شاب يجول العالم ليشارك خبرته الميلاديّة. من هو «سانتا القدس»؟

القدس, الخميس 8 ديسمبر، 2022

تحتفل الكنيسة المقدّسة في مطلع ديسمبر/كانون الأوّل من كل عام بعيد القديس نيقولاوس الذي استُوحِيَتْ منه شخصيّة بابا نويل أو سانتا كلوز. هذه الشخصيّة الموسميّة قد تكون ثانويّة في حياة غالبيّة الناس، لكن الشاب عيسى أنيس قسيسية حوّلها إلى واقع ملموس ورسالة حيّة في مدينة القدس.   

وُلِدَ قسيسية في العام 1978 في القدس، البلدة القديمة. هو ينتمي إلى عائلة تقطن المدينة المقدّسة منذ قرابة 900 عام. قسيسية لاعب محترف في كرة السلّة، ومدرّب في جمعيّة الشبّان المسيحيّة في المدينة حيث بدأت مسيرته الكرويّة التي أوصلته للّعب في أوروبا وأميركا.  

يشدّد قسيسية على أهمية انتمائه إلى هذه البلاد وعلى وجود المسيحيين المتأصّلين والمتجذّرين فيها منذ فجر المسيحيّة. كما يؤكد أن الميلاد الذي ابتُكرت شخصيّة سانتا كلوز من أجله انطلق من الشرق، وهذا ما شكّل أحد دوافعه لتجسيد هذه الشخصيّة بشكل مميّز في هذه الأرض.  

انطلقت فكرة قسيسية بالصدفة، عندما ارتدى زيّ بابا نويل الذي كان يلبسه أبوه ليُدخل الفرحة إلى قلوب أبنائه. وما لبث أن ارتدى عيسى هذا الزيّ وطاف به قليلًا في أزقّة البلدة القديمة في القدس، حتى تفاجأ بردود الفعل الفرحة للأطفال وحتى الكبار والزوّار، فقرّر عيسى أن يهدي هذه الفرحة سنويًّا لهذه المدينة وخصوصًا لأطفالها.

في السنوات الأخيرة، راودت قسيسية فكرة دخوله مدينة القدس بزيّ سانتا كلوز بالطريقة ذاتها التي دخل بها المجوس هذه المدينة قبل أكثر من ألفي عام. فامتطى عيسى جملًا، وانطلق من مشارف المدينة دخولًا إلى أزقّتها ليصبح أيقونة حيّة لفرحة عيد الميلاد المجيد الذي انطلق من هذه الأرض المقدّسة.

في العام 2017، تابع عيسى قسيسية الذي بات يُعرف بـ«سانتا القدس» مسيرته في المدينة المقدّسة، فافتتح مقرًّا دائمًا له في مبنى يرجع تاريخ بنائه إلى نحو 700 عام، وأطلق عليه اسم «بيت سانتا» الذي أصبح يتوافد إليه الأطفال والعائلات وزوّار المدينة كل عام بوصفه محطّة تذكاريّة تُدْخِلُ البهجة إلى القلوب حتى في الفترات الصعبة التي شهدتها هذه المدينة.

تحوّل «سانتا القدس» إلى ظاهرة، ودعته مؤسّسات مختلفة من شتّى أنحاء العالم كي يشاركها تجربته. كما نال قسيسية لقب «سفير سانتا العالمي للأراضي المقدّسة» من مدرسة «شارلز دبليو هوارد سانتا كلوز» الأميركيّة التي تأسّست في العام 1937.