الجمعة 13 ديسمبر، 2024 تبرّع
EWTN News

كيف يعيش المسيحيّون في البلاد المضيفة لكأس العالم 2022؟

كنيسة سيّدة الورديّة في الدوحة وعلم مونديال قطر 2022/ Provided by: Rarrarorro - Shutterstock / Catholic Church of Our Lady of the Rosary

انطلق الأحد الفائت مونديال قطر 2022 الذي يستمر حتى 18 ديسمبر/كانون الأوّل المقبل، لكن كأس العالم لا يلقي الضوء على الملاعب والمباريات فقط بل يضع مجتمع الدولة المضيفة تحت المجهر أيضًا. فقد تناولت تقارير صحافيّة عدّة في الأسابيع الأخيرة حقوق العمّال في قطر، إضافةً إلى حقوق الجماعات الأخرى التي لا تلتزم الدين الإسلامي في البلاد. من هنا، طرحنا على الأب شربل مهنّا الراهب الماروني المريمي، رئيس اللجنة التنظيميّة للكنائس المسيحيّة في قطر وكاهن الجاليات المارونيّة والفرنسيّة والإيطاليّة في البلاد، مجموعة أسئلة عن وضع المسيحيين في البلاد.

كنائس كثيرة وواحدة لمار شربل قريبًا

شرح الأب مهنّا لـ«آسي مينا» أن الدولة، منذ ولاية الأمير الوالد حمد بن خليفة آل ثاني، احترمت الجماعات المسيحيّة وسمحت لها ببناء كنائس مسيحيّة كي تحتفل بشعائرها الدينيّة فيها. فهناك اليوم مجمّع في الدوحة يحيط به سور كبير فيه كنائس عدّة للطوائف المسيحيّة الكبرى. هناك كنيسة لكل مجموعة طوائف في شركة كنسيّة: واحدة للكاثوليك التي تضمّ الموارنة واللاتين والروم الكاثوليك وغيرهم، وواحدة للروم الأرثوذكس وواحدة للأقباط الأرثوذكس وواحدة للسريان الأرثوذكس وواحدة للأنجليكان وواحدة للكنائس الهنديّة.

في كنيسة سيّدة الورديّة التي تتّسع لـ3000 شخص جلوسًا، تحتفل الجاليات الكاثوليكيّة بقداديس الآحاد وهي مكان خدمة الأب مهنّا. لكن هناك اليوم كنيسة أخرى خاصّة للموارنة في طور البناء.

في هذا السياق، قال مهنّا: «قدّمت قطر أرضًا نبني اليوم عليها كنيسة على اسم القديس شربل. الكنيسة في طور الانتهاء، وإنّنا نقوم بتلبيسها حجرًا وقرميدًا من لبنان كي نعطيها طابعًا لبنانيًّا مارونيًّا».

كنيسة القديس شربل في قطر. Provided by: Father Charbel Mehanna

تتّسع كنيسة القديس شربل مع الصالة الأماميّة لها لألف وخمسمائة شخص، وكان البطريرك الماروني بشارة الراعي قد وضع في نيسان 2018 حجر الأساس لها بدعوة رسميّة من أمير البلاد. تأتي هذه المبادرة تجاه الموارنة بالتحديد من الأمير الحالي تميم بن حمد آل ثاني الذي يخصّ الكنيسة الكاثوليكيّة الأكثر عدديّة في المنطقة باحترام كبير، كما قال مهنّا.  

«الكنائس تُعتبر بمثابة سفارات، تتعاطى معها وزارة الخارجيّة وترتبط بها. على سبيل المثال، في خلال حفل افتتاح المونديال، دُعِيَ ممثّلو الكنائس الأُمّ الثماني الكبرى للحضور. وقد جلسنا بالقرب من المقاعد المخصّصة لوزارة الخارجيّة وكان ممثّلو الكنائس يضعون الصلبان على صدورهم من دون أيّ مشكلة»، أوضح مهنّا.

وفي حين أكد رئيس اللجنة التنظيميّة للكنائس المسيحيّة في قطر عدم وجود صلبان أو أجراس على قبب الكنائس، لفت إلى أن «الشعب القطري يسير اليوم على طريق الانفتاح والتطوّر الإنساني واحترام الآخر والدولة تدفع بهذا الاتّجاه». فالأب شربل الذي مرّت عليه تسع سنوات في قطر يتجوّل في البلاد بعباءته الرهبانيّة وثيابه الإكليريكيّة بكلّ أمان، مؤكدًا أنّ هناك احترامًا متبادلًا بين المسيحيين والمسلمين في المجتمع.

لا معموديّة للمسلمين لكن المؤمنين بالآلاف

«لا يمكن التبشير أو منح سرّ المعموديّة للذين يتحدّرون من أهل غير مسيحيين أو التحوّل من ديانة إلى أخرى»، قال مهنّا، مشيرًا إلى ما يُقابل هذا الأمر من حرّية بالقول: «نعطي المناولة الإفخارستيّة للمرضى في المستشفيات من دون أيّ مشكلة، ونستطيع الصلاة في المدافن إذ هناك مقابر لغير المسلمين». كما أكد: «هناك حرّية مطلقة. لدينا أيضًا كل الحرّية في الوعظ؛ لم يتدخّل أحد يومًا في عظاتي. كلماتنا الروحيّة نتلوها بدون قيود». وأضاف: «يمكن توزيع نسخات عن الأناجيل داخل حرم الكنيسة».

في ما خصّ الزيجات المختلطة، أردف مهنّا: «الأكاليل التي نحتفل بها هي بين طرفَيْن مسيحيَّيْن فقط. إن أراد مسيحي الزواج بمسلمة أو مسيحيّة بمسلم، ندعوهم للذهاب إلى بلدٍ آخر».

الأب شربل مهنّا محتفلًا بالذبيحة الإلهيّة في كنيسة سيّدة الورديّة-قطر. Provided by: Catholic Church of Our Lady of the Rosary

لا يمكن القيام بتطوافات القربان المقدّس أو المسيرات الدينيّة خارج أسوار المجمّع في الطرقات العامّة. بل يمكن القيام بها داخل أسوار المجمّع. في المقابل، أكد الأب شربل أن «الجماعة المسيحيّة لا ينقصها أيّ شيء على الصعيد الليتورجي من أكاليل وقدّاسات وغيرها»، فعدد المشاركين في الذبيحة الإلهيّة يوم الشعانين يصل إلى 7000 شخص على سبيل المثال وفي الأعياد الكبرى كعيد الميلاد تؤمّن الدولة الحماية الأمنيّة للكنائس، كما أوضح.  

أمّا نبيذ الذبيحة الإلهيّة، فيشتريه الكهنة من مركز وحيد تسمح الدولة فيه ببيع المشروبات الروحيّة، ويستخدم الكهنة لتلك الغاية بطاقة خاصّة تُعطى لهم.

كنيسة سيّدة الورديّة يوم أحد الشعانين 2022. Provided by: Catholic Church of Our Lady of the Rosary

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته