حلب, الأحد 16 أكتوبر، 2022
أدّت أعمال الجماعات الإسلاميّة المتطرّفة في سوريا إلى هرب أكثر من مليوني سوري من وطنهم الأمّ وتَعَرُّض الكثير منهم للعنف.
ما تحدّيات الكنيسة الكاثوليكيّة في الأردن والعراق وسوريا؟ وما الدور الذي لعبته منظّمة كاريتاس في هذا الصدد؟
تحدّيات اللاجئين في الأردن
شاركنا غابي داو، مسؤول المناصرة والتأييد في كاريتاس الأردن-عمّان خبرته، قائلًا: «لدينا 600 ألف لاجئ سوري، وبدأت كاريتاس الأردن العمل معهم منذ العام 2012، وقدّمت لهم المساعدات الغذائيّة والصحّية. وفي الشتاء، تُقدّم لهم خدمات لتساعدهم في الاستمرار بتحمّل الطقس البارد».
كما تحدّث فارس فرنسيس، مشرف في مركز الزرقاء في كاريتاس الأردن، عن رسالة المنظّمة ذات الطابع الإنساني، قائلًا: «لدينا 7000 عائلة سوريّة أو عراقيّة، نؤمّن لها مساعدات على مستويات مختلفة، فنحن نعمل انطلاقًا من رسالة إنسانيّة نحفظ من خلالها كرامة الإنسان، ولسنا هنا لأداء وظيفة إداريّة فحسب».
مركز الكنيسة اللاتينيّة لسيّدة السلام في الأردن
في العام 2004، تأسّس مركز الكنيسة اللاتينيّة لسيّدة السلام لمساعدة جميع من يُعانون إعاقات جسديّة. وفي العام 2012، بدأ باستقبال الإخوة والأخوات السوريين النازحين لمدّة قصيرة لا تتعدّى بضعة أشهر من أجل الحصول على بعض الأوراق الثبوتيّة أو الفيزا للسفر، فيستقبلهم المركز فترة وجيزة.
وشارك أحد اللاجئين من حلب قصّته المؤلمة مع عائلته المؤلّفة من 14 فردًا، مشدّدًا على رغبته بالعودة إلى سوريا، وقائلًا: «عندما يتحسّن الوضع في سوريا، سأعود إليها مع عائلتي. يجب على الجميع عدم مغادرة بلادهم لأنّهم سيتعرّضون للذلّ والقهر في الخارج».
معاناة اللاجئين في العراق
إلى ذلك، أشار الأب السرياني جورج جاهولا إلى أنّ العراق بلد حاضن للنازحين، خاصّة المسيحيين، قائلًا: «إنّ المسيحيّة في العراق بدأت بالظهور منذ القرون الأولى، واستمرّت بالنموّ على الرغم من الصعوبات على مرّ القرون والحرب الأخيرة. ولطالما كان في قراقوش مكانٌ آمن للّاجئين منذ بداية الحروب إذ لجأ إليها العديد من النازحين، مسلمين أو مسيحيين».
قصص المعاناة المؤلمة للّاجئين السوريين
إليكم مجموعة شهادات وخبرات حياة لرجال ونساء جازفوا بكلّ ما يملكون ليحظوا بفرصة العيش بأمان في بلدان أخرى مثل لبنان والأردن والعراق.
ابتسام، امرأة من الحسكة، لديها 5 أولاد وزوج يعاني مرض السرطان، الأمر الذي دفعه للعودة إلى دمشق لاستئصال الورم، تاركًا عائلته خلفه في لبنان وابنته التي تشكو المرض أيضًا. لا أحد يساعدهم ولا يملكون بطاقات تموينيّة، وزاروا مركزًا من مراكز كاريتاس للمرّة الأولى لتلقّي المساعدة منه.
وتحدّثت لاجئة من الحسكة نزحت إلى لبنان مع عائلتها المكوّنة من 5 أشخاص، قائلة: «قريتي بلدة مسيحيّة تُدْعَى تلّ عربوش لم يعد إليها أحد. ففي أحد الأيّام، أتى إلى بلدتي رجال مسلّحون إرهابيّون قاموا بكثير من التفجيرات، فأصبحت كلّ المطاعم والدكانين بجانب منزلي دمارًا. عندها، قرّرتُ وعائلتي الرحيل، وساعدتنا كاريتاس مرّة واحدة في خلال هذه المدّة. أعلم أنّ الحرب تسبّبت بدخول مليون ونصف مليون سوري إلى لبنان، وهي نسبة عالية بالنسبة إلى بلد يبلغ عدد سكّانه 4 ملايين نسمة فقط. ليرأف الربّ بحالنا».
روت أيضًا لاجئة أخرى من الحسكة قصّة هروبها مع عائلتها إلى العراق، قائلةً: «عندما بدأ المسلّحون باختطاف المسيحيين وتهديدهم وطلب الفدية مقابل حياتهم، عشتُ مع عائلتي أبشع ليالي حياتنا، ففي كلّ ليلة كنّا نسمع دويّ رصاص، وفي الصباح كنّا نرى الجثث إلى جانب منزلنا. ثمّ تعرّضتُ للتهديد بشكل شخصي إذ كان زوجي مهندسًا يعمل لدى الشرطة. لذلك نزحنا إلى العراق من دون اصطحاب أيّ شيء نملكه. نزحنا بحثًا عن الأمان لنا ولأولادنا. كان التنقّل صعبًا جدًّا بسبب انتشار نقاط التفتيش، فأتينا سيرًا. لم نعتقد أنّه سيأتي يومٌ نغادر فيه بلدنا بحثًا عن ملجأ لنا هربًا من داعش التي دخلت إلى بيوتنا. في أحد الأيّام، طرق مسلّحون باب منزلنا ووضعوا سكّينًا على عنق زوجي وتعرّضنا لإطلاق نار، لكنني قد أفكّر بالعودة إذا رجع السلام إلى سوريا. أما الآن، فإننا لا نستطيع ذلك بسبب انتشار المجاعات والعنف والخوف».
وشرح أحد اللاجئين السوريين في الأردن العلاقة التي تربط مواطني سوريا مع بعضهم، خاصّةً في دمشق مسقط رأسه، بالقول: «أتيتُ من دمشق، إحدى أجمل المحافظات التي اعتاد السوريّون فيها العيش مع بعضهم بعلاقة أخويّة من دون النظر إلى ديانتهم أو عرقهم». وأكمل: «أتيتُ مع زوجتي التي تحمل الجنسيّة الرومانيّة إلى الأردن ولدينا طفلة صغيرة عمرها 7 أشهر. نقيم الآن في مركز كنيسة سيّدة السلام التي أعمل فيها بشكلٍ موقّت، فنحن ننتظر صدور بعض الأوراق الثبوتيّة التي ستتيح لنا فرصة السفر إلى أوروبا».
تجدر الإشارة إلى أن الآراء المذكورة آنفًا وردت في فيلم وثائقي صُوِّرَ منذ سنوات عدّة، ووثّق مراحل مختلفة، وعُرِضَ عبر شبكة تلفزيون EWTN. وقد أعدّت إليزابيتا فالجيوستي هذا العمل الوثائقي، وتحدّثت فيه عن الأنشطة الإنسانيّة للكنيسة الكاثوليكيّة ومؤسّسة كاريتاس الدوليّة، إلى جانب عرضها قصص لاجئين سوريين في لبنان والأردن والعراق، وهي بلدان استضافت عددًا كبيرًا من النازحين السوريين.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته