بيروت, الخميس 17 فبراير، 2022
إن كنيسة الله مدعوّة إلى السينودس، ومسيرتها تحمل عنوان "من أجل كنيسة سينودسيّة: شركة ومشاركة ورسالة".
لذا، يدعو البابا فرنسيس الكنيسة بأكملها إلى التساؤل حول موضوع حاسم يتعلّق برسالتها: "إن المسيرة السينودسيّة بالتحديد هي الطريق الذي يتوقّعه الله من كنيسة الألفيّة الثالثة" (كلمة البابا فرنسيس بمناسبة إحياء الذكرى الخمسين لتأسيس سينودس الأساقفة في 17 تشرين الأوّل 2015).
من خلال السير والتأمّل معًا في الطريق المُنْجَز، ستكون الكنيسة قادرة على معرفة ماهيّة المسارات التي يمكن أن تساعدها في عيش الشركة وتحقيق المشاركة والانفتاح على الرسالة، انطلاقًا من اختباراتها. في الواقع، إن "السير معًا" هو أكثر ما يُظهر طبيعة الكنيسة كشعب الله الحاج والتبشيري (الوثيقة التحضيريّة لسينودس 2023 "من أجل كنيسة سينودسيّة: شركة ومشاركة ورسالة").
دعوة الكاثوليك في العالم
في حديث خاصّ لـ"آسي مينا"، أكد أمين سرّ لجنة السينودس في أبرشيّة بيروت المارونيّة الخوري شربل شدياق أن كل الكاثوليك في العالم مدعوّون إلى عيش هذا السينودس، موضحًا أن الكنيسة في جوهرها سينودسيّة، وهي تحاول اكتشاف معنى هذه الكلمة، وكيفيّة تجسيدها بشكل أعمق في الألف الثالث.
وتابع الخوري شدياق: انطلقت المسيرة السينودسيّة من كلمة البابا فرنسيس الذي قال إن الروح القدس يدعو الكنيسة كي تكون كنيسة الألفيّة الثالثة، ونمت هذه المسيرة، وضمّت الشبيبة حتى وصلنا إلى الشكل الجديد للسينودس، مضيفًا: للمرّة الأولى، يبدأ السينودس من الرعايا، ما يتيح مشاركة الجميع وإبداء آرائهم، ويطال كل الأبرشيّات في العالم.
المسيرة السينودسيّة في الكنيسة المحليّة
إلى ذلك، قال الخوري شدياق إن الأبرشيّات تعيش المسيرة السينودسيّة حسب واقعها لأن السينودس يطلب منها عدم خلق هيكليّة جديدة بل الانطلاق من تلك الموجودة.
وأضاف: على صعيد أبرشيّة بيروت المارونيّة، نُظّم لقاء جمع 30 مشاركًا من الشبيبة وتمّ التدريب على المحاور المطروحة. من ثمّ، عُقد لقاء في جامعة الحكمة ضمّ مندوبي الرعايا، وطُلب من كل رعيّة إيفاد أشخاص أُطلق عليهم اسم "سفراء السينودس"، وشاركوا مع الكهنة في هذا اللقاء الذي اعتُبر بمثابة تنشئة سينودسيّة. بعدئذٍ، انطلق المشاركون إلى رعاياهم التي شكّلت لجانًا لبحث كيفيّة تجسيد أهداف السينودس.
وأردف الخوري شدياق، قائلًا: في السينودس، لا بدّ من تسليط الضوء على 3 كلمات أساسيّة هي "شركة ومشاركة ورسالة"، و3 كلمات أخرى هي "لقاء وإصغاء وتمييز". في المرحلة الأولى، يُطلب من المشاركين في المسيرة السينودسيّة سرد اختبارهم الروحي ومشاركة التزامهم الكنسي انطلاقًا من 10 محاور، ويجب تسليم الأجوبة في 10 حزيران 2022. كأننا نعبر من مرحلة التعاون إلى مرحلة الشركة في الرعيّة؛ هذه الشركة متعلّقة بالثالوث، ويعمّقها دور العلمانيين. إنه جوهر السينودس.
المشاركة وشروط اللقاء بالآخر
ودعا الخوري شدياق إلى استخدام كلمة "معمّدين" بدل "علمانيين"، إذ إن ما يجمعنا عمادنا، فلقد أصبحنا أعضاء في جسد المسيح، مردفًا: نحن نسعى إلى التشبّه بيسوع عندما نقول إننا معمّدون ونمشي في مسيرة التوبة. الكنيسة هي مجموعة معمّدين، والكهنة معمّدون اختيروا لخدمة المعمّدين الآخرين.
وشدّد على أن المشاركة تعني أن يجد المعمّدون دورهم في الكنيسة، وشروط اللقاء تتلخّص في الخروج من الذات والقناعات الشخصيّة والإصغاء إلى الله والآخرين.
دور الروح القدس في المسيرة السينودسيّة
وختم الخوري شدياق حديثه عبر "آسي مينا"، مؤكدًا أن عيش السينودس مسيرة روحيّة، وأن ميزة الصلاة السينودسيّة "نحن في حضرتك أيها الروح القدس" تكمن في كونها موجّهة إلى الأقنوم الثالث، وكُتبت في القرن السابع، وأصبحت صلاة السينودس إذ نصلّيها في كل الاجتماعات، فنتابع مسيرتنا على ضوء الروح القدس.
في المسيرة السينودسيّة، نتذكر كيفيّة قيادة الروح القدس الكنيسة عبر التاريخ، ونُدعى لنكون شهودًا على محبّة الله، وندرك وفرة العطايا والمواهب الروحيّة، ونختبر طرقًا مشتركة لإعلان الإنجيل والالتزام ببناء عالم أكثر جمالًا، ونتعلّم كيفيّة عيش المسؤوليّة والسلطة في الكنيسة والهيكليّات التي تدار بها ومحاولة تغيير الأحكام المسبقة، ونعزّز ثمار الخبرة السينودسيّة الحديثة على المستوى المحلّي والوطني والإقليمي والعالمي، ونعتمد الجماعة المسيحيّة كشريك ثقة في مسارات الحوار الاجتماعي، والشفاء والمصالحة والاندماج والمشاركة، وإعادة بناء الديمقراطيّة وتعزيز الأخوّة والصداقة الاجتماعيّة، وفق الوثيقة التحضيريّة لسينودس 2023 "من أجل كنيسة سينودسيّة: شركة ومشاركة ورسالة".
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته