الثلاثاء 17 ديسمبر، 2024 تبرّع
EWTN News

وطن الرسالة… الحاضر الدائم في قلب البابا فرنسيس

البابا فرنسيس-لبنان/ Vatican Media

يحضر لبنان دائمًا في قلب البابا فرنسيس الذي لا ينفكّ يجدّد صلاته من أجل بلد الأرز، مؤكدًا قربه من الشعب اللبناني، كما فعل مؤخّرًا في خلال لقائه أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى الكرسي الرسولي.

وجاء في كلمته التي استهلّها بالحديث عن لبنان، وطن الرسالة:" في العام الماضي، بفضل تخفيف القيود التي تمّ وضعها في العام 2020، أتيحت لي الفرصة أن أستقبل العديد من رؤساء الدول والحكومات، ومختلف السلطات المدنيّة والدينيّة. من بين اللقاءات العديدة، أودّ أن أذكر لقاء اليوم الأوّل من تموز الماضي الذي خُصِّص للتأمّل والصلاة من أجل لبنان. إلى الشعب اللبناني العزيز، الواقع في أزمة اقتصاديّة وسياسيّة، وهو يسعى جاهدًا لوجود حلّ لها، أريد اليوم أن أجدّد تأكيد قربي منه وصلاتي من أجله، وأتمنّى أن تساعد الإصلاحات اللازمة ودعم المجتمع الدولي لكي يبقى هذا البلد ثابتًا في هويّته وبقائه نموذجًا للعيش السلمي معًا والأخوّة بين مختلف الأديان فيه".

وحضرت الأوضاع في لبنان في رسالة الأب الأقدس بمناسبة الميلاد المجيد، إذ دعى إلى التفكير ببلد الأرز، قائلًا: "لنفكّر بلبنان الذي يعاني من أزمة لا سابق لها، وحيث الأوضاع الاقتصاديّة والاجتماعيّة تبعث على القلق الشديد. لكن ها هي علامة الرجاء تظهر في عتمة الليل!"

قلقٌ حيال الأزمة اللبنانيّة

في خلال زيارته الرسوليّة قبرص واليونان، أعرب البابا فرنسيس عن قلقه الشديد إزاء الأزمة اللبنانيّة، في كلمة ألقاها في كاتدرائية سيّدة النعم في نيقوسيا القديمة، قائلًا: "عندما أفكّر في لبنان، أشعر بقلق شديد حيال الأزمة التي يواجهها، وأشعر بمعاناة شعب متعب يرهقه العنف والألم"، مضيفًا: "أحمل في صلاتي الرغبة في سلام يرتفع من قلب ذلك البلد".

نهوض لبنان رسالة

"لبنان هو رسالة ووعد علينا أن نناضل من أجله". هذا ما قاله الأب الأقدس في خلال لقائه رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي في الفاتيكان.

وذكّر الحبر الأعظم بالأحداث الصعبة التي يعيشها بلد الأرز، مؤكدًا صلاته وقربه وعمله لكي يتبلور جهد مشترك من أجل مساعدة لبنان على النهوض مجدّدًا.

وأستشهد في هذا السياق بمقطع من الإنجيل الذي ذهب فيه يسوع إلى بيت يائيرس، وأخذ بيد ابنته الميتة، وقال لها: "قومي"، وأضاف: "ليأخذ الربّ لبنان بيده، قائلًا له: قم وأنهض!"

كما جدّد الأب الأقدس، في خلال لقائه رئيس الحكومة اللبنانيّة السابق سعد الحريري في الفاتيكان، قربه من الشعب اللبناني الذي يعيش مرحلة تتميّز بصعوبة كبيرة وعدم يقين، معربًا عن رغبته في زيارة لبنان.

وفي مناسبة أخرى، أكد البابا فرنسيس قربه من معاناة اللبنانيين في رسالة وجّهها إلى بطريرك كيليكيا للأرمن الكاثوليك رافائيل بدروس الحادي والعشرين ميناسيان، داعيًا جميع الأشخاص ذوي الإرادة الصالحة إلى الاقتراب من بعضهم البعض وعيش الأخوّة.

نداءات من أجل بلد الأرز

(Story continues below)

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

لطالما وجّه البابا نداءات مستمرّة من أجل لبنان، ولا سيّما بعد الانفجار الكارثي الذي هزّ قلب العاصمة اللبنانيّة بيروت، إذ قال: "نصلّي من أجل الضحايا وعائلاتهم، ومن أجل لبنان لكي يتمكّن بالتزام جميع مكوّناته الاجتماعيّة والسياسيّة والدينيّة من مواجهة هذه المرحلة المأساويّة والأليمة بمساعدة الجماعة الدوليّة من تخطّي الأزمة الخطيرة التي يعيشها".

إلى ذلك، أعرب الأب الأقدس مجدّدًا عن رغبته الشديدة في زيارة لبنان في النداء الذي وجّهه في ذكرى انفجار مرفأ بيروت: "أعزائي اللبنانيين، إن رغبتي في المجيء لزيارتكم كبيرة، وأنا لا أتعب من الصلاة من أجلكم ليعود لبنان رسالة أخوّة وسلام للشرق الأوسط بأسره... بعد مرور عام على الانفجار الرهيب الذي حدث في مرفأ بيروت، عاصمة لبنان، والذي سبّب الموت والدمار، يتوجّه فكري إلى ذلك البلد العزيز، ولا سيّما إلى الضحايا وعائلاتهم والعديد من الجرحى والذين فقدوا منازلهم وعملهم"...

وفي إحدى مقابلاته العامّة مع المؤمنين، وجّه البابا فرنسيس نداءً جديدًا إلى الشعب اللبناني، مؤكدًا أن لبنان "رسالة حرّيّة، ومثال على التعدّديّة بين الشرق والغرب".

وكرّر الأب الأقدس ما قاله القديس البابا يوحنا بولس الثاني: "إزاء المآسي المتكرّرة التي يعرفها جميع سكان هذه الأرض، ندرك الخطر الشديد الذي يهدّد وجود هذا البلد. لا يمكننا أن نترك لبنان في عزلته. منذ أكثر من 100 عام، كان لبنان بلد الرجاء. حتى في أحلك فترات تاريخهم، حافظ اللبنانيّون على إيمانهم بالله، وأظهروا القدرة على جعل أرضهم مكانًا فريدًا للتسامح والاحترام والتعايش في المنطقة. وبالتالي، يصبح حقيقة التأكيد أن لبنان أكثر من دولة: لبنان هو رسالة حرّيّة، ومثال على التعدّديّة بين الشرق والغرب".

وشجّع البابا فرنسيس جميع اللبنانيين على التمسّك بالرجاء وإيجاد القوّة والطاقة اللازمتين للبدء من جديد.

وطلب الأب الأقدس من السياسيين والقادة الدينيين الالتزام بصدق وشفافية في أعمال إعادة الإعمار والتخلّي عن المصالح الحزبيّة والنظر إلى الخير العام ومستقبل البلاد، داعيًا الجميع إلى يوم عالمي للصلاة والصوم من أجل لبنان.

يوم التأمّل والصلاة من أجل لبنان

في "يوم التأمّل والصلاة من أجل لبنان"، دعا البابا فرنسيس اللبنانيين إلى عدم اليأس، ورأى وجوب منحهم الفرصة ليكونوا بناة مستقبل أفضل على أرضهم.

وتوجّه الأب الأقدس إلى المسؤولين اللبنانيين، داعيًا إيّاهم إلى خدمة السلام لا خدمة مصالحهم الخاصّة، وإيجاد حلول عاجلة للأزمة الحاليّة، قائلًا: "نناشدكم جميعًا، أنتم المواطنين: لا تيأسوا، ولا تفقدوا روحكم، ابحثوا في جذور تاريخكم عن الرجاء، لتزهروا وتزدهروا من جديد. وأنتم القادة السياسيين: لتجدوا، حسب مسؤوليّاتكم، حلولًا عاجلة ومستقرّة للأزمة الاقتصاديّة والاجتماعيّة والسياسيّة الحاليّة، وتتذكّروا أن لا سلام من دون عدل".

إن المؤمنين، ولا سيّما أبناء الكنيسة الكاثوليكيّة، ينتظرون بفارغ الصبر زيارة البابا فرنسيس لبنان، آملين "أن يشرق فجر الأمل من جديد، وتتوقّف العداوات، وتغرب النزاعات، فيعود لبنان إشعاعًا لنور السلام".

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته