بكين, الخميس 16 مارس، 2023
بعد سنوات من النقاش مع الجهات المسؤولة، يجري حاليًّا بناء كنيسة كاثوليكيّة جديدة في مدينة تيانمن الصينيّة، وستُكرّس مع نهاية هذا العام حاملةً اسم «القلب الأقدس» لتشكّل تعويضًا غير معلن رسميًّا عن ممتلكات كنسيّة انتقلت إلى سيطرة السلطات في القرن المنصرم.
وقد واجهت عمليّة بناء الكنيسة صعوبات عدّة، تمثّل أوّلها بنقص التمويل، بحسب موقع الأخبار الكاثوليكيّة المستقلّة «أي سي إن». ولم تلقَ الدعوات إلى التبرّع في المنطقة آذانًا مصغية، وما زال الموقع خاليًا من أيّ حركة معماريّة. كما أن النظام المصرفي في البلاد لا يقدّم تسهيلات لتأمين قروض.
كانت المماطلة في الشروع بالبناء تنطوي على خطورة تتمثّل باحتمال سحب الترخيص من الكنيسة، وبالتالي خسارة الأرض، لكن السلطة الكنسيّة استطاعت تأمين 20% من كلفة المشروع قبل نحو سنة. بعد تبلور شكل الأساسات والهيكل الخارجي للكنيسة، ازدادت أعداد المتبرّعين وكان لمواقع التواصل الاجتماعي دورٌ مهمّ في هذا الصدد.
وتمثّلت المشكلة الثانية في طول أبراج الكنيسة، فقد لوحظ أنها تبدو أقلّ ارتفاعًا ممّا هي عليه في المخطّطات الهندسيّة، والسبب هو مراعاة المكاتب الحكوميّة المجاورة وتجنّب إزعاج الآخرين. فبعد مفاوضات غير رسميّة بين الجهات الكنسيّة وبعض الجهات المحلّية، تقرّر التخلّي عن الارتفاع الموضوع مسبقًا، ولا سيّما أنه كان يُنظر إلى إعطاء الكنيسة الحقّ في البناء على أنه تنازل كبير من الحكومة.
الجدير بالذكر أن الكنيسة تتبع أبرشيّة هانيانغ التي تأسّست سنة 1946، وهي تتبع بدورها اليوم أبرشيّة هانكو (ووهان) العريقة التي شهدت هزّة عنيفة منذ سنة 1958 إثر حدوث رسامات أسقفيّة غير شرعيّة بلا موافقة الفاتيكان، سببها التضييق على الحرّيات الدينيّة ورغبة السلطة الصينيّة آنذاك في أن تتبع الكنيسة الكاثوليكيّة إداريًّا لها لا للفاتيكان. ولم تظهر بوادر الحل إلّا في الثمانينيّات من القرن الماضي، ومن ثمّ في اتفاق سنة 2018 بين الفاتيكان والصين ليُرْسَم رئيس أساقفة جديد على أبرشيّة هانكو/ووهان سنة 2021 بعد شغور دام 14 عامًا.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته