أربيل, الاثنين 7 مارس، 2022
وهي على فراش كورونا، تتلقى الأخت نعم إتصالاً هاتفيًا من سيادة المطران بشار متي وردة يطلب فيه منها أن تختار وترتب لترتيلة باللغة الإيطالية مناسبة لزيارة البابا فرنسيس إلى أربيل. بدأت بالبحث، وعثرت على أربع تراتيل للأستقبال باللغة الإيطالية. لكن حبها وشغفها بالتراث الثقافي العراقي والموروث الشعبي وشعورا منها بجوهر كيانها وغنى التراث الشرقي الكلداني، جعلها تبحث في أعماقها عن شئ آخر، عن ذات شرقية موغلة في القدم. أحبت أن تغرف من عمق الذاكرة الرافدينية وتقدمها بهيئة عصرية.
عانت لأيام من التفكير، إنه البابا، ماذا سنقدم له؟ إنها المرة الأولى له في أرضنا ونحن مثقلون من الحروب مخضبون بالدماء والمحن. صلت، ووضعت البابا فرنسيس أمامها، صوب عينيها بشخصه وروحانيته وبساطته، وسألت إله الحب ماذا تفعل، فقررت أخذ لحن ترتيلة (كلخون عمي قوش كبا)، وهي ترتيلة من التراث المحلي الكلداني باللغة الكلدانية المحكية، السورث، تقال في عيد السعانين، عيد دخول الرب يسوع إلى أورشليم ومطلعها (إستقبلوا بالتصفيق .. عيد السعانين) حيث أن عيد السعانين يحمل طابع فرِح وإحتفالي في طقسنا الشرقي. وما إن هز خلاياها اللحن المتغلغل في أحشائها منذ طفولتها، حتى أرتسمت بسمة على محياها، فألهمت وكتبت بكلمات بسيطة مُحبة نابعة من القلب وباللغات الإيطالية ثلاث مقاطع، والسورث مقطع واحد، ومقطع آخر باللغة الكردية وقد كُتِبَ هذا المقطع من قبل الشماس سليم منصور، وعلى التوالي:
تم إرسال الترتيلة لسيادة المطران والقلب يخفق من شدة الخوف والقلق لئلا ترفض بسبب بساطتها، أو بسبب اللحن. لكن على العكس من ذلك فقد رحب سيادته بالفكرة جدًا وطلب أن تسجل وتدرب بأسرع وقت لتكون جاهزة لإستقبال عند قدومه إلى أربيل. ومن سرير مرضها مع كورونا أشرفت عبر الزوم والواتس آب ووسائل التواصل إلإجتماعي على تنفيذ الترتيلة وتسجيلها في ستوديو وليد زيا والذي بدوره أبدع في التوزيع الموسيقي والتسجيل، ومع نخبة من أعضاء جوق السرافيم بقيادة الأخت كرستين والوحيدة التي لم تصب بمرض كورونا في ديرهم، كان هذا حافزا آخر مضافًا لحافز حبها وتوقها لمجئ البابا.
إجتمعت براعم أزهارنا من طلبة مدراس الإيبارشية وأعضاء جوقات الصغار لرعايا إيبارشية أربيل الكلدانية لتقوم بتدريبهم على الترتيلة، الأخت نعم في كنيسة الرسولين في عنكاوا-أربيل، ليستعدوا وبأصواتهم الملائكية فيستقبلوا البابا فرنسيس في مطار أربيل الدولي ملوحين بأزهار وورود وسعف نخل مرتدين حللهم الشعبية التراثية من مختلف أطياف، مدن وقرى العراق الحبيب.
تختم الأخت نعم كمورا من رهبانية بنات مريم الكلدانيات حديثها لوكالة آسي مينا بقولها: "وجدت نور الله في البابا فرنسيس، إنه إنسان شيخ مريض لكنه قوي، لأن الله حاضر فيه. إبتسامته رائعة تبعث الرجاء في قلب الإنسان تجعله يتفاءل بالحياة وتعطيه قوة تدفعه للأمام. شخص البابا جذبني كثيرًا، لأني لمست انعكاس صورة المسيح وحضوره في قلب البابا، نعم هذا جذبني وشدني اليه كثيرًا".
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته