الجمعة 20 ديسمبر، 2024 تبرّع
EWTN News

البابا فرنسیس: بندیكتوس السادس عشر كان «سبّاقًا» في الردّ على الاعتداءات الجنسيّة

البابا فرنسيس يزور البابا الفخري بنديكتوس السادس عشر في دير «أمّ الكنيسة» في الفاتيكان لتبادل التهاني بعيد الميلاد في 23 ديسمبر/كانون الأوّل 2013/ Provided by: Vatican Media

قال البابا فرنسیس في مقابلة أُجریت معه مؤخّرًا إن سلفه البابا الفخري بندیكتوس السادس عشر كان قائدًا في «تحمّل المسؤولیّة» وسبّاقًا في الردّ بشفافیة على حالات اعتداء جنسي وُجّهت أصابع الاتهام فيها إلى رجال دین. ویأتي ھذا دفاعًا منه عن سلفه البابا بندیكتوس الذي یواجه انتقادات في ألمانیا بسبب طريقة تعامله مع كثير من قضایا الإساءة ذات الطابع الجنسي عندما كان رئیسًا للأساقفة في ألمانیا منذ عقود.

ناقش البابا فرنسیس في المقابلة التي أُجريت معه في 22 نوفمبر/تشرین الثاني ونشرتھا مجلّة «أميركا مغازين» مجموعة واسعة من المواضیع، بما فيها ردّ الكنیسة على حالات سوء معاملة ارتكبها رجال دین. وقال البابا فرنسیس إن «الإحصاءات الرسمیّة» تظھر أن حالات سوء المعاملة من جانب رجال الدین تشكّل نسبة ضئيلة جدًّا من كل حالات الإساءة في المجتمع.

وذكر أن المعتدين كانوا یُنقَلون ببساطة من مكان إلى آخر في إطار التستّر قبل «أزمة بوسطن» في العام 2002.

وشكّلت أزمة الاعتداءات الجنسيّة في أبرشیّة بوسطن الكاثولیكیّة جزءًا من سلسلة حالات الإساءة في الكنیسة الأميركیّة في أوائل العام 2002.

واتّخذت الكنیسة قرارًا بعدم التستّر بعد الآن على هذه القضایا، وتمّ إحراز تقدّم في الإجراءات القضائیّة، وإنشاء اللجنة الباباویّة لحمایة القُصَّر، حسبما قال البابا.

وأضاف: «عندما یرى الصادقون كیف تتحمّل الكنیسة مسؤولیّة ھذه الوحشیّة، یفھمون أن ھناك فارقًا كبیرًا بین الكنیسة والأفراد الذین یرتكبون ھذه الأفعال التي تعاقبھم الكنیسة علیھا. وكان بندیكتوس السادس عشر السبّاق في اتّخاذ ھذه القرارات».

في خلال فترة حبریّته التي دامت نحو ثماني سنوات وبدأت في العام 2005، قرّر بندیكتوس السادس عشر فصل مئات المعتدین من رجال الدین، والتقى ضحايا الانتھاكات، وتطرّق إلى أزمة الاعتداءات في خطاب رعويّ في العام 2010.

وھذه ليست أوّل مرّة یتحدّث فیھا البابا فرنسیس دفاعًا عن سجلّ سلفه في الردّ على الاعتداءات الجنسيّة، وسط استمرار الجدل بشأن تعامل بندیكتوس السادس عشر مع قضایا الإساءات في میونیخ، حیث شغل منصب رئیس الأساقفة بين عامي 1977 و1982.

وانتقد تقریر استقصائي طويل أعدّته شركة محاماة ألمانیّة وصدر في ینایر/كانون الثاني الماضي تعامل البابا المتقاعد مع أربع قضایا في فترة تولّیه مسؤولیّة أبرشیّة میونیخ وفریزینغ في جنوب ألمانیا. وأشار التقریر إلى ارتكاب رجال دین عددًا من الإساءات عندما كان رئیس الأساقفة راتزینغر آنذاك في منصبه. وبینما كانوا يُعاقَبون جنائيًّا في محاكم علمانیّة، استمرّوا في أداء واجباتھم الرعویّة، ولم تُتَّخذ أيّ إجراءات بحقّھم بموجب القانون الكنسي.

التقریر الواقع في ألف صفحة والذي أثار انتقادات بسبب كلفته البالغة 1.53 ملیون دولار شمل الأحداث بين عامي 1945 و2019 وكشف عن وجود ما لا یقلّ عن 497 ضحیّة لسوء المعاملة، بالإضافة إلى 235 قضیّة أخرى، وقد وُجّهت اتّھامات إلى 173 كاھنًا في خلال فترة 74 عامًا.

من جهته، أصدر البابا الفخري اعتذارًا لضحایا الاعتداءات الجنسيّة، بینما دافع أربعة من مستشاریه عن أفعاله في الحالات الأربع المذكورة في التقریر.

وقال البابا الفخري: «كانت لديّ مسؤولیّات كبیرة في الكنیسة الكاثولیكیّة»، مضيفًا: «یزداد ألمي بسبب الانتھاكات والأخطاء التي حدثت في تلك الأماكن المختلفة في الفترة التي كنت فيها رئیسًا للأساقفة».

وتابع: «كل حالة فردیّة من حالات الاعتداء الجنسي مروّعة ولا یمكن إصلاحھا. أنا أتعاطف بشدّة مع جميع ضحایا الاعتداءات. أشعر بأسى شدید إزاء كل حالة من الحالات».

وأصرّ المستشارون على أن بنديكتوس لم یكن «على علم بارتكاب اعتداءات جنسیّة أو شبهات تتعلّق بحصول انتهاكات من جانب كهنة» في أيٍّ من الحالات المذكورة في التقریر.

إلى ذلك، قال رئیس الأساقفة جورج غانسوین، السكرتیر الشخصي لبنديكتوس منذ فترة طویلة، لـEWTN، إن البابا الفخري «متّھم بأمرٍ یتعارض مع عمله على مدى 25 عامًا في جعل الكنیسة أكثر شفافیة وفعالیّة في التعامل مع الاعتداءات الجنسیّة».

بعد مغادرة أبرشیّة میونیخ في العام 1982، ترأس بنديكتوس مجمع عقيدة الإيمان الفاتیكاني. وفي العام 2001، عھد البابا یوحنا بولس الثاني إلى هذا المجمع مسؤوليّة التحقیق في مزاعم حول إساءات يرتكبها رجال دین في كل أنحاء العالم.

وقال غانسوین في فبرایر/شباط الماضي إن بنديكتوس واجه «مقاومة داخلیّة» في الفاتیكان عندما سعى إلى اتّخاذ إجراءات حاسمة ضدّ المعتدین، لكنّه تمكّن من التغلّب علیھا بدعم من البابا البولندي.

وأضاف: «لم یؤدِّ بنديكتوس دورًا محوريًّا فحسب في ملفّ الاعتداءات، بل كان الشخصیّة الحاسمة والرجل الحازم. فهو لم يكتفِ بإطلاق الاقتراحات، بل اتّخذ أیضًا خطوات ملموسة نحو الشفافیة. یمكن القول إنه أب الشفافیة».

وأكد البابا فرنسیس في المقابلة التي أجراها في 22 نوفمبر/تشرین الثاني الحالي أن الاعتداءات الجنسية «مشكلة متجدّدة» في مظھرھا، لكنھا كانت موجودة دائمًا. «في العالم الوثني، اعتادوا استخدام الأطفال للمتعة»، كما قال، مبديًا قلقه العمیق بشأن استمرار «استغلال الأطفال في مواد إباحیّة». وتابع: «الكنیسة تتحمّل مسؤولیّة أخطائھا لأنّنا واثقون من رحمة ﷲ».

في موضوع الاعتداءات الجنسيّة في الكنیسة الكاثولیكیّة، سُئِلَ البابا فرنسیس عن «الافتقار الواضح إلى الشفافیة» عندما یتعلّق الأمر بالاتھامات الموجّهة إلى أساقفة، مقارنة بتعامل الكنيسة مع الاتھامات الموجّھة إلى كھنة. ودعا البابا في هذا الإطار إلى «شفافیة متساویة» للمضي قدمًا، معتبرًا أن توفّر قدر أقلّ من الشفافیة خطأ».

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته