أربيل, السبت 28 يناير، 2023
تحتضن أربيل مركز توثيق المخطوطات الشرقيّة الرقمي CNMO، وهو أحد أبرز المراكز التي توثّق تاريخ المسيحيّة والتراث السرياني والكنسي في بلاد ما بين النهرين. يُعدّ المركز أحد أهمّ الصروح لحفظ الأرشيف والمخطوطات والكتب العائدة إلى كل الكنائس والأديرة والأديان، مخلّدًا تاريخ العراق وعمق حضارته.
تاريخ مركز التوثيق الرقمي
تأسّس المركز في العام 1990 على يد الآباء الدومينيكان في كنيسة الساعة في الموصل، ويُعدّ الأهمّ في المنطقة إذ تُحفظ فيه آلاف المخطوطات التاريخيّة. في العام 2007، نُقِلَ المركز إلى الحمدانيّة إلّا أن تدهور الوضع الأمني في المنطقة دفع القائمين عليه لنقله إلى أربيل، عاصمة إقليم كوردستان.
محتويات مركز التوثيق التاريخيّة
يضمّ المركز زهاء 8 آلاف كتاب ومخطوطة مكتوبة ومطبوعة، إضافة إلى ملفّات قديمة تعود إلى القرنَيْن 16 و17. معظم هذا التراث مكتوب باللغة السريانيّة إلّا أن هناك كتبًا ومراسلاتٍ باللغة العربيّة واللاتينيّة الفرنسيّة وغيرها. واستطاع المركز رقمنة المواد بمختلف مواضيعها ولغاتها. كذلك، يضمّ مكتبة صور كبيرة وتسجيلات صوتيّة قديمة.
وقد نُشِرَت النسخ الرقميّة في مواقع علميّة متخصّصة بالتاريخ لتكون متاحة للملمّين بهذا المجال وبتراث العراق في كل أنحاء العالم من أجل استخدامها في مجال الأبحاث العلميّة. تتمثّل المهمّة الرئيسيّة للمركز في ترميم هذه الكنوز من التراث الشرقي لوادي الرافدين وصيانتها وتوثيقها ورقمنتها وحفظها من التلف.
ونظرًا إلى أهمّية المركز في الحفاظ على هذا التراث الإنساني، جهّز برنامج تعافي الذي تموّله الحكومة الأميركيّة المركز بالأثاث وبألواح شمسيّة لتوفير الكهرباء باستمرار، فضلًا عن منظومة مضادّة للحرائق.
في سياق متصل، قال المدير العام لمركز المخطوطات الشرقيّة الرقميّة ورئيس أساقفة الموصل وعقرة للكلدان المطران نجيب ميخائيل: «إن التصوير الرقمي مهمّ لحفظ المخطوطات في شكلها الأصلي. هذه الكنوز هبة ثمينة ولا نسمح للجهات الرسميّة بوضع اليد عليها بسبب التغيّرات التي تطرأ على الوضع السياسي وهو ما قد يُعرّضها للخطر». وشدّد على أن هذا «التراث عالميّ وليس للعراق فقط». وعن توفّر الأجهزة اللازمة، قال المطران ميخائيل: «لدينا خبرة في التوثيق وحفظ التراث والأرشيف للكنائس. الأجهزة والتكنولوجيا متوفّرة حاليًّا، وساعدتنا في حفظ أهمّ المخطوطات».
عمليّة المعالجة والأرشفة
عند إيصال أيّ مخطوطة أو كتاب إلى مركز توثيق المخطوطات الشرقيّة الرقمي، يعمل الفريق على تنظيفه من التراب والبكتيريا بأجهزة خاصّة، وفي المرحلة التالية تُرَمَّم الأجزاء الممزّقة والمعدومة، ثمّ يُنقل إلى قسم الفهرسة ومنها إلى قسم التصوير لصنع نسخة رقميّة، وبعدها تُصنع علب خالية من الأكسدة والحوامض. بعد تطبيق هذه الخطوات، يُعاد العمل إلى أصحابه أو يُحفظ في مكتبة المركز.
بهذه الطريقة، يتمّ التأكد من أن كل قطعة تاريخيّة محفوظة من التلف وأن لها نسخة رقميّة في المركز لاستخدامها في أيّ أبحاث مستقبليّة.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته