الاثنين 25 نوفمبر، 2024 تبرّع
EWTN News

هل الزلازل عقاب من الله؟

الأب بيتر حنا وصورة الدمار الذي لحق بكاتدرائيّة سيّدة البشارة في إسكندرون في ⁧‫تركيا‬⁩ جراء ⁧‫الزلزال‬⁩ المدمّر/ Provided by: Father Peter Hanna & Abouna Rifat Bader

«لأنك قلتَ: أنتَ يا ربّ ملجئي وجعلتَ العليّ مسكنك، لا يلاقيكَ شرّ، ولا تدنو ضربة من خيمتك لأنه يوصي ملائكته بكَ كي يحفظوكَ في كل طرقك» (مز 91: 9-11). في وقت الشدّة والخوف من الكوارث الطبيعيّة، يردّد المؤمنون كلمات صاحب المزمور، واثقين بأن الربّ هو الملاذ الأمين والميناء الأخير.

بعد وقوع الزلزال المدمّر الذي ضرب تركيا وسوريا موديًا بحياة الآلاف من الضحايا، كثُرت الأسئلة المتعلّقة بحضور الربّ وتدخّله عند حدوث الكوارث الطبيعيّة: هل الكوارث الطبيعيّة تأديب للمؤمنين؟ هل الزلازل عقاب من الله؟ هل يسمح إلهنا بالشرّ؟

إليكم الأجوبة على ضوء الإيمان المسيحي في مقابلة مع الأب بيتر حنا.

الله… مؤدّب أم مُحبّ؟

في حديث خاصّ إلى «آسي مينا»، أكد الأب بيتر حنا، كاهن رعايا فالوغا وحمّانا والشبانيّة للروم الكاثوليك، أن الله لا يستخدم الشرّ ليعطينا دروسًا في الخير، موضحًا: لا يمكن لإله الخير أن يخرج منه شرٌّ، ولا يمكنه أن يؤذي أولادنا ويجعلنا نخسر أشغالنا بهدف تأديبنا.

وقال إن لوقوع الزلازل أسبابًا عدّة، أهمّها التغيير المناخي وارتفاع درجة حرارة الأرض وتحرّك الصفائح التكتونيّة والحروب والمتفجّرات وضعف الإنسان وخطيئته، وكلّها ليست من الربّ.

الأب بيتر حنا. Provided by: Father Peter Hanna

وشدّد الأب حنا على أن الله لا يستغل هذه الزلازل من أجل توعيتنا بل علينا أن نستغلّها لنعي الحقيقة وندرك أن هذه الحياة ليست مجرّد ملذّات أرضيّة ونتقرّب أكثر من الله ونكون دعاةً للخير.

وتابع: لا يمكن أن يكون الزلزال عقابًا من الله يفرضه على الإنسان لأن ما حدث طال الجميع، حتى الأبرار، ما يناقض عدل الله إذ إن العقاب يجب أن يطال أشخاصًا معيّنين وليس الجميع. لقد ضرب زلزال تركيا أناسًا لديهم فكرة مختلفة عن الله؛ منهم لا يؤمنون به ومنهم قديسون مثل الأب عماد ضاهر، فكيف يؤدّب الله الكاهن والعلماني والمسلم والملحد؟

وقال الأب حنا: إن الله كامل أي كل صفاته كاملة، منها الحبّ. وبالتالي، إذا كان الحبّ كاملًا يعني ذلك أن لا مساحة للشرّ أو الأذيّة أو التدمير. ولا يجوز استخدام عبارة «الربّ يسمح بوقوع الزلازل» لأن السماح بحدوث الكوارث الطبيعيّة يعني القبول بأن يسود الشرّ والموت والدمار، وهذا الأمر يناقض كيان الله وهو الحبّ الكامل.

وأضاف: الله لا يؤدّب الإنسان بقتل الأطفال بل يتمثّل تأديبه في دفع الإنسان إلى إدراك تبعات عمله، فيبدّل مساره. إن صورة الله في العهد القديم ناقصة، لذلك يقول المسيح: «ما جئتُ لأنقض بل لأكمّل» ليخبر الجميع من هو الإله الحقيقي.

وختم الأب حنا حديثه عبر «آسي مينا»، مؤكدًا أن إلهنا هو إله الحياة وليس إله الموت، وأن إله الحياة لا يمكنه أن يعطي الموت، بل الحرّية للإنسان كي يعيش وينمو ويعي علاقته بالله.

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته