الجمعة 20 ديسمبر، 2024 تبرّع
EWTN News

رسالة مدوّية للمطران عبد الساتر في تساعية الميلاد إلى السياسيين اللبنانيين

المطران بولس عبد الساتر يترأس افتتاح تساعية الميلاد في كنيسة سيّدة الزروع في الجامعة الأنطونيّة، الحدث-بعبدا،لبنان/ Provided by: Maronite Archdiocese of Beirut

وجّه رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس عبد الساتر، في خلال ترؤسه افتتاح تساعية الميلاد في كنيسة سيّدة الزروع بالجامعة الأنطونيّة في الحدث-بعبدا، بمشاركة الأب العام للرهبانيّة الأنطونيّة الأباتي مارون أبو جودة، ورئيس الجامعة الأب ميشال جلخ، ولفيف من الرهبان، وبحضور فاعليّات سياسيّة وعسكريّة وأمنيّة وتربويّة واجتماعيّة وإعلاميّة، كلمة شديدة اللهجة إلى أهل السلطة في لبنان، مذكّرًا إيّاهم بأن الأكفان لا جيوب لها وأن ما يكدّسونه من مقتنيات لن يخفّف عتمة القبر وأن أنين الجائع يسبقهم إلى أمام الله الآب.

المطران بولس عبد الساتر يترأس افتتاح تساعية الميلاد في كنيسة سيّدة الزروع في الجامعة الأنطونيّة، الحدث-بعبدا،لبنان. Provided by: Maronite Archdiocese of Beirut

وجاء في العظة التي ألقاها المطران عبد الساتر بعد الإنجيل المقدّس ما يلي:

-أنظر إليك يا طفل المغارة، يا ابن الله الذي تنازلت حتى الامّحاء واخترت أن تولد بين صغار هذا العالم وبين المنبوذين والمهمّشين لتكشف حبّ الله الآب لهم، وأسجد لك وأفكّر بهؤلاء الذين في وطني يستميتون ويميتون أهلهم من أجل الجلوس على عرشٍ فانٍ. أفكّر بهؤلاء الذين يمكرون ببعضهم البعض ويحوكون المكائد لإخوتهم ويتسبّبون في الانقسامات في الشعب الواحد من أجل أن ترتفع مراتبهم وتزداد ثروتهم ويرضى عنهم أولياؤهم، وأصلّي:

ذكِّرهم يا ربّ بأن كل صغير يهملون في هذا العالم وكل منبوذ ومهمّش يحتقرون أو يستغلّون هو دينونة لهم. ذكِّرهم بأن سلاطين هذا العالم والفاتحين من بينهم صاروا تماثيل باردة ومشوّهة ومكبًّا للّعنات.

-أراك في مذود ترقد بعيدًا عن سريرك وقريتك وأقربائك وأنت «الكائن» الذي لا يحتاج إلى مسكن أو هويّة ليكون، أراك في مذودٍ لأنّك اخترت أن تعيش ما يعيشه كل غريب عن أرضه وكل مهجّر من بيته لتقول له إنّه موضوع عناية الله الآب وإن موطنه الحقيقي وسكناه الأبدي هو في قلب الله، وأحني رأسي أمامك وأفكّر بهؤلاء الذين غرقوا على طريق الغربة والذين يعاملون كغرباء في وطنهم والذين هُجِّروا وماتوا وعيونهم متّجهة إلى الزيتونة التي غرسوها وإلى البيت الذي بنوه حجرًا وحجرًا. وأفكّر بهؤلاء الذين هجّروا جيرانهم ورفاق دربهم بسبب حقد قديم أو من أجل تحقيق مشروع وهمٍ، وأصلّي:

أعد يا ربّ كل مهجّر في العالم بسبب النزاعات إلى بيته، واجعلنا نعمل جميعًا من أجل خير الإنسان ونتخلّى عن كل مشروع يسبّب الألم للآخر ويفرّق بين الأهل. ذكِّرنا يا ربّ بأنّ الأخوّة الإنسانيّة والمحبّة لا ترتبطان بجنسيّة أو بدين أو بجغرافيا.

-أنظر إليك ملفوفًا بأقمطة وأنت السيّد اللابس ثوب البهاء لأنّك اخترت أن تكون فقيرًا متجرّدًا بين الفقراء لتقول لهم إنّهم صورة الله وإنّهم أرفع من الملائكة في الكرامة وأتخشّع وأفكّر بهؤلاء الذين استولوا في وطني على جنى عمر الناس ليزيدوا أموالهم ويبنوا قصورهم ويقووا نفوذهم. هؤلاء الذين ينفقون الخيرات على الزائل ويحرمون الذين في عوز من الأساسي، وأصلّي:

ذكِّر يا ربّ الذين يقضون عمرهم في سعي مستعر خلف المال والغنى بأن الأكفان لا جيوب لها وأن ما يكدّسونه من مقتنيات لن يخفّف عتمة القبر وأن أنين الجائع يسبقهم إلى أمام الله الآب. ذكِّرهم يا ربّ بمثل الغنيّ ولعازر حتى لا يشتهوا قطرة الماء التي تخفّف عنهم شدّة اللهيب.

-أنحني أمامك يا أيّها الثائر الأوّل والحقيقي، أنت الذي نقضت شريعة العين بالعين بشريعة محبّة الأعداء، أنت يا من ابتعدت عن «المقدّسين» بحرف الشريعة والفهماء والحكماء لتكون بين الخطأة وبسطاء القلوب والودعاء، أنت يا من ثُرْتَ على التسلّط بالخدمة وعلى الفساد بالاستقامة، أنت يا من ثُرْتَ على ديانة التعصّب والاستقواء بالله، ديانة الشريعة والدم، ثُرْتَ عليها بالعبادة بالروح لله الآب الذي أحببت ومشيئته تمّمت حتى النهاية، وأصلّي:

علّمنا يا ربّ أن الثورة الحقيقيّة التي تغيّر العالم وتسقط المتسلّطين والفاسدين هي ثورتك أنت التي تبدأ بتغيير الذات بفعل روحك، ثورةٌ تقوم على قبول الآخر ومحبّته وعلى الخدمة المتجرّدة والاستقامة وتحمّل المسؤوليّة، ثورةٌ لا تصيح في الشوارع ولا تكسّر ولا تكتفي بالشعارات على الحيطان بل ثورةٌ لا تصمت أمام الباطل محاباةً للوجوه وتطالب كل يوم بلا كلل ولا ملل بالحقيقة وبالعدالة لضحايا انفجار بيروت وبالحقّ للمظلوم وللمعتدى عليه.

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته