الأحد 22 ديسمبر، 2024 تبرّع
EWTN News

«نور الأمل»... لوحة مريميّة فريدة بريشة فنّان عراقي كاثوليكي

لوحة «نور الأمل»/ Provided by: Nael Sabah Sato

«نور الأمل» لوحة من وحي الخيال، بريشة فنّان عراقي كاثوليكي، تُعتبر النسخة الوحيدة الأصليّة الموجودة في كنيسة أمّ الأحزان في محافظة سامسون في تركيا.

يخبر الفنّان نائل صباح ستو، من قرية باطنايا الكلدانيّة والمهاجر حاليًّا في تركيا عن لوحته بشغف، قائلًا: «كان طموحي أن أصل إلى مرحلة أكمل فيها رسم هذه اللوحة. كنتُ قد عاهدت نفسي أن أعطي كل ما عندي من طاقات لهذه الكنيسة حتى خروجي من الأراضي التركيّة إلى بلاد المهجر الأخرى لأن الكنيسة هي الملاذ الآمن والأجمل في مهجرنا ولتحويل كل الطاقات السلبيّة التي تتكوّن بسبب الانتظار إلى طاقات إيجابيّة تخدم الكنيسة والمجتمع عمومًا. من هنا بدأت الفكرة. إنه أمر جميل جدًّا أن يكون لك اهتمام بتاريخ الكنيسة هنا في تركيا، وأن تكون من بين الأشخاص المساهمين الذين لديهم بصمتهم التي ستبقى سنين طويلة. شكّل هذا الأمر دافعًا كبيرًا. لقد رسمتُ هذه اللوحة وسُمّيت بنور الأمل كي تكون نورًا لجميع اللاجئين المنتظرين مصيرهم كي تنير حياتهم، فرسمتُ على نيّاتهم جميعًا كي تشفع لهم مريم العذراء وتسهّل سبلهم».

ويكمل ستو: «طلب منّي راعي الكنيسة الأب مارسيلو أنتونيو سيسنيروس أن أرسم هذه اللوحة بشكل بسيط وغير مبالغ به من ناحية الديكور، وأن تُعطى إحساس البساطة كي ننقل صورة مريم العذراء البسيطة القريبة من الجميع كأمّ لنا. ومن هنا بدأت الأفكار تتكوّن».

لوحة «نور الأمل». Provided by: Nael Sabah Sato

رموز اللوحة وطريقة رسمها

إلى ذلك، يصف ستو تفاصيل اللوحة في ما يلي:

الوجه: الوجه مستوحى من الأيقونة الأولى التي رسمها القديس لوقا لمريم العذراء، مع إدخال إضافات إلى الملامح. نلاحظ لون البشرة المائل إلى الأسمر والعيون الكبيرة كما صُوِّرت في أيقونة لوقا، فضلًا عن الحنك والوجنتَيْن البارزتَيْن.

العينان: بالنسبة إلى رسم العينَيْن، فقد استُخْدِمَت فيه التقنيّة نفسها لرسم عيني لوحة الموناليزا والتي تعتمد على انحراف بؤبؤ العين بدرجة صفر. ومن خلال هذه الطريقة، إذا تأمّلت وجه مريم العذراء في اللوحة، تلاحظ أنها تنظر إليك من كل الزوايا. اعتمدتُ هذه التقنية بعدما طلب منّي الأب مارسيلو أن تبدو مريم العذراء في اللوحة كأنها تقول لكل من ينظر إليها: "أنا معكَ أنظر إليك". لهذا السبب، أردتُ أن تكون زاوية سقوط نظرها موجّهة إلى جميع الناظرين.

الكفّان: نلاحظ في كلتا اليدَيْن وجود ثلاثة أصابع في شكلها الطبيعي وإصبعَيْن معقوفَيْن. الأصابع الثلاثة لكلتا اليدَيْن ترمز إلى الثالوث الأقدس. أمّا الإصبعان المعقوفان المائلان إلى الأصابع الثلاثة، فيرمزان إلى العذراء والقديس يوسف اللذَيْن استجابا لبشارة الربّ وقَبِلا بها. ومن خلال هذه الرموز في الكفّ، نرى تكوّن رمز العائلة المقدّسة: يسوع المسيح المتمثّل بالآب والابن والروح القدس، ومريم العذراء ويوسف الخاضعان والفرحان والقابلان للبشارة.

الأمر الآخر في الكفَّيْن هو زاوية انحرافهما التي تُعتبر "زاوية صفر"، وهذه التقنيّة تُستخدم للمرّة الأولى في لوحة إذ لم تُستعمل في أيّ لوحة سابقة من أيّ نوع كان. وبهذه الزاوية، نرى أن الكفَّيْن موجّهان إلى عيون الناظرين إليهما من كل الزوايا، على غرار العينَيْن. وتمّ تكوين هذه التقنيّة بمجهود شخصي، وقد اعتُمِدَت للسبب نفسه المتمثّل في إعطاء الطابع القريب لمريم العذراء، وكأنّها تقول للناظرين إليها من كل الزوايا: "تعالوا إليّ، أنا معكم بكلتا يدَيّ".

حزام الخصر والبطن: نلاحظ أن لدى مريم العذراء في هذه اللوحة بطنًا منتفخًا للدلالة على أنها حامل بالطفل يسوع. لكننا نلاحظ أيضًا وجود حزام شوك حول خصر مريم يظهر مشدودًا على نحو مبالغ به كأنّه يخنق العذراء ويؤذيها.

لهذا الرمز دلائل كثيرة:

أوّلًا: هو يرمز إلى أمّ الأحزان التي تحمّلت كل الآلام عندما رأت ابنها الحبيب الذي خرج من بطنها وهو يُصْلَب. وُضِع هذا الرمز لأن الكنيسة سُمِّيَت "أمّ الأحزان"، فلكي تُرْبَط هذه اللوحة بالكنيسة، كان لا بدّ من وجود هذا الرمز.

ثانيًا: وُضِعَ حزام الشوك فوق البطن لكي يكون فوق موضع الطفل ويمثّل تاج الشوك الذي سيوضع فوق رأس يسوع المسيح عند صلبه. وبهذه الرموز، كأنّما يُراد من هذه اللوحة القول إن تاج الألم كلّل رأس يسوع، قبل ولادته. لقد أتى ليُصلب ويخلّصنا من كل خطايانا. وقبل أن يولد، كانت مريم العذراء أمًّا للأحزان بسبب مصير ابنها الحبيب الذي سيُصلب عندما يحين الوقت.

ثالثًا: نلاحظ أيضًا وجود 33 شوكة في حزام الشوك، وهو العمر التقريبي للمسيح عند صلبه، دلالةً على الزمن الذي قضاه مع البشر قبل صلبه.

لوحة «نور الأمل». Provided by: Nael Sabah Sato

إطار الورد: لدى الانتهاء من الرسم، نبّهني الأب مارسيلو إلى وجود اسم فوق موضع اللوحة مكتوب باللغة اللاتينيّة، وكانت الكتابة تعني "سلطانة الورديّة المقدّسة". لهذا السبب، كان لا بدّ من إدراك الموقف ووضع رمز يدلّ عليها. لذلك، قرّرتُ أن أصمّم إطارًا من ورق الذهب على شكل مسبحة الورديّة المقدّسة. ونلاحظ في الإطار المصمّم وجود الأبانا بشكل وردة كبيرة وعشر ورود صغيرة دلالةً على صلاة السلام عليكِ عشر مرّات.

الألوان: اعتُمدت ألوان داكنة في الخلفيّة وألوان فاتحة لصورة العذراء كي يكون التركيز بالكامل على مريم إذ إنها محور اللوحة، وكي لا يتشتّت الانتباه إلى زوايا أخرى.

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته