أربيل, الجمعة 11 نوفمبر، 2022
تساعد الكنيسة الكاثوليكيّة الكلدانيّة في أربيل، من خلال مؤسّساتها ومشاريعها الإغاثيّة والتنمويّة، مئات العائلات النازحة من الإيزيديين الذين تعرّضوا لتهجير قسري بعدما سيطر تنظيم الدولة الإسلاميّة على قراهم وبيوتهم وقتل مئات الرجال واغتصب مئات الفتيات وغالبيّتهم من القاصرات، ما سبّب أزمات نفسيّة للفتيات اللواتي أسرهنّ التنظيم كسبايا مع عائلاتهن.
منذ العام 2014، عملت المؤسّسات الكنسيّة ولجنة الإغاثة الأسقفيّة في أربيل على تقديم المساعدات الإنسانيّة للمتضرّرين من الكارثة الإنسانيّة والمجازر التي ارتكبها داعش بحقّ مكوّنات أصيلة في العراق، ومنها المسيحيّون والإيزيديّون. وجاءت المساعدات على شكل منح ماليّة ودراسيّة، بالإضافة إلى برامج تهدف إلى تحسين الوضع النفسي للأشخاص الذين طالتهم الأزمات المتتالية.
بدورها، قدّمت الجامعة الكاثوليكيّة في أربيل، والتي تديرها رئاسة أسقفيّة إيبارشيّة أربيل الكلدانيّة، العشرات من المقاعد الدراسيّة للطلبة الإيزيديين، بمبادرة من الكنيسة الكاثوليكيّة لدعم هذا المكوّن الأصيل إذ وفّرت الجامعة بالتعاون من منظّمات كاثوليكيّة مخصّصات ماليّة وأمكنة سكن لهم على نفقتها.
مبادرات الجامعة الكاثوليكيّة في أربيل
في هذا السياق، يقول عامر ساموقي، وهو من قرية شنكال التي تعرّضت للحرب والدمار من جراء الأعمال الإرهابيّة التي قام بها تنظيم الدولة الإسلامية: «قبل أغسطس/آب 2014، كانت حياتنا سهلة وبسيطة في شنكال، لكن الأمور تبدّلت في الشهر نفسه، تغيّر كل شيء إلى الأبد».
ويضيف عامر: «هاجم تنظيم الدولة الإسلاميّة شنكال، متسبّبًا بمقتل مئات الرجال واغتصاب الفتيات. بعدئذٍ، لم أعد إلى شنكال مطلقًا، وتركت المدرسة الثانويّة لمدّة عامَيْن لأنني لم أتمكّن من متابعة الدراسة في ذلك الوقت، ثمّ أتيحت لي فرصة العودة إلى المدرسة الثانويّة مرّة أخرى.
بسبب وضعنا الأسري والحياة في المخيّمات حينذاك، قرّرت عدم قضاء 4 سنوات في الكلّية لكنني في أحد الأيّام، رأيت منشورًا عن المنح الدراسيّة في الجامعة الكاثوليكيّة في أربيل. بعدما تقدّمت بطلب الانضمام إلى الجامعة، تلقّيت مكالمة هاتفيّة تخبرني بأنني حصلتُ على المنحة. لم أصدّق ذلك! تحقّق حلمي بدراسة علوم الكومبيوتر».
أما نسرين رشو، وهي إحدى الإيزيديّات اللواتي أسرهنّ أفراد من تنظيم الدولة إذ قاموا بممارسة أبشع أساليب التعذيب بحقّها وبحقّ عائلتها، فتقول: «كنت أسيرة لديهم، وتعرّضت لكل أنواع العنف لما يقارب عامَيْن. تمنّيتُ الموت ألف مرّة في اليوم. بعد المعاناة التي عشناها معهم، لم نستسلم وحاولنا الهروب مرارًا وتكرارًا، لكننا فشلنا في كل مرّة وعوقبنا أيضًا».
وتتابع: «عانيت كثيرًا بعد تحريري إذ كنت مقيمة في مخيّمات ممزّقة غير قابلة للسكن، خاصّة في الصيف. على الرغم من ذلك، أصبحت أقوى وقرّرت أن لا أستسلم، متحدّيةً الصعوبات التي مررت بها. استمررتُ في المحاولة لكي أبدأ حياتي من جديد إلى أن شاءت العناية الإلهيّة أن أعرف من الأصدقاء عن الجامعة الكاثوليكيّة في أربيل المستعدّة لدعم الطلاب الراغبين في متابعة الدراسة».
في سياق متصل، أكد المطران بشار وردة، رئيس أساقفة أربيل للكلدان، لـ«آسي مينا» أن الهدف من مساعدة الإيزيديين يكمن في التضامن معهم في محنتهم من منطلق الإنسانيّة، مضيفًا: هكذا نعيش المحبّة ونحقّق العدالة بين الجميع، فتنتصر إرادة الخير انطلاقًا من الآية الواردة في الكتاب المقدّس: «افعلوا للناس ما أردتم أن يفعله الناس لكم» (متى 7: 12).
نسرين وعامر من الطلاب المتفوّقين في الجامعة الكاثوليكيّة، ويرجعان الفضل للكنيسة الكلدانيّة الكاثوليكيّة المحليّة في توفير منح دراسيّة لهم. كما يشكران الجامعة التي تمتاز بتأمين أجواء مريحة ومميّزة تتيح لطلاب من مختلف الخلفيّات إكمال دراستهم الجامعيّة.
وتجدر الإشارة إلى أن الجامعة الكاثوليكيّة في أربيل تساعد مئات النازحين الذين تعرّضت بلدانهم للحروب، والذين لا يستطيعون إكمال دراستهم بسبب وضعهم المادي عن طريق تقديم منح من الجامعة لإكمال دراستهم من دون أيّ تكاليف ماديّة.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته