روما, الثلاثاء 7 فبراير، 2023
بعد شعور سكان لبنان، عند الساعة 3:17 من فجر الاثنين بالتوقيت المحلّي، بالزلزال المدمّر الذي ضرب تركيا وسوريا، بدأ مئات المؤمنين بالتدفّق تحت ستار الليل وطوال ساعات النهار إلى كنيسة سيّدة الزلزلة العجائبيّة في مدينة زحلة لطلب حمايتها من الزلازل وشكرها على نجاتهم من الهزّة المرعبة.
واحتفل الأب جورج معلوف، خادم الرعيّة، بصلاة الباركليسي الاثنين عند العاشرة صباحًا والرابعة بعد الظهر، ليعود فيحتفل صباح اليوم أيضًا بالصلاة عينها. كما تلا معلوف في خلال الخدمات الليتورجيّة صلاة خاصّة لإبعاد الزلازل.
وقد بلغت أعداد الحجّاج منذ لحظات الزلزال الأوّل حتى الآن نحو 1100 شخص، بحسب ما قال الأب معلوف لـ«آسي مينا».
لماذا تُدعى الكنيسة سيّدة الزلزلة؟
يعيد المؤرّخون بناء كنيسة سيّدة الزلزلة إلى النصف الثاني من القرن السادس عشر ويعتبرونها أوّل كنيسة بُنيت في مدينة زحلة.
في العام 1759، ضرب لبنان زلزال قوي نكب مدينة بيروت وألحق أضرارًا بمدينة بعلبك الأثريّة. وفي زحلة، تصدّعت الأرض الواقعة خلف هذه الكنيسة وزحلت تربة التلّة الواقعة خلفها وبدأت بالزحف نحو المدينة لتتوقّف عند الجدار الغربي للكنيسة. عندها، خرج السكان من المنازل المحيطة متضرّعين إلى والدة الإله وشاكرين إيّاها، ومطلقين على الكنيسة اسم «سيّدة الزلزلة العجائبيّة».
عجائب والدة الإله
صنع الربّ أيضًا أعاجيب أخرى بشفاعة العذراء في هذه الكنيسة، منها نجاة المبنى من الحريق بينما كان المؤمنون مختبئين فيه من القتل في خلال حرب العام 1860، بعدما هبّت ريح ذرّت الغبار في عيون المقاتلين الذين هاجموا زحلة وحالت دون اقترابهم من الكنيسة.
وفي العام 1914، لم يتمكّن الجنود الأتراك، إبّان الحرب العالميّة الأولى، من إنزال جرس الكنيسة، إذ وقع اثنان منهم من أعلى القبّة. وعند محاولة قائد الجنود تحطيم أيقونة العذراء، سقط أرضًا بعد دخوله الكنيسة، فارتعد الجنود وهربوا.
أيقونة العذراء الدامعة
تحتضن الكنيسة أيقونة لوالدة الإله ذرفت دمعة في العام 1954 بينما كانت سيّدة من المدينة تصلّي أمامها. وقد أكدت دراسة حديثة أن آثار الدمعة ليست لونًا يُستخدم للرسم، كما أنّها لم تُكتب مع الأيقونة.
صلاة إلى سيّدة الزلزلة
يرفع المؤمنون صلوات عدّة إلى سيّدة الزلزلة العجائبيّة، إحداها هذه الطلبة الخاصّة بها:
«يا والدة الإله، سيّدة كل الدهور، مُنْجِدَة زحلة من الزلزال والبلايا والشرور، أنقذي كل شعبكِ الملتجئ إليكِ، واحفظي كنيستكِ ثابتةً بحضوركِ، فكلّنا نرجو حمايتكِ يا مانحة السرور».
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته