الثلاثاء 10 ديسمبر، 2024 تبرّع
EWTN News

الراعي: المسيرة السينودسيّة تعزّز الشركة والمشاركة لإعلان البشارة

الراعي يترأس القداس الإلهي في بازيليك سيّدة لبنان-حريصا في ختام اليوم الأوّل من الجمعيّة السينودسيّة القارّية للكنائس الكاثوليكيّة في الشرق الأوسط/ Provided by: Maronite Catholic Patriarchate of Antioch

شدّد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في خلال ترؤسه القداس الإلهي في بازيليك سيّدة لبنان-حريصا، بمشاركة بطاركة الشرق الكاثوليك، على أن الكنيسة السينودسيّة هي السفينة التي تمخر بحر هذا العالم الهائج بأزمات الحروب والإلحاد والإيديولوجيّات والروح الماديّة والاستهلاكيّة، وأزمات التعليم اللاهوتي والأخلاقي المناهض لتعليم الكنيسة، ومآسي الشعوب الفقيرة والمهجّرة والمهاجرة.

وأكد الراعي أن هذه المسيرة السينودسيّة تسعى إلى شدّ أواصر الشركة والمشاركة بهدف تحقيق رسالتها بإعلانٍ أفضل وأشمل لإنجيل يسوع المسيح.

الراعي يترأس القداس الإلهي في بازيليك سيّدة لبنان-حريصا في ختام اليوم الأوّل من الجمعيّة السينودسيّة القارّية للكنائس الكاثوليكيّة في الشرق الأوسط. Provided by: Maronite Catholic Patriarchate of Antioch

وجاء في عظة الراعي ما يلي:

«لمَ أنتم خائفون هكذا؟ ولمَ ليس فيكم إيمان» (مر 4: 40).

1.عاتب الربّ يسوع التلاميذ، عندما ارتعبوا أمام هول الريح والأمواج التي ضربت سفينتهم، وشعروا بأنّهم أمام خطر الغرق، فأيقظوه بخوف شديد. فسكّن الريح والبحر، وقال لهم: «لمَ أنتم خائفون هكذا؟ ولمَ ليس فيكم إيمان» (مر 4: 40).

2.أراد يسوع إظهار أولويّة الإيمان. فالإيمان هو أساس كل معجزة يجريها الله. ومن دون إيمان لا مجال للمعجزة. فكم من مرّة أعلن الربّ يسوع الإيمان كفاعل أساسيّ لإجراء شفاءاته.

هذا والد ذاك الفتى المصاب بداء الصرع الذي جاء يلتمس شفاءه من يسوع. فقال له الربّ: «إذا كنت تستطيع أن تؤمن، فكل شيء مستطاع للمؤمن» (مر 9: 23). ثمّ شفاه.

وهذا أعمى أريحا الذي طلب من يسوع «أن يبصر». فقال له: «اذهب إيمانك أحياك»، ولساعته أبصر وانطلق في الطريق (مر 10: 51-52).

وها التلاميذ الذين رأوا التينة التي لعنها يسوع ما زالت يابسة، قال لهم: «ليكن فيكم إيمان الله» (مر 11: 22).

وهذه المرأة النازفة التي لمست طرف رداء يسوع، فتوقف نزيف دمها. قال لها الربّ: «يا ابنتي، إيمانك خلّصك، اذهبي بسلام» (لو 8: 48).

أمّا تلاميذه الأحد عشر، فعاتبهم عندما «ظهر لهم ووبّخهم على قلّة إيمانهم، وقساوة قلوبهم لأنّهم لم يصدّقوا الذين أبصروه قام» (مر 16: 14).

فيما يعاتب يسوع تلاميذه على قلّة إيمانهم، وقد عايشوه وسمعوا كلامه ورأوا معجزاته، فإنّه من ناحية أخرى يمتدح إيمان الذين ليسوا من ملّته، ولا من معايشيه، ولا من المتتلمذين له.

مثل المرأة الكنعانيّة التي جاءت من ناحية صور وصيدا تلتمس منه بإلحاح شفاء ابنتها. فبعدما امتحن إيمانها بقساوة قال لها: «يا امرأة عظيم إيمانك، فليكن لكِ ما تريدين. ومن تلك الساعة شفيت ابنتها» (مت 15: 28). ومثل قائد المئة الروماني الوثني الذي أرسل بعثة إلى يسوع القادم إلى بيته ليشفي عبده تنقل قوله: «يا سيّدي، لا تتعب لأنّني لست مستحقًّا أن تدخل تحت سقفي... ولكن قل كلمة، فيُشفى فتاي... تعجّب يسوع منه، وقال للجمع: «لم أجد حتى في إسرائيل مثل هذا الإيمان!» وعادت البعثة، فوجدوا العبد المريض قد شُفِيَ (لو 7: 6-7).

4.الإيمان عطيّة من الله، وفضيلة فائقة الطبيعة. هذا ما قاله يسوع لسمعان بطرس عندما أعلن إيمانه في قيصريّة فيلبّس بأنّه «المسيح ابن الله الحي»، فكان جواب يسوع: «طوبى لك يا سمعان بن يونا، فإنّه لا لحم ولا دم أظهرا لك ذلك. لكن أبي الذي في السماوات» (مت 16: 17).

الإيمان لكي يبقى حيًّا يحتاج إلى النعمة الإلهيّة الدائمة. ونحن بالصلاة وممارسة الأسرار وكلمة الله ننعشه ونغذّيه ونعيشه بأفعالنا وتصرّفاتنا وسيرة حياتنا. هو ليس مجرّد تحليل فكري عقلاني. الإيمان هو الأساس لمعرفة أسرار الله. فكم نرى من أشخاص أميّين يعيشون الإيمان أكثر من علماء في اللاهوت.

5.ولكي نعيش آية تسكين الرياح وأمواج البحر لكون الإنجيل ليس مجرّد قصّة من الماضي، بل واقعًا نعيشه مع تبدّل الأشخاص والأمكنة والظروف والأزمان، فيما «يسوع المسيح هو هو أمس واليوم وإلى الأبد» (عب 13: 8)، لا بدّ من قراءة رمزيّة للنصّ الإنجيلي.

السفينة هي الكنيسة، ومدنيًّا الدولة. التلاميذ هم رعاة الكنيسة، ومدنيًّا المسؤولون السياسيّون. البحر هو العالم بوجهَيْه الفسيح والمحدود. الرياح والأمواج هي الصعوبات والمحن والاضطهادات والثورات والاحتجاجات.

في هذا الواقع الكنسي والمدني، لا خلاص لنا إلّا بيسوع المسيح، مخلّص العالم وفادي الإنسان. وهذا ما أعلنه بطرس بجرأة أمام رؤساء الشعب وشيوخ إسرائيل، بعد شفائه كسيح هيكل أورشليم، إذ قال: «اعلموا جميعكم أنّه باسم يسوع الناصري الذي صلبتموه وأقامه الله من بين الأموات، يقف هذا الرجل أمامكم معافى... فليس إنسان آخر، وليس تحت السماء اسم آخر وُهِبَ للناس، به تجب الحياة» (أع 3: 6/ 4: 10-12).

6.الكنيسة السينودسيّة هي هذه السفينة التي تمخر بحر هذا العالم الهائج بأزمات الحروب وويلاتها، ومآسي الشعوب الفقيرة والمهجّرة والمهاجرة، وبأزمات الإلحاد والإيديولوجيّات والروح الماديّة والاستهلاكيّة التي تشوّه الإيمان وتخنقه في قلوب المؤمنين، وبأزمات التعليم اللاهوتي والأخلاقي المناهض لتعليم الكنيسة.

كل هذه المسيرة السينودسيّة، على مستوى الاستشارات في العالم بالوثيقة التحضيريّة، واليوم على مستوى القارات بالوثيقة الخاصّة بها، وفي تشرين الأوّل على مستوى الجمعيّة العموميّة برئاسة البابا فرنسيس، إنّما تسعى إلى شدّ أواصر الشركة والمشاركة بهدف تحقيق رسالتها بإعلانٍ أفضل وأشمل لإنجيل يسوع المسيح (وثيقة العمل للمرحلة القارّية، 2).

أعاننا الله على ذلك بشفاعة أمّنا مريم العذراء سيّدة لبنان وأمّ الكنيسة. فنرفع المجد والشكر للثالوث القدوس، الآب والابن والروح القدس إلى الأبد، آمين.

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته