أور, الاثنين 12 ديسمبر، 2022
«السماء تمنحنا الوحدة، نحن أحفاد النبي إبراهيم، فيجب علينا إذًا ألا ننسى أخوّتنا. ويجب ألا يعمل كلٌّ منا بمعزل عن الآخر، فنحن من سيعمّر هذه الأرض، أرض أبينا إبراهيم التي بدأ الإيمان والتوحيد منها». تلك كانت كلمات البابا فرنسيس لدى زيارته العراق في العام 2021، وهي الكلمات نفسها التي بعثت الروح في فكرة بناء كنيسة النبي إبراهيم خليل الله في أور الأثريّة لإعادة نشر الأخوّة والسلام والوحدة بين مختلف الأديان، كما فعلت أور العراقيّة في الماضي على يد أبينا إبراهيم.
بعد تبلور تلك الفكرة، بوشِرَت عمليّة وضع التصاميم للكنيسة كي تكون معبّرةً عن البلاد التي انطلق منها الخط الزمني التوحيدي المرسوم منذ أيّام إبراهيم حتى اليوم، وكي يصبح لكل تفصيل يتعلّق ببنائها هدف أو مغزى ديني محدّد.
وقد اتُّخِذَ شكل الدائرة الهندسي ليحيط ببناء الكنيسة، مغلّفًا الأحداث والأنبياء الذين مرّوا بالبلاد وموحّدًا لهم جميعًا، إضافةً إلى توجيه المبنى نحو جهة الشرق. كما يُحتمل أن يكون محيط المسجد المقرّر بناؤه على شكل دائرة أيضًا ومُوَجَّهًا نحو مكّة.
يتألف مبنى الكنيسة من كتل متتالية تتّخذ شكلًا متدرّجًا في الارتفاع من الأدنى إلى الأعلى، في محاكاةٍ للتدرّج الروحي من نقطة الدخول حتى الوصول إلى مكان الصلاة. كما رُفِعَ المبنى بكامله على مصطبة ضخمة لمنحه صفات السموّ والرفعة والطهارة.
صُنِعَت المصطبة من مادة الطابوق على شكل درج كبير، وقد استمدّت فكرتها من الزقورة، وهي عبارة عن معابد مدرّجة كانت تُبنى في العراق وسوريا، ومن أشهرها زقورة أور التي لها مكانة دينيّة كبرى، وأصبحت المعلم الأبرز للعمارة الدينيّة في العراق وتتميّز بشكلها الهندسي المتدرّج المنتظم.
ينقسم مدخل الكنيسة إلى ثلاثة أجزاء لمحاكاة الثالوث الأقدس في الفكر المسيحي. وتعلو المدخل كتلة مرتفعة، فيها صليب محفور مُفرّغ لكي يمرّ ضوء الشمس من الشرق وينعكس على بقيّة الكتل من خلاله، في دلالة روحيّة إلى نور الله الساطع على الأرض والمؤمنين.
عند النظر من اليمين أو اليسار لرؤية البناء كاملًا، يُلاحَظ أنّه مكوّن من عدد من الكتل المتتالية، فتظهر 4 كتل بتسلسل طولي مُذكّرةً المؤمن بالأناجيل الأربعة، وخلفها كتلة خامسة منخفضة الارتفاع تشير مع الكتل الأربع السابقة إلى الأسفار التشريعيّة الخمسة في الكتاب المقدّس، كأنها تروي تاريخًا وفترات زمنيّة مختلفة.
تؤكد كنيسة النبي إبراهيم، بفكرة تصميمها، أن الأديان انطلقت من أور العراقيّة مع إبراهيم الخليل، وها هي اليوم تعيد نشر الأخوّة والوحدة والسلام بين مختلف الأديان.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته