أربيل, الأحد 5 مارس، 2023
في 5 مارس/آذار 2021، وصل البابا فرنسيس إلى العراق في زيارة تاريخيّة، على الرغم من تبعات جائحة كورونا والتوتّر الأمني في البلاد وسلسلة من الهجمات الإرهابيّة في بغداد ومدن أخرى في إقليم كردستان. شكّلت الرحلة «رسالة تضامن» مع المسيحيين والمسلمين والإيزيديين والصابئة واليارسان والزرادشتيين والبهائيين واليهود والأكراد والتركمان، فعزّزت الحوار والقيم المشتركة بين الأديان في بلاد الرافدين وحملت رسالة سلام إلى المواطنين عنوانها الأخوّة. في الذكرى الثانية للزيارة، تواصلت «آسي مينا» مع قادة وممثّلي مكوّنات دينيّة مختلفة في الجمهوريّة العربيّة، سائلة إيّاهم عمّا اختبروه يومها.
قال رئيس طائفة الصابئة المندائيين الشيخ ستار جبار حلو: «كانت فرحتنا كبيرة بلقاء البابا، كونه يمثّل مظلّة لنا جميعًا، وهو شخصيّة محترمة لها ثقلها العالمي وأوّل حبر أعظم يحجّ إلى أرض الرافدين». وأضاف حلو: «أرى أن البابا قد خطا خطوة جديدة في اتّجاه تثبيت نفسه رسولًا للمتعبين، لا يهتمّ بملاقاة أقوياء العالم، بل يذهب إلى ضعفائه أيضًا، محتضنًا الشعوب الجريحة بسبب الحروب والانقسامات». وأبدى حلو شوقه لملاقاة البابا، زائدًا: «نتمنّى أن نلتقي الأب الأقدس في حاضرة الفاتيكان لنعبّر عن شكرنا وتقديرنا العاليَيْن لمحبّته لنا جميعًا».
آوات حسام الدين، ممثّلة الزرادشتيين في وزارة الأوقاف والشؤون الدينيّة في حكومة إقليم كردستان، والتي شاركت في مراسم استقبال الحبر الأعظم في مطار أربيل الدولي أخبرت: «فرحت جدًّا بلقاء البابا، ودار بيننا حوار جميل وأهديته قلادة لها دلالة دينيّة لدينا نحن الزرادشتيين».
من جانبه، قال ممثّل البهائيين سرمد كيخسرو: «على الرغم من تعب البابا فرنسيس ومرضه، شكّلت زيارته العراق وإقليم كردستان دعمًا معنويًّا وسياسيًّا إذ اطّلع على التعايش السلمي الموجود في الإقليم». وتابع: «أظهر البابا لنا مفهوم محبّة الجميع، فجعلنا نصلّي كلّنا بلغة واحدة في القداس الكبير الذي أُقيم في ملعب فرانسو حريري».
أمّا فرهاد الكاكي، أحد القادة الدينيين الكاكائيين، فأكد أنّه شعر «بقداسة» عند رؤيته الحبر الأعظم. وأردف: «عند لقائي به، قلتُ له إنّه أب لنا جميعًا. وغمر قلبي شعور من الفرح والسعادة عندما تحدّثت معه». ففي مطار أربيل، قال الأب الأقدس له: «أنا هنا لأكون أبًا للجميع».
ومن بين الحاضرين في مراسم استقبال البابا، كان هناك أيضًا ممثّل اليهود شيركو عثمان الذي لفت في حديثه معنا إلى أن الرسالة التي حملها فرنسيس كانت مؤثّرة جدًّا، متمنّيًا أن يستمرّ في رسالته الإنسانيّة تجاه العراق.
يُذكر أن الرحلة حملت يومها دعمًا معنويًّا كبيرًا ليس فقط للمسيحيين بل للأقلّيات الأخرى أيضًا، وأتت بأبعاد سياسيّة ودينيّة واضحة. ففيها شدّد الأب الأقدس على ضرورة ترسيخ جذور المعمّدين في أرضهم باعتبار أنّهم جزء أساسي من النسيج الوطني العراقي وليسوا وافدين أو زوّارًا. وشدّد في خلال لقاءاته مع القادة الدينيين على ضرورة تكاتف كل المكوّنات في سبيل ترسيخ التعايش السلمي، واحترام حقوق الأقلّيات تحقيقًا للمساواة والعدالة الاجتماعيّة على أساس المواطنة الصالحة بلا تمييز.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته