القدس, الثلاثاء 6 ديسمبر، 2022
عاشت القدس توتّرات كثيرة لا تزال تتوالى فصولًا، وارتبط اسم هذه المدينة ارتباطًا وثيقًا بمظاهر التصادم والتفرقة بين الشعوب وأتباع الديانات المختلفة، ويكاد دم أبنائها لا يكفّ عن النزيف بسبب مخطّطات سياسيّة مختلفة مبنيّة على أحاديّة الرأي والانغلاق على النفس.
يعترف الجميع بمدى أهمّية هذه المدينة روحيًّا وتاريخيًّا وثقافيًّا وحتى عاطفيًّا، لكن المفارقة الأهمّ في هذا السياق تتمثّل في معنى اسم هذه المدينة باللغتَيْن العربيّة والعبريّة: فقد سمّاها العرب «القدس» للدلالة على مدى قدسيّة هذه البقعة من الأرض، أمّا اليهود فسمّوها «أورشليم» أي مدينة السلام!
قد يكون سبب النزاع في القدس هو نفسه لدى الأطراف كافّة، فالجميع يرون في هذه المدينة بيتًا مقدّسًا وإرثًا عزيزًا وشرفًا لا يمكن التخلّي عنه، وهذا ما يدفعهم إلى التفكير في اتّجاه واحد من دون وجود مخرج من الوضع المأزوم. لكن هناك من يفكّر بشكلٍ مغاير حتى لو سار عكس التيار: إنّهم هؤلاء الذين قرّروا تحويل هذه الأرض من مكان توتّر وصدام إلى مكان لقاء وحوار في محاولة منهم لجعل القدس جسر تواصل لا سور تفرقة.
إحدى هذه المبادرات القليلة -التي غالبًا ما تكون نادرة- هي مبادرة لمؤسّسة «ساكسوم» الدوليّة أطلقت عليها تسمية «حوارات الأرض المقدّسة».
يتميّز برنامج «حوارات الأرض المقدّسة» بأنه غير تقليدي في آليّة عمله، فهو مبنيّ على أساس الانطلاق من الحوار مع الله حتى الوصول إلى الحوار مع الآخر. ولهذا الغرض، أنشأ «ساكسوم» مركزًا للوسائط المتعدّدة (multimedia center) يوفّر لروّاده خبرة فريدة وملموسة في التعرّف إلى الأرض المقدّسة وتاريخها من خلال شاشات التفاعل وتقنيّة الأبعاد الثلاثة (3D) وعيش التسلسل الزمني للأحداث المحوريّة في الأرض المقدّسة.
يُذكر أن مؤسّسة «ساكسوم» الدوليّة وُلدت من رحم مؤسّسة «عمل الله» الكاثوليكيّة المعروفة باسم OPUS DEI باللاتينيّة. وقد افْتُتِحَ هذا المركز في السابع من فبراير/شباط 2019 بحضور الكثير من الشخصيّات الروحيّة والمدنيّة والأصدقاء والمانحين والمروّجين للمشروع، وفي العام نفسه زار المركز نحو 12 ألف شخص من 58 دولة مختلفة.
إن كلمة «ساكسوم» (Saxum) باللاتينيّة تعني الصخرة، وهي لقب أطلقه القديس خوسيه ماريا إسكريفا، مؤسّس جماعة عمل الله على خليفته الطوباوي ألفارو ديل بورتيو، فشجّع الأخير بدوره على إنشاء هذا المركز تلبيةً لرغبة إسكريفا الذي عشق هذه الأرض وفهم أن الحوار جزءٌ من دعوتها على الرغم من أن قدمه لم تطأها.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته