«فرنسيس في العراق»... فيلم وثائقي مؤثر يُعرض قريبًا

بغداد, الاثنين 6 مارس، 2023

«فرنسيس في العراق» فيلم وثائقي يسلّط الضوء على معاناة العراقيين «المهمّشين» من تفجيرات الكنائس والهجمات الانتحاريّة والإبادة الجماعيّة، وصولًا إلى زيارة البابا فرنسيس التاريخيّة التي زرعت الرجاء في بلاد الرافدين وشكّلت علامةً على أن الشهادة البطوليّة التي قدّمها مسيحيّو العراق لم تختفِ في غياهب النسيان.

الإيمان يغلب التهديد الداعشي

ينقل الفيلم الوثائقي «فرنسيس في العراق» في بدايته مشهدًا حزينًا، لحظة وصول المطران بولس ثابت حبيب مكّو إلى كنيسة القديس أدي في بلدة كرمليس، ورؤيته تمثالًا لمريم العذراء مقطوع الرأس واليدين أمام المذبح، وهذا الأمر تكرّر مع تمثال آخر للعذراء في كنيسة أخرى ببلدة باطنايا.

كما كُتبت على أحد الجدران باللغة الألمانيّة رسالة محمّلة بالكراهية: «لا مكان لكم في أرض الإسلام يا عبيد الصليب، إمّا أن تخرجوا من هنا أو نقتلكم».

يُظهر الفيلم الوثائقي المزمع عرضه قريبًا البدء بأعمال إعادة بناء بلدة كرمليس العراقيّة، بفضل تبرّع بلغت قيمته مليونين دولار وقدّمته منظمة «فرسان كولومبوس» بواسطة الراحل أندرو والتر، صديق مقرّب من مصوّر الفيلم د. ستيفن راشي الذي أهداه لروحه. كان أندرو والتر قد شغل منصب رئيس «إي دبليو تي إن نيوز» قبل وفاته في العام 2020 عن عمر يناهز 45 عامًا.

الآمال والحقائق تتحدّى الاضطهاد

إلى ذلك، تحدّث رئيس أساقفة إيبارشيّة أربيل الكلدانيّة المطران بشار وردة في الفيلم الوثائقي، قائلًا: «حاولنا تسليط الضوء في هذا الوثائقي على قلوب أبناء شعبنا وعقولهم، وآمالنا، ومخاوفنا، والحقائق التي ما زلنا نواجهها».

وتابع: «إن الزيارة الشجاعة للأب الأقدس سمحت للعالم بمعرفة أننا نحن المسيحيين ما زلنا هنا، وسنفعل كل ما في وسعنا للبقاء في أرضنا، من خلال خدمتنا للآخرين والشهادة بفرح لإيماننا».

وختم متوجّهًا إلى البابا فرنسيس بالقول: «نأمل أن تمنحك معرفتك بمسيرتنا الطويلة والشجاعة القوّة للسير في طريقك، ونتمنّى أن تذكرنا في صلواتك دائمًا، كما نذكرك أيضًا».

تجدر الإشارة إلى أن د. ستيفن راشي مصوّر فيلم «فرنسيس في العراق» ومؤلف كتاب «الأشخاص المختفون: المصير المأساوي للمسيحيين في الشرق الأوسط» عمل مستشارًا قانونيًّا لسنوات طويلة مع الكنيسة الكلدانيّة الكاثوليكيّة في أربيل في خلال فترة سيطرة تنظيم داعش على تلك المدينة.