العراق: ما مصير العائلات المسيحيّة النازحة بعد قرار ترحيلها من مجمّع «مريم العذراء»؟

بغداد, الخميس 13 أكتوبر، 2022

اعتصم المئات من سكان مجمّع «مريم العذراء» للنازحين المسيحيين في بغداد، المبنيّ على عقار تعود ملكيّته للدولة، بعدما أصدرت مديريّة استثمار بغداد أمرًا بإخلاء المجمّع قبل نهاية العام الحالي، وفق ما صرّحت به الجهات الحكوميّة العراقيّة.

احتضن المجمّع في خلال السنوات الماضية 120 عائلة أي ما يقارب 400 فرد من المسيحيين المهجّرين والعائلات المحتاجة، بعد تعرّض مناطقهم للدمار في فترة سيطرة تنظيم الدولة الإسلاميّة عليها.

في سياق متصل، زار البطريرك الكلداني الكاردينال لويس روفائيل ساكو، والمعاون البطريركي المطران باسيليوس يلدو مساء الأربعاء 5 أكتوبر/تشرين الأوّل المجمّع من أجل متابعة أوضاع العائلات وإيجاد بدائل سريعة لإيواء الأعداد الكبيرة من المسيحيين الذين يواجهون خطر التشرّد والبقاء من دون مأوى.

ونظرًا لصعوبة إيجاد أماكن مؤهّلة لإيواء العائلات، أجرى الكاردينال ساكو اتصالات مع المسؤولين الحكوميين من أجل تأجيل القرار أو إيجاد أماكن مناسبة لاستقبال هذه العائلات.

إلى ذلك، أكد المطران يلدو في تصريح لـ«آسي مينا» أن الكنيسة في الوقت الحالي تعمل على تهيئة مراكز في كنائس عدّة حول بغداد لإيواء المسيحيين الذين يقطنون هذا المجمّع.

تزامنًا، تبذل الكنيسة قصارى جهدها لعدم ترحيل العائلات التي نزحت من مناطق عدّة في سهل نينوى إذ إن المجمّع يضمّ أيضًا عائلات غير نازحة لا تمتلك الإمكانيّات الماليّة لاستئجار بيوت للسكن فيها.

وبحسب ما قال المطران يلدو، فإن المسيحيين الذين يسكنون في المجمّع ينتمون إلى كل الكنائس ومنهم الكلدان، والسريان الكاثوليك، والسريان الأرثوذكس، والآشوريّون، وغيرهم.

في هذا الصدد، تقول سهيلة عبد الكريم، وهي نازحة تسكن المجمّع: خرجنا من سهل نينوى إلى قرقوش، وذهبنا إلى دهوك، ومن ثم أتينا إلى بغداد منذ العام 2014. نواجه الآن مصيرًا مجهولًا.

أما مريم أسامة، وهي طالبة تقيم في المجمّع، فقالت: هُجِّرنا من الحمدانيّة إلى بغداد. وبعد افتتاح مجمّع «مريم العذراء» للنازحين، انتقلنا إليه لتوفّر الخدمات فيه، ولا سيّما أن المدارس قريبة منه.

وكان الكاردينال ساكو قد أصدر في 6 أكتوبر/تشرين الأوّل 2022 بيانًا ناشد فيه الجهات المسؤولة في الحكومة تمديد المهلة الزمنيّة ومساعدة الكنيسة في إيجاد مكان لإيواء الأعداد الكبيرة التي تفوق قدرة الكنيسة لاحتواء الأزمة، وجاء في مناشدته ما يلي:

 

والجدير بالذكر أن هذه القرارات ليست الأولى من نوعها إذ كانت قيادة عمليّات بغداد قد أصدرت في العام 2020 أمرًا بتهجير القاطنين من مجمّع «مريم العذراء» للمرّة الثالثة على التوالي. وطالب مئات المسيحيين وزارة الهجرة والمهجّرين بالعدول عن قرار إغلاق المجمّع وترحيل عشرات العائلات من النازحين بصورة قسريّة إلى مناطقهم.