الجمعة 22 نوفمبر، 2024 تبرّع
EWTN News

الراعي يدعو من بريطانيا القوى الدوليّة إلى مساعدة لبنان لتجاوز أزمته

الراعي يحتفل بالذبيحة الإلهيّة في كنيسة القديس بنديكتوس في لندن، بريطانيا/ Provided by: Maronite Catholic Patriarchate of Antioch

الوضع اللبناني المتردّي ودعوة القوى الدوليّة المهتمّة بلبنان إلى مساعدته سياسيًّا لتجاوز أزمته الراهنة وسواها من المسائل حضرت في زيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بريطانيا التي امتدّت من 7 حتى 14 يناير/كانون الثاني 2023.

حمل الراعي في جعبته ملفاتٍ عدّة متّصلة بالوضع اللبناني، أوّلها الأزمة السياسيّة المتمادية المتمثلة بفراغ سدّة رئاسة الجمهوريّة وعدم انتخاب رئيسٍ جديد يؤمّن انتظام الحياة الدستورية في البلاد. وكرّر دعوته القوى الدوليّة المهتمّة بلبنان، ومنها بريطانيا، إلى مساعدته سياسيًّا لتجاوز أزمته الراهنة وتجنيبه تداعيات الصراع الإقليمي المتفاقم. وجدّد دعوته السابقة إلى ضرورة تهيئة الظروف الداخليّة والخارجيّة لتكريس حياد لبنان الإيجابي الذي يضمن مستقبله التعدّدي ضمن وحدته ورسالته الحضاريّة التاريخيّة في الشرق والعالم كلّه في إطار رعاية دوليّة.

وطرح البطريرك الماروني ملفّ الأزمة الاقتصاديّة وتداعياتها الخطيرة لجهة دفع اللبنانيين إلى الهجرة، وتهديد الأرض اللبنانية بإفراغها من أصحابها وسط وجود حوالى مليوني نازح سوري ونصف مليون لاجئ فلسطيني. وجدّد دعوته المجتمع الدولي لإيجاد حلٍّ لأزمة النازحين السوريين وإعادتهم إلى سوريا، حفاظًا على تراثها ووحدتها وحضارتها ودورها، بالإضافة إلى تجديد المطالبة بضرورة تطبيق حقّ عودة الفلسطينيين وفق القرارات الدوليّة.

وعرض الراعي مع المسؤولين الرسميين كيفيّة تعزيز الدعم الاقتصادي للبنان من خلال تطوير مبادرات التنمية المستدامة التي تكفل رسوخ الناس في أرضهم اللبنانيّة. وتتركّز هذه المبادرات في المجال البيئي الثقافي الذي انطلق مع عدد من الأجهزة الرسميّة البريطانيّة منذ العام 2003 مع زيارة البطريرك الراحل صفير لندن.

أمّا على الصعيد الرعوي، فشدّد الراعي مع أبناء الرعيّة المارونيّة على ضرورة تعزيز رعيّتهم كإطار لوحدتهم حول آباء الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة التي تتولّى خدمتهم وحول جملة مشاريع تتّصل بدور الكنيسة الرعوي الاجتماعي، ولجهة التواصل مع أهلهم في لبنان ودعمهم، بالإضافة الى إيجاد كنيسة جديدة أكبر تتّسع لأبناء الرعيّة الذين زاد عددهم.

كما ركّز البطريرك الماروني مع أبناء الجالية على ضرورة إعطاء المجتمع البريطاني صورة لبنان الواحد، بعيدًا عن كل أشكال الانقسامات والخلافات السياسيّة القائمة بين أركان الطبقة السياسيّة فيما الشعب اللبناني بأكمله يواصل حياته اليوميّة المشتركة.

وتضمّن برنامج زيارة الراعي بريطانيا لقاءات كنسيّة مسكونيّة ولقاءات إعلاميّة وثقافيّة، وتكلّلت باللقاء الجامع والعشاء الذي دعت إليه السفارة اللبنانيّة في لندن، وقد ضمّ وزراءً ونوّابًا بريطانيين وسفراء دول أجنبيّة وممثّلين عن الطوائف الإسلاميّة والمسيحيّة وعددًا كبيرًا من أبناء الجالية اللبنانيّة.

وقبيل لقاء السفارة اللبنانيّة، التقى البطريرك الماروني سفير بريطانيا السابق في بيروت توم فليتشر الذي يشغل حاليًّا منصب نائب رئيس جامعة أوكسفورد، ورئيس حزب المحافظين الحاكم الوزير نديم زهاوي.

واختتم الراعي زيارته بريطانيا بزيارة مدينة بيرمينغهام، ملبّيًا دعوة رئيس الأساقفة الكاثوليك المطران برنارد لونغلي. استُهلّت الزيارة بالاحتفال بالذبيحة الإلهيّة بحسب الطقس الماروني في كنيسة الأوراتوري للقديس فيليب ناري، بمشاركة المطران بولس صيّاح، والكاردينال مايكل فيتزجيرالد، ورئيس أساقفة المدينة. وفي عظته، شدّد الراعي على ضرورة الصلاة من أجل الدعوات، سائلًا الله أن يرسل لنا دعوات على مثال القديسَيْن فيليب ناري وجون هنري نيومان.

والتقى الراعي رئيس أساقفة بيرمينغهام، وناقشا الوضع المسكوني في لبنان وعلاقة الكنيسة المارونيّة مع الكنائس الشرقيّة. ولفت البطريرك الماروني إلى العلاقات المميّزة التي تجمع الكنيسة المارونيّة بسائر الكنائس الشرقيّة، مشدّدًا على ضرورة الحفاظ على لبنان نموذجًا للعيش المشترك المسيحي-المسيحي والمسيحي-الإسلامي. ثمّ، توجّه الراعي إلى كاتدرائيّة القديس تشاد حيث ترأس الصلاة المسكونيّة مع رؤساء الكنائس المحليّة في المدينة.

وتجدر الإشارة إلى أن زيارة الراعي بريطانيا تضمّنت لقاءات مع مسؤولين بريطانيين في مجلس العموم والحكومة وبعض رؤساء الدوائر الرسميّة المهتمّة بالشأن اللبناني بوجهَيْه السياسي والاقتصادي، إلى جانب لقاءات مع أبناء الرعيّة المارونيّة وسائر أبناء الجالية اللبنانيّة. وشهدت هذه اللقاءات حضورًا كثيفًا من اللبنانيين القاطنين في لندن، ولا سيّما أن زيارة الراعي بريطانيا كانت مقرّرة منذ العام 2019 لكنها تأجّلت بسبب وباء كورونا والتدابير التي رافقته وحالت دون سفره.

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته