دمشق, السبت 3 ديسمبر، 2022
أعلنت الكنيسة الكاثوليكيّة أنّها ستُباشر في الأسابيع المقبلة بناء أوّل كاتدرائيّة لها في بيشكيك، عاصمة قيرغيزستان في آسيا الوسطى، يجاورها مبنى آخر من المقرّر أن يكون المركز الإداري الأساسي للكنيسة في البلاد.
وبعدما بارك البابا فرنسيس حجر الكاتدرائيّة الأساس لدى زيارته كازاخستان، من المقرّر أن تبدأ في فصل الشتاء عمليّة البناء التي يُتوقّع أن تستغرق سنتَيْن أو ثلاث. وسيكون التصميم المعماري على الطراز الحديث، متوافقًا مع مبادئ العمارة الكنسيّة الكاثوليكيّة، ومراعيًا في الوقت عينه التقاليد المعماريّة المحلّية.
حاليًّا، تصلّي غالبيّة أبناء الرعايا الكاثوليكيّة في البيوت بسبب قلّة عدد الكنائس ومحدوديّة انتشارها أو نظرًا إلى صعوبة الوصول إليها، كما هي حال إحدى الكنائس الصغيرة التي بُنيت قبل نحو نصف قرن في ضواحي العاصمة لخدمة الألمان المنفيين جرّاء الحرب العالميّة الثانية في موقع اختارته الدولة السوفياتيّة آنذاك بحيث يكون معزولًا وغير ظاهر. أمّا الصرح الجديد المزمع تشييده، فمن خلال مساحته الكبيرة وموقعه الفريد في قلب العاصمة، سيُتيح مشاركة أوسع من الناس على المستوى الروحي ومن مختلف الشرائح العمريّة.
إضافة إلى ما سبق، سيكون لهذا الصرح دور ثقافي من خلال النشاطات التي سينظّمها، ودور اجتماعي مهمّ يتمثّل بالدرجة الأولى في مساعدة المحتاجين في ظلّ الانتشار الواسع للفقر والفساد. في هذا السياق، شدّد المدبّر الرسولي للكنيسة الكاثوليكيّة في قيرغيستان الأب أنتوني كوركوران اليسوعي على أن الكاثوليك القرغيز يشاركون مواطنيهم المسلمين هدف «جعل العالم من حولنا أفضل».
من جهتها، أكدت رئاسة الجمهوريّة القرغيزيّة أن بناء الكاتدرائيّة يتماشى مع مبادئ البلاد في الديموقراطيّة وحرّية اعتناق الإنسان المعتقد الذي يريده، مشدّدةً على أهمّية هذا الحدث لجميع الناس وليس فقط للكاثوليك في البلاد.
إن مساهمة الكنيسة في المجتمع ليست حديثة العهد. فمنذ عشرات السنوات، تقدّم المنظّمات الكاثوليكيّة بانتظام -ولا سيّما في رعاياها الثلاث الرئيسيّة بشكيك وتالاس وجلال أباد- المساعدة لذوي المعوّقين والفقراء والأيتام وكبار السنّ. وتنظّم دورات في الرياضيّات والفيزياء وعلوم الكمبيوتر والكيمياء وعلم الأحياء لطلاب المدارس الثانويّة في الجمهوريّة.
وتجدر الإشارة إلى أن المبشّرين الكاثوليك وطأت أقدامهم المنطقة للمرّة الأولى في القرن الثالث عشر. كما تأسّست أوّل رعيّة في العام 1969 في فرونزي. وفي العام 1992، بعد الانفصال عن الاتحاد السوفياتي، أقيمت العلاقات الدبلوماسيّة بين الكرسي الرسولي وقيرغيزستان. وتدير الكنيسة حاليًّا الرهبنة اليسوعيّة وجمعيّات رهبانيّة أخرى، منها الراهبات الفرنسيسكانيّات ومرسلات المحبّة (راهبات الأمّ تريزا) اللواتي سيفتتحن قريبًا ديرًا لهنّ في العاصمة.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته