الاثنين 18 نوفمبر، 2024 تبرّع
EWTN News

بين أشواك الوحدة والتجارب… يسوع يحتضن قلبها بحبّه

مود شوفاني تحتفل بعيد ميلاد والدتها الفنّانة اللبنانيّة مادونا في حضور جدّتها وولديها/ Provided by: Maude Choufani/ACI MENA

أمّ لبنانيّة ملتزمة في الكنيسة، أمينة سرّ المركز الكاثوليكي للإعلام، سلّمت حياتها بكلّيتها لله، فحضن نفسها في وحدتها وغمرها بحبّه اللامتناهي بعدما حرمتها الحياة التنعّم بالعيش في كنف أسرة متماسكة.

إنها "مود شوفاني" التي تشارك قرّاء "آسي مينا" اختبارها الأليم المكلّل بنعم الربّ وبركاته.

فيض التعزيات يغمر وحدتي

"ترعرعت في كنف أسرة انشقّ قلبها بعد انفصال الزوجين، وكان لكل منهما اهتماماته الخاصّة. عشت الوحدة منذ نعومة أظفاري، ولطالما احتجت إلى مساندة العائلة"، تخبر مود.

"هذه الحالة زرعت في أعماقي الشوق إلى معانقة أمّي وحضورها إلى جانبي، وعشت في بيت جدّي (أهل أبي) تارةً، ومع جدّتي (والدة أمّي) طورًا.

ولعلّ حضور الربّ ظهر في أبهى تجلّياته من خلال وجود جدّتي في حياتي.

أحيانًا، كنت أشعر بالانزعاج والحاجة إلى قلب حنون يحتضن قلبي، ما جعلني أتوجّه إلى يسوع ومريم وأطلب منهما مباركة حياتي. عندئذٍ، يغمر كياني فيض التعزيات بعد الحوار العميق معهما".
مود شوفاني ووالدتها الفنّانة اللبنانيّة مادونا. Provided by: Maude Choufani/ACI MENA

لمسة مار شربل تبارك كياني

وتقول مود: "في سنّ المراهقة، لمست تدخّل مار شربل الذي أصبح شفيعي.

في إحدى الليالي، اهتزّت دعائم حياتي العائليّة، ما أغرقني في بحر من العذاب والبكاء، وشعرت بأن الحياة أقفلت أبوابها في وجهي.

يا لها من لحظات مباركة اختلطت فيها الرهبة بالشعور بالأمان! سجدت في غرفتي، وطلبتُ تدخّل شفيعي، فأحسست بيد تربّت على كتفي كأنها تحمل رسالة دافئة: أنا إلى جانبك. التفتّ إلى الوراء، فلم أجد أحدًا لكنني كنت متأكدة من أن القديس شربل لن يتركني، وسيرافقني في كل مراحل حياتي".
مود شوفاني وولداها في عنايا. Provided by: Maude Choufani/ACI MENA

(Story continues below)

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

ثقة لامتناهية بالقدرة الإلهيّة

وتتابع مود: "إن ثقتي بالله لا حدود لها. تخطّيت العقبات التي اعترضت طريقي بقوّة الربّ، فلم أنجرف في وحول التجارب بل كنت أشعر بأن إلهي يحتضنني ويرعاني، ولا سيّما عندما عشت في دبي حيث عملت في مجال الطيران والعقارات ونجحت في بناء علاقة رائعة مع الناس.

وقبل سفري، عملت أيضًا في قسم خدمة الزبائن والعلاقات العامة في الفنادق، وكنت أفرح عندما أرى السعادة ترتسم على وجوه الآخرين عبر الخدمات التي أقدّمها لهم. من ثمّ، عدت إلى لبنان، وعملت 3 سنوات في مستشفى المعونات حيث بنيت علاقات متينة مع الجميع. كنت أشعر بأنني أجعل الله يبتسم من خلال زرع البسمات في دروب الآخرين".
مود شوفاني تعمل في مجال الطيران. Provided by: Maude Choufani/ACI MENA

الربّ يقود حياتي

وتضيف مود: "قد يتعثّر مخطّط حياتنا فجأة لسببٍ نجهله، لكنني أثق بأن شعرة واحدة من رؤوسنا لن تسقط إلا بإذن الله، وأؤمن بأن من سلّم ذاته بكلّيتها لله لا يمسّه سوء ولو ارتمى في النار…

ابتعد زوجي 8 سنوات عن الأسرة ما زاد الأثقال على كاهلي وجعلني أهتمّ بولديّ وحدي. رغبت بشدّة أن تعود المياه إلى مجاريها بيني وبين زوجي، وطلبت من الربّ أن تلتئم العائلة من جديد…

في هذه المرحلة، كانت جدّتي الغالية تساعدني دومًا في تربية ولديّ. تعبت كثيرًا معي، وارتضت تغيير مكان السكن عندما طلبت منها القيام بذلك الأمر.

توجّهت إلى دير مار مارون في عنايا، ودخلت الكنيسة حيث الضريح. هناك سجدت على شكل صليب، وقلت لشفيعي: جئت إليك كعادتي، وأريد أن أخبرك بأنني سأقلب حياتي. أرجوك، تشفّع من أجلي كي تكون القرارات التي اتخذتها لصالحي.

في الأسبوع عينه، التقيت الأب عبدو أبو كسم، واتفقنا أن أنضمّ إلى المركز الكاثوليكي للإعلام بعد مباركة المطران بولس مطر في العام 2017.

في تلك اللحظة، شعرت بتدخّل يد الربّ ولا سيّما أن العمل الجديد قريب من منزلي ودوام العمل يتماشى مع مدرسة ولديّ، وبرهنت الأيّام أنه أب روحي بكل ما للكلمة من معنى لأنه متفهّم لوضعي العائلي، أسوة بجميع زملائي.

عندئذٍ، ازدادت ثقتي بالله، فجدّدت تسليم حياتي له".
مود شوفاني والعائلة والأصدقاء يحتفلون بالأعياد. Provided by: Maude Choufani/ACI MENA

نعمتان من الله

وتخبر مود بقلب مفعم بالشكران: "الربّ أنعم عليّ بوالدتين: دونا، الليدي مادونا وجدّتي؛ أمّي الأولى التي أنجبتني، "تاج رأسي"، الداعمة الدائمة وصاحبة الفضل في جعل الأبواب مفتوحة أمامي كونها ذائعة الصيت ومحبوبة الجماهير، ومنحتني إرثًا جميلًا تمثّل في محبّة الناس وثقتهم بصدقها وتواضعها وكرمها وشفافيّتها وعدم أذيّتها الآخرين، وهي مثال للمرأة في المجتمع، وأمّي الثانية والأساسيّة هي جدّتي، مثالي الأعلى في التربية ومرجعيّة كل العائلة".
والدة مود شوفاني وجدّتها. Provided by: Maude Choufani/ACI MENA

ملاكي وحبّي وقوّتي

وتؤكد مود أنها تضع جدّتها في مراتب العبادة، مردفة: "كادت جدّتي أن تموت في شباط 2019، و4 مرّات في جائحة كورونا لكنني اهتممت بها في المنزل، وأعاد الربّ الروح إليها لأنه يعرف أهميّة وجودها بالنسبة إليّ… إنها الحبّ والحنان والأمان. بقيت معي وساندتني في تربية ولديّ. نعم، هي ملاك في منزلي، ووجودها يمدّني بالأمل والقوّة".

وتختم مود اختبارها عبر "آسي مينا"، رافعة الشكر إلى الربّ لأن يديه احتضنتاها دومًا، حيثما كانت، سواء أكانت في الأرض أم في الجوّ، وتحمده على وجود أسرتها إلى جانبها.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته