الجمعة 22 نوفمبر، 2024 تبرّع
EWTN News

لماذا يقصد المسلمون مزار «سيّدة لبنان» في حريصا؟

الشابّة المسلمة المحجّبة مريم جونيه تشعل شمعة في مزار سيّدة لبنان-حريصا/ Provided by: Guitta Maroun/ACI MENA

مريم العذراء، المرتفعة كالأرز في لبنان، تحتضن جميع أبنائها في قلبها المشتعل بالحبّ والحنان والطهارة، وتجذب إليها المؤمنين، مهما اختلفت مللهم وانتماءاتهم.

في وطن الرسالة، يشهد مزار سيّدة لبنان-حريصا المتلألئ بالنعم المريميّة على حبّ الأبناء لأمّهم ووفائهم لها. يقصده الزوّار من المسيحيين والمسلمين؛ البعض منهم للصلاة وطلب شفاعة مريم، والبعض الآخر للتمتّع بالسياحة الدينيّة. قد تختلف الأهداف، لكن نجمة الصبح تبقى جامعة الكلّ.

مزار سيّدة لبنان-حريصا. Provided by: Guitta Maroun/ACI MENA

في هذا السياق، تُطْرَحُ الأسئلة الآتية: لماذا يقصد المسلمون مزار «سيّدة لبنان» في حريصا؟ ما سرّ تكريمهم لمريم؟ ماذا يسألونها في أهمّ المزارات المريميّة؟

تكريم المسلمين لمريم العذراء

في حديث خاصّ إلى «آسي مينا»، أكد الأب روجيه بركات، نائب رئيس مزار سيّدة لبنان-حريصا، أن نسبة عالية من المسلمين تقصد هذا المزار المريمي، آتيةً من كل حدب وصوب، من لبنان وسوريا والعراق والإمارات، قد تصل إلى 50 في المئة من الزوّار الذين يحضرون سنويًّا إلى حريصا.

الأب روجيه بركات، نائب رئيس مزار سيّدة لبنان-حريصا. Provided by: Father Roger Barakat

وعزا الأب بركات سبب زيارة المسلمين مزار سيّدة لبنان إلى تكريمهم لها، ولا سيّما أن القرآن يذكرها في سورة مريم، ويعتبرها أمّ النبي عيسى.

وأعلن أن شفاءات عدّة بشفاعة مريم العذراء حصلت مع مسلمين، وشاركه كثيرون منهم اختباراتهم واستجابة دعاءاتهم.

وأفاد الأب بركات موقعنا بأن زوجَيْن مسلمَيْن أخبراه أنهما نذرا لمريم العذراء على نيّة إنجاب أطفال، مضيفًا: باركتُهُما ورفعتُ الصلاة من أجلهما. من ثمّ، عادا بعد فترة من الزمن، وفي جعبتهما بشرى مفادها أن الزوجة حامل. إن هذه النعمة التي حصلا عليها تعود إلى إيمانهما، فهما يحبّان مريم العذراء ويكرّمانها كثيرًا.

وأشار إلى أنه تربّى في طرابلس وسط مجتمع مسلم، وكان المسيحيّون والمسلمون يكرّمون مريم ويسمّونها «ستّنا مريم»، ولم يكن هناك فرق بين مسلم ومسيحي، وكان الجميع يتشاركون أعياد بعضهم بعضًا.

من مريم المسلمة إلى مريم العذراء

في سياق متصل، التقت «آسي مينا» شابّة مسلمة محجّبة في المزار المريمي، تُدْعَى مريم جونيه، أصلها من النبطيّة (جنوب لبنان)، وتقطن في العاصمة بيروت، وأخبرتنا سبب زيارتها حريصا بالقول: «إننا نحبّ المسيحيين والمسلمين من الطوائف الأخرى ونعتبر أننا يدٌ واحدة، ولنا أصدقاء من كل المناطق. أحببنا أن نزور حريصا ونضيء شمعة ونرفع الدعاء. نشعر بأننا كما نصلّي في الإسلام، كل صلواتنا مستجابة هنا أيضًا. رغبنا في زيارة سيّدة لبنان، فأتينا من الجنوب إلى هنا لنرفع الدعاء».

الشابّة المسلمة المحجّبة مريم جونيه تشعل شمعة في مزار سيّدة لبنان-حريصا. Provided by: Guitta Maroun/ACI MENA

وأكدت مريم أنها لا تخاف الإعلان عن حبّها لمريم وتكريمها لها، مردفة: «أشعر بأن المسيحيين يحبّوننا كما نحبّهم. وفي المصاعب، اختبرنا أننا متكاتفون أكثر، ولا سيّما بعد انفجار 4 آب 2020، عرفنا أننا قلب واحد على الرغم من اختلاف ديننا».

وختمت مريم بالقول: «نحن المسلمين نحبّها ومتمسّكون بها ونؤمن بأن دعاءاتنا تبلغ مسمعها».

الشابّة المسلمة المحجّبة مريم جونيه ترفع نظرها صوب تمثال «سيّدة لبنان» في حريصا. Provided by: Guitta Maroun/ACI MENA

لن تتوانى مريم العذراء عن احتضان المؤمنين والإصغاء إلى همسات قلوبهم العطشى للارتواء من الحبّ الإلهي، رافعةً الأدعية إلى ينبوع الحياة الحقيقي.

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته