جوبا, الأحد 5 فبراير، 2023
اختتم البابا فرنسيس اليوم زيارته الرسوليّة لجنوب السودان التي استهلّها في 3 فبراير/شباط الحالي بترؤسه القداس الإلهي في ضريح جون غارانغ بجوبا، داعيًا الأهالي إلى وضع أسلحة الكراهية والانتقام جانبًا ليعانقوا الصلاة والمحبّة ويتغلّبوا على البغض ويتعلّموا مداواة الجراح بملح المغفرة وينيروا الجميع ويبنوا مستقبلًا واعدًا.
وتوقف عند كلمة الحياة التي وجّهها الربّ يسوع اليوم في الإنجيل: «أنتم ملح الأرض، أنتم نور العالم»، مؤكدًا أن تلميذ المسيح مثل ملح الأرض شاهد على عهد جديد أبدي راسخ ومحبّة تجاهنا حتى إن عدم أمانتنا عاجزة عن كسرها.
وقال: «نحن ملح الأرض مدعوّون كي نشهد للعهد مع الله بفرح وامتنان ونُظهر أننا أشخاص قادرون على خلق روابط صداقة وعيش الأخوّة وبناء علاقات بشريّة جيّدة كي نمنع سيطرة فساد الشرّ ووباء الانقسامات وقذارة الأعمال الجائرة وآفة الظلم».
ووجّه الشكر إلى المؤمنين الحاضرين في القداس الإلهي لأنهم «ملح الأرض في هذا البلد»، مردفًا: «نحن المسيحيين، على الرغم من هشاشتنا وصغر حجمنا، حتى عندما تبدو قوّتنا صغيرة أمام فداحة المشاكل وقساوة العنف الأعمى، يمكننا أن نقدّم مساهمة حاسمة في تغيير التاريخ».
وأكد أن يسوع يريدنا أن نتصرّف مثل الملح أي يكفي أن تذوب رشّة منه لتعطي نكهة مختلفة للطبق كلّه، داعيًا إلى وضع أسلحة الكراهية والانتقام جانبًا كي نعانق الصلاة والمحبّة، والتغلّب على البغض والنفور اللذين أصبحا مزمنَيْن ويخاطران في خلق تباينٍ بين القبائل والإثنيّات، وتعلُّم مداواة الجراح بملح المغفرة الذي يُحرق لكنّه يشفي.
وحضّ المؤمنين على التخلّي عن الردّ على الشرّ بالشرّ، وقبول بعضنا بعضًا بصدق وسخاء كما يفعل الله معنا.
وشدّد الأب الأقدس على أن قبول نور المسيح في حياتنا يجعلنا منيرين ومشعّين بنور الله، مضيفًا: «إن دعوة يسوع لنكون نور العالم واضحة جدًّا: نحن تلاميذه مدعوّون لنسطع مثل مدينة قائمة على جبل وسراج يجب ألّا يُطفأ أبدًا».
ولفت إلى أن الناس سيكتشفون أن لديهم أبًا في السماء إذا عشنا كأبناء وإخوة على الأرض، مستنتجًا أن المطلوب منا أن نتّقد حبًّا ولا نسمح لأعمال الشرّ بأن تنتزع الهواء النقي لشهادتنا.
وختم البابا فرنسيس عظته، متمنّيًا أن يكون أهالي جنوب السودان الملح الذي ينتشر ويذوب بسخاء كي يُطيِّب البلاد بطعم الإنجيل الأخوي، وأن يكونوا جماعات مسيحيّة منيرة ويتحلّوا بالرجاء ويبنوا معًا مستقبلًا متصالحًا.
وديعة الرجاء
بعد القداس الإلهي الذي ترأسه في جوبا، ألقى الأب الأقدس كلمة شكر، معربًا عن امتنانه لأهالي جنوب السودان على مودّتهم واستعدادهم لزيارته واستقباله، مسلّمًا إيّاهم وديعة الرجاء.
وقال: «الرجاء هو الكلمة التي أريد أن أتركها لكل فردٍ منكم كعطيّة تتقاسمونها وكبذرة خصبة».
كما أوكل مسيرة المصالحة والسلام في جنوب السودان والقارّة الأفريقيّة والعالم إلى أمّنا مريم، ملكة السلام.
وخلص البابا إلى القول: «لا تفقدوا الرجاء أبدًا، ولا تفوّتوا فرصة بناء السلام. ليقيم الرجاء والسلام في جنوب السودان!».
وتجدر الإشارة إلى أن زيارة الحبر الأعظم للكونغو الديمقراطيّة وجنوب السودان امتدّت بين 31 يناير/كانون الثاني الماضي و5 فبراير/شباط الحالي، علمًا بأن زيارته للكونغو الديمقراطيّة هي الأولى لحبر أعظم منذ العام 1985 لهذه الدولة التي تضمّ أكبر جالية كاثوليكيّة في القارة الأفريقيّة.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته