مكرّم أرميني تُفتتح دعوى تطويبه... من هو؟

حلب, الخميس 27 أكتوبر، 2022

تنطلق ظهر الجمعة 28 أكتوبر/تشرين الأوّل الحالي الجلسة الافتتاحيّة في بازيليك القديس يوحنا في اللاتران في روما للنظر في الدعوى المقدّمة لتطويب كاثوليكوس وبطريرك الكنيسة الأرمينيّة الكاثوليكيّة الكاردينال غريغوريوس بطرس الخامس عشر أغاجانيان.

اختير هذا التاريخ لأنّ الكنيسة الأرمينيّة تحتفل فيه بعيد كاثوليكوسها الأوّل القديس يهوذا تداوس. وسيكون على رأس الحضور كاثوليكوس بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك البطريرك روفائيل بدروس الحادي والعشرون ميناسيان، وسيرأس الحفل الكاردينال أنجلو دي دوناتيس نائب البابا على أبرشيّة روما، مع حضور الراهب الكبّوشي كارلو كالّوني المسؤول في دوائر الفاتيكان عن ملفّ دعوى التطويب، إضافة إلى أعضاء محكمة روما الأبرشيّة.

أبصر أغاجانيان، اسمه عند الولادة غازاروس، النور في العام 1895 في بلدة قوقازيّة تدعى أخَلتسخا في روسيا القيصريّة (جورجيا حاليًّا)، بعدما هاجر أسلافه من أرضروم في الأناضول بسبب الاضطهادات العثمانيّة. درس الفلسفة واللاهوت في روما ليُرْسَمَ كاهنًا في العام 1917، ويكمل بعدها دراسته حتى حصوله على الدكتوراه.

بعد خدمته القصيرة كاهنًا لرعيّة في تبليسي، عاد مرّة أخرى إلى روما مُحاضِرًا في الجامعة الأوربانيّة التي أصبح لاحقًا رئيسًا لها. كما عُيّن عميدًا للمعهد الباباوي الليونياني الأرميني في روما. وإضافة إلى الأرمينيّة، كان يجيد كلًّا من الإيطاليّة والفرنسيّة والإنكليزيّة والجورجيّة والروسيّة واللاتينيّة واليونانيّة.

في العام 1935، انتُخِب أسقفًا فخريًّا على كومانا بأرمينيا، حاملًا اسم فرنسيس، تيمّنًا بالقديس فرنسيس دو سال، وبعدها بسنتين كاثوليكوسًا وبطريركًا على بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك، ومن ثمّ كاردينالًا في العام 1946.

بعد خدمة استمرّت ربع قرن، اضطرّ إلى الاستقالة من الكرسي البطريركي ليتفرّغ لمهامه ومسؤوليّاته الكبيرة المتمثّلة أوّلًا بتعيينه عميدًا مساعدًا لمجمع انتشار الإيمان (دائرة البشارة حاليًّا) في الفاتيكان في العام 1958 وعميدًا للمجمع بعد عامَيْن، ولُقِّب إثر ذلك بالبابا الأحمر لكونه أيضًا الرجل الأوّل في الفاتيكان بعد البابا، منذ أواخر عهد بيوس الثاني عشر، وفي عهد كلّ من يوحنا الثالث والعشرين وبولس السادس حتى وفاته في روما العام 1971. ويرقد جثمانه في كنيسة سان نيكولا دا تولينتينو الأرمينيّة في روما.

ويؤكد بعض الباحثين ورجال الدين في الأوساط الإيطاليّة المقرّبة أنّ أغاجانيان كان المرشّح الأوّل لتولّي الكرسي الباباوي لمرّتَيْن متتاليتَيْن عامي 1958 و1962. وبذلك، كان سيصبح أوّل بابا غير إيطالي منذ ما يقارب 450 سنة مضت. أمّا عن الأسباب التي حالت دون انتخابه، فلا يمكن الجزم بها، نظرًا إلى أنّ الوثائق المتعلّقة بهذا الشأن لم تُكشف حتى اليوم.

صلاة من أجل تطويب الكاردينال أغاجانيان

أيّها الربّ يسوع، الراعي الصالح، يا مُرشد النفوس، يا من أفَضتَ بسخاء مواهب الروح القدس على رسلكَ وأردت أن يكونوا على مثالك ودعاء ومتواضعين وأن يبشّروا بك في العالم أجمع، نتوسّل إليك أن تقبل تضرّعنا، فتجعل في مصافِ الطوباويين والقديسين المثلّث الرحمات حبرنا الراحل الكاثوليكوس البطريرك غريغوريوس بطرس الخامس عشر أغاجانيان. لقد حفظ وصيّتك، فكان على مثالك وديعًا متواضعًا وراعيًا شجاعًا صالحًا لأبناء الشعب الأرميني.

نتوسّل أيضًا كي تصغي بشفاعته إلى صلاتنا وتستجيب طلبتنا، فنحظى بفيض من عطايا الروح القدس. نطلب أيضًا بشفاعة أبينا الكلّي الطوبى أن تمنحنا النعمة الخاصّة (........) التي نترجّاها منك بإيمان وثقة. المجد للآب والابن والروح القدس... (ثلاث مرّات). آمين.