السينودس الخاص بالمرأة… خطوة مهمّة من أجل تعزيز حضورها في الكنيسة والمجتمع

برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وحضوره، وبتنظيم مكتب رعويّة المرأة في الدائرة البطريركيّة، أُطلقت أعمال السينودس الخاصّ بالمرأة حول حضورها ورسالتها في الكنيسة والمجتمع، في الصرح البطريركي في بكركي.

بعد عرض فيلم وثائقي عن تاريخ المسيرة المجمعيّة الخاصّة بالمرأة، جرى إطلاق أعمال السينودس، فتناولت ميرنا عبّود المزوّق المسار الكنسي والإيماني الذي أدّى إلى إطلاق السينودس الخاصّ بالمرأة، وعرضت محاور العمل المجمعي ومجموعاته: من اللجنة الاستراتيجيّة المسكونيّة التي تضمّ خبراء في اللاهوت العقائدي والبيبلي والأنطروبولوجي والفلسفة والعلوم الاجتماعيّة إلى الخليّة المجمعيّة التي تُعنى بالوثائق والملفّات الخاصّة بالأعمال المجمعيّة في الأبرشيّات والرعايا والمؤسسات الكنسيّة والمجتمعيّة والتربويّة، ومجموعات المندوبين من الرهبانيّات والأبرشيّات في لبنان والنطاق البطريركي والانتشار الماروني.

وتحدّثت ثريا بشعلاني باسم الخبراء واللجنة المسكونيّة الاستراتيجيّة المواكبة للسينودس، لافتة إلى أن هذه المسيرة المجمعيّة تأتي للتأكيد أن كلمة الفصل النهائيّة هي لسيّد الحياة ومعطيها، وأن الحياة انتصرت على الموت، ما يقتضي تمييزًا لعلامات الروح القدس وإلهاماته عبر دعوة المرأة ورسالتها في سبيل الحياة.

من جهته، شدّد المطران بيتر كرم في كلمته على دور المرأة في المجتمع والكنيسة، معتبرًا أن أهميّة هذا السينودس تكمن في اختيار موضوعه وكيفيّة معالجته من خلال تسليط الضوء على دور المرأة في الكنيسة والمجتمع وأبعاده ومقاربته من زوايا مختلفة تستند على أفكار لاهوتيّة وفلسفيّة، فضلًا عن تعاليم الكنيسة وتقاليدها والدراسات الاجتماعيّة والأنتروبولوجيّة ودراسات المقارنة الدينيّة والبيبليّة التي سيعمل عليها فريق الخبراء.

وأكد المطران كرم عدم إمكانيّة تحقيق المساواة إلا بنبذ المؤسسات الدينيّة والاجتماعيّة الأنماط التقليديّة، مضيفًا: إدراكًا منها لدورها في تحقيق إرادة الله على الأرض، تشجّع الكنيسة على نشر العدالة والمساواة بين خلق الله أجمعين. وانطلاقًا من دور المرأة في الكنيسة والمجتمع، فإن تعاليم الكنيسة اللاهوتيّة والكنسيّة شدّدت على هذا الدور، ولا سيّما في التوصيات التي أطلقتها في خلال انعقاد سينودس الأساقفة الموارنة هذا العام، وجهودنا اليوم لن تبذل فقط لمتابعة أعمال هذا السينودس وإنما للتعاون والعمل معًا بهدف خلق مؤسسات دينيّة واجتماعيّة يمثّل فيها الرجل والمرأة انعكاسًا لصورة الله على الأرض.

وبدوره، ألقى السفير البابوي المونسنيور جوزف سبيتري كلمة اعتبر فيها أن هذه المبادرة المجمعيّة تأخذ في عين الاعتبار معطيات الواقع اللبناني، وترغب في فتح درب تفكير وعمل لصالح المرأة ليس فقط في المجتمع بل في الكنيسة أيضًا، وهي تحقّق الرغبة التي صاغها البابا القديس يوحنا بولس الثاني قبل 25 عامًا.

إلى ذلك، أعرب البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عن سعادته بافتتاح السينودس الخاصّ بالمرأة حول حضورها ورسالتها في الكنيسة والمجتمع، مؤكدًا أن المرأة هي من صميم تدبير الله الخلاصي، وأن هدف إطلاق أعمال السينودس الخاصّ بها تعزيز حضورها في الكنيسة والمجتمع.

ووجّه تحيّة إلى كل النساء، بدءًا من المرأة المرنّمة إلى المرأة الأمّ والأخت والمكرّسة والمتألّمة مرورًا بالمرأة المعلّمة والمربّية والملتزمة في المجتمع والكنيسة، مشيرًا إلى أن العيون شاخصة نحو حزيران 2023 لحصاد ثمار هذا السينودس ونتائجه وتوجيهاته وتوصياته من أجل البدء الفوري بتطبيقها.