رسالة من بيت لحم عشيّة الميلاد

بيت لحم, السبت 24 ديسمبر، 2022

«نقول للعالم أجمع: جاء المسيح إلى العالم، ووُلِدَ في بيت لحم مُخْتَصِرًا مسافات كبيرة بيننا وبين الله سبّبتها الخطيئة. جاء ليقدّم الخلاص للجميع لأنّنا أبناؤه الأحبّاء». هذا ما أكده الأب أنطونيوس حبيب، وهو كاهن فرنسيسكاني مصري يتحدّر من أسرة مسيحيّة كاثوليكيّة ويعيش في الأراضي المقدّسة منذ 6 سنوات.

في حديث خاصّ إلى «آسي مينا»، قال الأب حبيب إنه يؤدّي رسالته عبر خدمة المؤمنين المحلّيين والحفاظ على الأماكن المقدّسة حتى يستطيع المسيحي في أيّ مكان من العالم أن يأتي ويزورها ويحيي إيمانه، مضيفًا: «أنا موجود حاليًّا في بيت لحم، عاصمة الميلاد، حيث أخدم رعيّة كبيرة تتكوّن من 4500 أسرة كاثوليكيّة تقريبًا، مع اثنين من إخوتي الكهنة. ورسالتي في بيت لحم تتلخّص في خدمة الأسرار المقدّسة والتعليم المسيحي للأطفال (مدرسة الأحد)، بالإضافة إلى إدارة مدرسة تراسنطا».

التحضيرات الميلاديّة في بيت لحم

أمّا عن التحضيرات للميلاد في بيت لحم، فشرح الأب حبيب أنها «تبدأ كل سنة في زمن المجيء مع حارس الأراضي المقدّسة بدخولٍ رسمي إلى المدينة يشارك فيه جمهور كبير من بيت لحم ومن خارجها. من ثمّ، يُفتتح زمن المجيء بقداس احتفالي. وفي الأسبوع الأخير من هذا الزمن، نصلّي مع كل الكنيسة تساعية الميلاد. إلى ذلك، ننظّم في الرعيّة والمدرسة رياضات روحيّة لكل المجموعات، ومن خلالها نتجدّد روحيًّا عبر سرّ الاعتراف. ونستقبل أيضًا في زمن المجيء مجموعات مختلفة من كل الرعايا ونشرح لها ما حدث في بيت لحم منذ أكثر من ألفَي عام. أمّا من الناحية الاجتماعيّة، فنجمع التبرّعات من المؤمنين لمساعدة الأسر المستورة حتى نشاركها فرحة الميلاد (ملابس وهدايا للأطفال، مواد غذائيّة، حفلات الميلاد لمدرسة الأحد)».

رسالة بيت لحم إلى العالم في الميلاد

وختم الأب حبيب حديثه عبر «آسي مينا» بالقول: «رسالة بيت لحم إلى العالم في عيد الميلاد تتمثّل في ما قاله الملائكة للرعاة: المجد لله في العلى، والسلام في الأرض للناس، فإنهم أهل رضاه! (لو 2: 14). لنُعْطِ كل المجد لله على محبّته لنا نحن البشر الذين جعلناه يتنازل ويأخذ طبيعتنا البشريّة ويسكن بيننا. فلنكن من صانعي السلام بين الناس ولنعمل على نزع روح التفرقة والخصام. نقول للعالم أجمع: جاء المسيح إلى العالم، ووُلِدَ في بيت لحم مُخْتَصِرًا مسافات كبيرة بيننا وبين الله سبّبتها الخطيئة. جاء ليقدّم الخلاص للجميع لأنّنا جميعًا أبناؤه الأحبّاء، فهل نستطيع أن نقبله ونفتح له أبواب قلوبنا؟».