحيّون مشرقيّون كثيرون إلى سيّدتنا الأمّ الحزينة في خلال زمن الصوم المقدّس، خصوصًا في خميس الأسرار والجمعة العظيمة. تمثّل الأمّ الحزينة للّبنانيين أيقونة عاطفيّة خاصّة لأنّها كانت ملجأهم في كل الظروف الصعبة والعصيبة».
تأتي زيارة ميقاتي هذه وسط فراغ في سدّة رئاسة الجمهوريّة في بلاد الأرز. وتُعدّ حكومته مستقيلة إذ لم يُشَكَّل مجلس وزراء جديد منذ الانتخابات النيابيّة الأخيرة في مايو/أيّار 2022. وسيجري ميقاتي في روما محادثات ثنائيّة أيضًا مع رئيسة الحكومة الإيطاليّة جورجيا ميلوني.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته