روما, السبت 3 ديسمبر، 2022
أصبحت ساحة القديس بطرس الفاتيكانيّة تُبرق بأنوار عيد الميلاد. بعد ظهر اليوم، افتُتِحَت المغارة الميلاديّة وأُضيئت شجرة العيد. وترأس الكاردينال فرناندو فيرغيز ألزاغا رئيس حاكميّة حاضرة الفاتيكان، بحضور الأخت رافايلا بيتريني السكرتيرة العامّة للحاكميّة، الاحتفال الذي ميّزته الأغاني والعزف في قاعة بولس السادس الفاتيكانيّة.
المغارة التي أعدّها حرفيّو بلدة سوتريو الواقعة في منطقة أوديني الإيطاليّة، صُنِعَتْ بالكامل من خشب أرز نُحِتَ يدويًّا. ولم تُقطع أيّ أشجار بشكل خاصّ لنحت التماثيل، بل استُخْدِمَ شجر كان قطعه مُبرمج مسبقًا. أمّا شجرة العيد، فأُحْضِرَتْ من قرية روزيلّو الواقعة في منطقة أبروزو الإيطاليّة، وقد حضّر زينتها أطفال مركز التأهيل النفسي «لا كوادريفوليو».
البابا فرنسيس يشرح معنى المغارة والشجرة
إلى ذلك، التقى البابا فرنسيس صباح اليوم مقدّمي الشجرة والمغارة في قاعة بولس السادس الفاتيكانيّة. ولفت في الكلمة التي وجّهها لهم إلى أن شجرة العيد ومغارته علامتان تُذهلان الصغار والكبار وهما تعلّماننا على «التجذّر والتأمّل».
شرح الحبر الأعظم أن الشجرة، بأضوائها، تذكّر بيسوع الذي يأتي ليضيء ظلماتنا ووجودنا المغلق غالبًا في ظلال الخطيئة والخوف والألم. واعتبر البابا أن الناس، كما الشجر، يحتاجون إلى جذور لأن الشخص المتجذّر في أرض خصبة يبقى ثابتًا وينمو وينضج ويقاوم الرياح التي تهزّه ويصير مَعْلَمًا لمن ينظر إليه. مُقتبسًا من مار بولس، أظهر الأب الأقدس أن شجرة عيد الميلاد بجذورها تذكّرنا بأن نكون «مُتَأَصِّلينَ في يسوع المسيح» (قولسّي 2: 7).
أمّا المغارة، فتساعدنا في فقرها على إيجاد غنى الميلاد الحقيقي وتطهير الذات من المظاهر التي «تلوّث المشهد الميلادي»، وببساطتها وألفتها تعيد مغارة الميلاد الدعوة إلى ميلاد مختلف عن ذلك الاستهلاكي والتجاري، بحسب ما قال. المغارة تذكّرنا بالخير الذي ينبع من الصمت والصلاة في يوميّاتنا التي «يطغى غالبًا عليها الجنون المستعر»، كما فسّر الأب الأقدس. وأضاف: «الصمت يعزّز التأمّل بالطفل يسوع ويساعد على الحميميّة مع الله، ببساطة مولود جديد ووداعة احتضانه والعاطفة الحنونة للأقماط التي تلفّه».
أمّا الكاردينال فيرغيز، فأوضح بعد الظهر في كلمة الافتتاح أن المغارة لم يصنعها الحرفيّون فقط بل كل سكّان البلدة، مشيرًا إلى أن المنطقتَيْن الإيطاليَّتَيْن اللتين قدّمتا هذه الزينة ما زالتا توليان أهمّية كبرى للمغارة التي تضعها العائلات في منازلها.
من ناحيتها، استشهدت الأخت رافايلا بيتريني بالقديس فرنسيس الأسيزي الذي كان يدعو الميلاد بعيد الأعياد لأنّ فيه نتأمّل بملك المجد، مشدّدةً على أنّنا مدعوّون للتأمّل في سرّ التجسّد.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته