يونان: نعمة الخلاص شهادة الكنيسة الحقّة

حريصا, الخميس 16 فبراير، 2023

تأمّل بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان، في خلال ترؤسه القداس الإلهي في بازيليك سيّدة لبنان-حريصا في اليوم الثالث من أعمال الجمعيّة السينودسيّة القارّية للكنائس الكاثوليكيّة في الشرق الأوسط، بمشاركة بطاركة الشرق الكاثوليك، في مواهب الروح القدس، مؤكدًا أن نعمة الخلاص ليست حكرًا علينا أو من امتيازاتنا، بل هي لخلاص جميع الذين يتوقون إلى سماعها، وتمثّل الشهادة الحقّة والفاعلة التي ميّزت الكنيسة على مدى العصور.

وشدّد على أن الروح القدس الذي يوزّع العطايا الروحيّة، يُلهم ويقوّي ويرافقنا جميعًا للكرازة بالبشرى بين الإخوة بشجاعة وحقّ وسلام، لافتًا إلى أن مواهب الروح القدس ليست للاعتداد الشخصي بالإنجازات العلميّة أو الاجتماعيّة والتميّز على الآخرين أو المكافأة والكرامة، بل هي للخدمة بالوداعة والتواضع حسب قلب الربّ.

وشرح حدث ظهور الربّ يسوع المنبعث من القبر لتلميذي عماوس، وانطلاقهما للبشارة بفرح القيامة بعدما عرفاه.

وتناول يونان زيارته الأخيرة لحلب المنكوبة بسبب الزلزال المدمّر الذي ضرب تركيا وسوريا، واصفًا ما اختبره بالقول: عاينّا في وجوه الساكنين هناك الخوف والقلق، لكننا كم أُعجبنا وتعزّينا بإيمان مَن التقيناهم، وبشهادتهم، وبعيشهم المحبّة الصادقة والتضامن الفعلي بينهم، من أفراد وجماعات، بمختلف طبقاتهم الاجتماعيّة وطوائفهم وأديانهم.

وختم يونان عظته، قائلًا: حسب طقس كنيستنا السريانيّة، نستعدّ في هذه الأيّام للدخول في زمن الصوم الكبير. والأحد المقبل، نحتفل بعرس قانا الجليل، وهو تذكيرٌ لنا بأن هذا الزمن الطقسي ليس للخوف والعبس والقلق والانغلاق على الذات، بل هو زمن الفرح والرجاء والانفتاح على الآخرين، ولا سيّما الذين يحتاجون إلى محبّتنا.

والجدير بالذكر أن أعمال الجمعيّة السينودسيّة القارّية للكنائس الكاثوليكيّة في الشرق الأوسط تستمر حتى 18 شباط الحالي في بيت عنيا-حريصا، بعد سنة على افتتاح المسار السينودسي الذي ينتقل إلى مرحلته القارّية الثانية، تلبيةً لدعوة البابا فرنسيس إلى «السير معًا» على ضوء الإنجيل، وتحضيرًا للسينودس المزمع عقده في الفاتيكان في أكتوبر/تشرين الأوّل 2023 بعنوان «من أجل كنيسة سينودسيّة: شركة ومشاركة ورسالة».