بيروت, الأربعاء 13 يوليو، 2022
إن تلاميذ يسوع قد ثبّتوا مبادئ الرسالة الكاثوليكيّة في التعليم، وفق ما جاء في رسالة القديس بولس الرسول الأولى إلى أهل قورِنتس (1 كو 12: 28)، من خلال رسالتهم وحسن تدبيرهم وسعيهم إلى إيصال الحقيقة.
في سياق متصل، سلّط البابا يوحنا بولس الثاني الضوء على رسالة الجامعات الكاثوليكيّة بالقول: "لسنوات عدّة، لمست نضوجًا كبيرًا في نفسي من خلال تجربتي في العمل الجامعي والحياة الجامعيّة: البحث الحثيث عن الحقيقة وفرح البحث عنها بقلب رحب مع الشبيبة ومع كل من يفكّرون بصرامة كي يتصرّفوا بشكل صحيح ويخدموا البشريّة بشكل أفضل" ("من قلب الكنيسة"، مقدّمة الدستور الرسولي للحبر الأعظم حول الجامعات الكاثوليكيّة).
ويشكّل التعليم الجامعي تنشئةً لشخصيّة الطلاب كي يصبحوا العناصر الفعّالة للتغيير الاجتماعي، وفق تعاليم الكنيسة الكاثوليكيّة.
تحدّيات الجامعات الكاثوليكيّة في لبنان
في ظلّ الأزمات التي ترخي بثقلها على وطن الرسالة، ما أبرز التحدّيات التي تواجهها الجامعات الكاثوليكيّة؟
في حديث خاصّ لـ"آسي مينا"، أكد نائب رئيس جامعة الحكمة لشؤون البحث العلمي والأخلاقيّات الأب د. غي سركيس أن أبرز هذه التحدّيات ماليّة بسبب الأزمة الراهنة، على سبيل المثال تُقدّر قيمة المدفوعات بالدولار في حين تتقاضى الجامعات الكاثوليكيّة الأقساط بالليرة اللبنانيّة لأن رواتب معظم أهالي الطلاب بالعملة الوطنيّة، ما يجعلهم عاجزين عن الدفع بالعملة الأجنبيّة، فتحدث فجوة كبيرة بسبب السعر الوهميّ المعتمد.
ولفت الأب سركيس إلى أن جامعات عدّة تضرّرت من جراء الانفجار، كإحدى كلّيّات جامعة الحكمة، مشيرًا إلى إصلاح بعض الأضرار فقط لأن المساعدات قليلة بسبب إيلاء العائلات المشرّدة وترميم المنازل المدمّرة الأولويّة.
وقال الأب سركيس إن الأزمات الماليّة تولّد مشاكل أخرى، منها عدم التمكّن من إيصال العلم بالمعنى الحقيقي، وعجز الأساتذة عن متابعة دورات في الخارج أو تبادل الخبرات، بسبب التكلفة المرتفعة وعدم القدرة على الاشتراك بمنشورات أجنبيّة، مضيفًا: إن تدنّي قيمة الرواتب شكّل دافعًا إلى هجرة الأساتذة والطلاب.
وشدّد على أن الجامعة تحاول "البقاء على قيد الحياة"، إذ إنها باتت عاجزة عن المضي قدمًا، لافتًا إلى استسلام الناس وفقدانهم الأمل في استعادة البلد عافيته أو تحسين وضعه، ما جعلهم يقرّرون السفر للبحث عن مستقبل أفضل.
وأشار الأب سركيس إلى تداعيات كورونا التي فرضت التعليم عن بُعد في ظلّ عدم استعداد لبنان لاعتماده على الصعيد التربوي والتقني والمادي، مردفًا: في الوقت الحالي، ينقسم التعليم في لبنان إلى نوعَيْن: التعليم الحضوري والتعلّم عن بُعد في حين صارت تكاليف النوع الأوّل أكبر من القسط الجامعي، علمًا بأن التعلّم عن بُعد يضرب الانصهار الجماعي.
كيف تحمي الجامعات الكاثوليكيّة هويّتها؟
اعتبر الأب سركيس أن الجامعات الكاثوليكيّة تحمي هويّتها عبر نشر قيم معيّنة مثل احترام الآخر والحياة والدعوة إلى النزاهة، مشيرًا إلى أن الصعوبة تكمن اليوم في رزوح المجتمع تحت أثقال همومه وإلقائه باللائمة على الله في الأزمات.
الحلول المطروحة
وختم الأب سركيس حديثه عبر "آسي مينا"، مؤكدًا أن الحلول الناجعة تكمن في الإيمان بأن الله هو المعزّي الأوّل والوحيد في آخر المطاف.
ورأى وجوب المساهمة في نشر قيم الحياة بمعنى ألا يستسلم الإنسان ويستمرّ في كفاحه بكل الوسائل الممكنة، منها العلم والثقافة كي يسعى إلى تغيير واقعه الأليم نحو الأفضل، داعيًا إلى التمسّك الدائم بالإيمان وعدم الانكسار.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته