إعادة تكريس كنيسة مار أفرام السريانيّة التاريخيّة في ماردين

ماردين, الخميس 20 أكتوبر، 2022

«ثقتنا بالربّ يسوع وإيماننا به واتّكالنا الدائم عليه هو نبع فرحنا ورجائنا ومحبّتنا، وهو الذي يجمعنا ويوحّدنا». هذا ما أكده بطريرك الكنيسة السريانيّة الكاثوليكيّة الأنطاكيّة مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان في العظة التي ألقاها عند ترؤسه القداس الاحتفالي بمناسبة إعادة تكريس كنيسة مار أفرام في دير مار أفرام السرياني الأثري في ماردين بتركيا، بمعاونة لفيف من الأساقفة، ومشاركة عدد كبير من الكهنة والشمامسة، وحضور حشد غفير من المؤمنين.

وأعرب يونان عن عميق فرحه وسروره مع جميع الحاضرين بهذه المناسبة التاريخيّة، شاكرًا لهم مجيئهم، ومُعبِّرًا عن امتنانه لمشاركة السفير الباباوي في تركيا مارك سولسزينسكي، وكلّ من المطران مارتين كميتيك رئيس أساقفة إزمير للّاتين ورئيس مجلس أساقفة تركيا الكاثوليك، والمطران ماسيميليانو بالينورو النائب الرسولي للّاتين في إسطنبول. ووجّه شكره خصوصًا إلى الخورأسقف أورهان شانلي النائب البطريركي في تركيا، وإلى أعضاء لجنة ماردين وجميع الذين ساعدوهم سواء بصلواتهم أو دعمهم أو تبرّعاتهم.

كما لفت يونان إلى إعلان القديس أفرام ملفانًا للكنيسة الجامعة من جانب البابا بنديكتوس الخامس عشر في هذا الشهر نفسه (أكتوبر/تشرين الأوّل) من العام 1920. وقال: «نتابع الصلاة مع مار أفرام، وترنيم المجد للربّ مع هذا القديس العظيم ونكرّم معه أمّنا السماويّة، وهو الذي سُمِّي بالشاعر المريمي بامتياز». كما علَّق على الآية المكتوبة باللغة السريانيّة فوق الصليب الكبير المرفوع وراء المذبح "أنظروا إليه وترجّوا به" بالقول: «نعم أحبّائي، سنُوجّه دائمًا أنظارنا نحو يسوع المصلوب، وفيه نضع كلّ رجائنا».

وقُبيل نهاية القداس، كرّم يونان أعضاء لجنة ماردين، وأهدى كلًّا منهم ميداليّة سيّدة النجاة البطريركيّة، عربون محبّة وشكر وتقدير على جهودهم المضنية في إعادة إعمار الكنيسة والدير وتأهيلهما. وفي الختام، منح بركته الأبويّة للمؤمنين ليزيح بعدها الستار عن لوحة تذكاريّة وُضِعَت تخليدًا لهذا الحدث التاريخي المُبارَك.

تجدر الإشارة إلى أنّ حجر الأساس لدير وكنيسة مار أفرام في ماردين وُضِعَ في العام 1881 على يد البطريرك مار إغناطيوس جرجس الخامس شُلْحُت (1818-1891)، وافتُتِحت الكنيسة بعد ثلاث سنوات باحتفال ترأسه حينها المطران مار يعقوب متى أحمردقنو. واليوم أُعيدَ بناء الكنيسة بعد عامَيْن من الجهود المضنية لتعود إلى حلّتها الأولى. كما أنّ أعمال الترميم في بعض أقسام الدير ما زالت جارية لإرجاعه أيضًا إلى شكله الأصلي الذي أصابه التغيير منذ فترة الحرب العالميّة الأولى، عندما تحوّل الدير ثكنةً ومستشفى عسكريًّا، ثمّ سجنًا، ومؤخّرًا استُعمل مصنعًا للفحم الحجري ومخزنًا.