حلب, السبت 29 أكتوبر، 2022
«نصلّي من أجل السلام في أرمينيا، ونطالب بالسلام في أوكرانيا وكل أنحاء العالم. إنّنا جميعًا مدعوّون إلى تجديد التزامنا اليومي بأن نكون أداة سلام». تلك كانت دعوة أمين سرّ حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين في عظة ألقاها لدى ترؤسه قداسًا إلهيًّا في بازيليك القديسة مريم الكبرى في روما على نيّة السلام في أرمينيا واحتفالًا بمرور ثلاثين عامًا على إقامة علاقات دبلوماسيّة بين الكرسي الرسولي وأرمينيا.
وذكّر بارولين في عظته بافتتاح السفارة الرسوليّة في يريفان العام الماضي، ما شكّل علامة مهمّة على نموّ العلاقة بين الكرسي الرسولي وأرمينيا، واستمرارها بشكل ودّي وجادّ على مختلف الصعد. كما أشار إلى الشركة الكنسيّة التي منحها البابا فرنسيس العام الماضي لكاثوليكوس وبطريرك بيت كيليكيا، وكذلك إلى الحوار الذي وصفه بـ«المحترم» بين الكنيستَيْن الكاثوليكيّة والأرمينيّة الأرثوذكسيّة.
وأوضح بارولين أن رحلة تمثال سيّدة فاطيما في القوقاز، الجارية حاليًا، هي رحلة حجّ لتعزيز المصالحة والسلام في المنطقة. كما لفت إلى أن أرمينيا بهويّتها تقوم على قاعدة حجريّة صلبة هي «الخاتشكار»، صليب الأرمن الحجري والرمز الحقيقي للروحانيّة الأرمينيّة. وقد اقتبس بارولين ما قاله البابا يوحنا بولس الثاني في العام 2000: «الشعب الأرميني شعب الصليب... إنّهم يعرفونه جيّدًا ويحملونه محفورًا في قلوبهم. إنّه رمز هويّتهم ومآسي تاريخهم ومجد ولادتهم من جديد...».
من جهته، ألقى وزير الخارجيّة الأرميني أرارات ميرزويان الذي حضر القداس كلمة أعرب فيها عن شكره لترؤس الكاردينال الذبيحة الإلهيّة وامتنانه لكلماته المُلْهِمة، مشيرًا إلى تقدير الدولة الأرمينيّة وشعبها لجهود البابا فرنسيس في تعميق العلاقة بين الطرفَيْن، مُذكّرًا بزيارته التاريخيّة لأرمينيا بمناسبة الذكرى المئويّة للإبادة الجماعيّة للأرمن التي ستبقى في ذاكرة الشعب الأرميني وقلبه إلى الأبد.
وأردف: «نحن فخورون جدًّا بحقيقة أن القديس غريغوريوس دي ناريك، ابن الشعب الأرميني وعبقري العصور الوسطى، قد انضمّ إلى 36 مفكّرًا من بين أعظم المفكّرين الذين حصلوا على لقب "دكتور الكنيسة العالميّة" والذين أطلق البابا فرنسيس على كلّ واحد منهم أيضًا لقب "دكتور السلام"، تلك رسالة سلام مسيحيّة عظيمة».
تلت ذلك طاولة حوار بين الطرفَيْن ناقش فيها المتحاورون فرص تعزيز التعاون على المنصّات الدوليّة وتوسيعه، مع مراعاة النهج المشترك للجانبَيْن في القضايا العاجلة على جدول الأعمال الدولي. كذلك، عرض ميرزويان مواقف الجانب الأرميني من قضايا الأمن والاستقرار في جنوب القوقاز، مؤكدًا أن العقبة الرئيسة أمام إحلال السلام في المنطقة هي مطامع أذربيجان الكبرى ومحاولاتها حلّ القضايا عبر القوّة أو التهديد باستخدامها.
وتناول الاجتماع أيضًا قضايا حماية الآثار الدينيّة والتاريخيّة والثقافيّة الأرمينيّة من التدمير وتشويه هويّتها في الأراضي الواقعة تحت سيطرة أذربيجان، وهو واقعٌ يعوق زيارة بعثة التقييم التابعة لليونسكو ناغورني كاراباخ والمناطق المجاورة لها.
في اليوم التالي، زار ميرزويان كلّية ليفونيان الباباويّة الأرمينيّة حيث التقى البطريرك رافائيل بدروس الحادي والعشرين ميناسيان كاثوليكوس بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك، لافتًا إلى دور الكنيسة الأرمينيّة الكاثوليكيّة في توسيع العلاقات بين أرمينيا والشتات، كما أجاب عن أسئلة رجال الدين المشاركين في الاجتماع.
تلا هذا اللقاء استقبال البابا فرنسيس وزير الخارجيّة الأرميني الذي أبلغه تحيّات شعب أرمينيا وحكومتها، ناقلًا إليه رسالة من رئيس الوزراء. وعبّر ميرزويان عن عمق امتنانه لفرصة الاجتماع والتي تُوافِق الذكرى الثلاثين لتأسيس العلاقات الدبلوماسيّة بين الجانبَيْن. كما عبّر عن تقديره وشكره للفتات التضامن والرسائل والدعوات التي وجّهها البابا فرنسيس من أجل السلام إبّان حرب الـ44 يومًا في العام 2020 وبعدها، وفي أعقاب الأعمال العدوانيّة الأخيرة على البلاد. وأطلع ميرزويان الأب الأقدس على الوضع في المنطقة، مسلّطًا الضوء على أهمّية معالجة القضايا الإنسانيّة.
أخيرًا، اجتمع ميرزويان إلى وكيل الشؤون العامّة في أمانة سرّ حاضرة الفاتيكان المطران إدغار بينيا بارا، مانحًا إيّاه وسام الصداقة الأرميني لمساهمته في تعزيز العلاقة الثنائيّة التي أخذت دفعة قويّة إلى الأمام مع زيارة بارا أرمينيا قبل نحو عام. وقد تطرّق الوزير في الاجتماع إلى الأوضاع بجنوب القوقاز وإلى قضايا إنسانيّة عالقة هناك، منها قضيّة أسرى الحرب الأرمن المحتجزين بشكل غير قانوني في أذربيجان.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته