السبت 7 ديسمبر، 2024 تبرّع
EWTN News

لماذا تحتفل الطوائف المسيحيّة بالميلاد في تواريخ مختلفة؟

ميلاد يسوع في بيت لحم/ Provided by: Ine Janssen/Pinterest

لماذا يحتفل المسيحيّون بعيد الميلاد في 25 ديسمبر/كانون الأوّل من كل عام؟ هل يمثّل التاريخ الحقيقي الذي وُلِدَ فيه يسوع المسيح؟ هل وُلِدَ المخلّص منذ نحو ألفَي سنة؟ هل يمكن تحديد يوم ميلاده؟ لماذا تحتفل الطوائف المسيحيّة بالميلاد في تواريخ مختلفة؟ تساؤلات عدّة أجابت عنها «آسي مينا» بناءً على بحث أكاديمي.

بحسب المؤرخين والباحثين، وُلِدَ يسوع المسيح نحو العام 5 قبل بدء التقويم الميلادي، مع إمكانيّة إضافة أو حذف سنة من ذلك التاريخ.

إن الكنيسة الأولى لم تُقِمْ أيّ احتفال بميلاد المسيح، بل اقتصرت احتفالاتها الأساسيّة على عيدي القيامة والغطاس أي الظهور الإلهي. واستمر ذلك حتى القرن الرابع الميلادي إذ اختير 25 ديسمبر/كانون الأوّل يومًا يُحْتَفَلُ فيه بميلاد المسيح، تأثّرًا بالديانات غير التوحيديّة التي كانت تتّخذ من ذلك التاريخ عيدًا للإله ميثرا وغيره من الآلهة الشمسيّة. وبما أنّ المسيح نور العالم وشمس العدل، تمّ اختيار ذلك التاريخ. لذلك، نردّد في ترانيم الطقس البيزنطي: «ميلادُكَ، أيّها المسيح إلهنا، قد أظهر نور المعرفة للعالم لأن الساجدين للكواكب فيه تعلّموا من الكوكب السجود لك يا شمس العدل».

أمّا عن احتفال بعض الطوائف المسيحيّة الأرثوذكسيّة بعيد الميلاد بتاريخ 4 يناير/كانون الثاني في السابق، فمردّ ذلك يعود إلى استعانة البابا غريغوريوس الثالث عشر في العام 1582 بالأب اليسوعي كريستوفر كاليفوس من أجل تصحيح التقويم الغريغوري، فتمّ تجاوز 10 أيّام من التقويم، بسبب عدم احتساب 11 دقيقة و14 ثانية من كل عام يسبق تلك السنة، فالسنة الميلاديّة لم تقتصر على 365 يومًا وربعًا بل تحتوي على 11 دقيقة و14 ثانية أيضًا لا يتمّ احتسابها كل عام، فتمّ إصلاح ذلك التقويم لتتبنّاه الكنيسة الكاثوليكيّة وبعض الدول تدريجيًّا.

في سياق متصل، هناك طوائف أرثوذكسيّة أصبحت تحتفل بعيد الميلاد بتاريخ 7 يناير/كانون الثاني، أي بعد 13 يومًا من 25 ديسمبر/كانون الأوّل، ويعود السبب في ذلك إلى إضافة يوم واحد للتقويم بعد مرور كل 128 سنة، بسبب استمرار تعاقب الـ11 دقيقة والـ14 ثانية في كل عام من دون احتسابها، أي أن العشرة أيّام زادت 3 أيّام، وبأسلوب رياضي 2022 – 1582 = 440 نقوم بتقسيم الناتج على 128 عامًا ليكون الجواب 3.4، أي إضافة ثلاثة أيّام على العشرة السابقة.

أمّا الأقباط الأرثوذكس، فلديهم تقويمهم القبطي الخاصّ الذي حدّد ميلاد المسيح بتاريخ 29 من شهر كيهك قبل الإصلاح الغريغوري بما يقابل 25 ديسمبر/كانون الأوّل قبل الإصلاح الغريغوري، لكنه اليوم يقابل 7 يناير/كانون الثاني أيضًا.

بعد تناول التاريخَيْن السابقَيْن للاحتفال بميلاد المسيح، ننتقل إلى الطوائف الأرمينيّة المحتفظة بتقليد المسيحيين الأوائل الذين اعتبروا أن عيد الظهور الإلهي هو الميلاد الروحي للمسيح، فاتّخذوا من 6 يناير/كانون الثاني من كل عام تاريخًا للاحتفال بالميلاد بالتزامن مع عيد الغطاس. أمّا الكنيسة الأرمينيّة الأرثوذكسيّة في القدس، فتحتفل به بتاريخ 19 يناير/كانون الثاني.

في المحصّلة، نقف أمام أربعة تواريخ مختلفة للاحتفال بميلاد المسيح. فكل الكنائس الكاثوليكيّة بلا استثناء تحتفل به بتاريخ 25 ديسمبر/كانون الأوّل، أمّا الكنائس الأرثوذكسيّة، فهي منقسمة بين تاريخَي 25 ديسمبر/كانون الأوّل و7 يناير/كانون الثاني. وفي الكنيسة الأرمينيّة الأرثوذكسيّة، يُحْتَفَلُ بالعيد في 6 و19 يناير/كانون الثاني.

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته