بيروت, الاثنين 10 أكتوبر، 2022
«نبقى ثابتين لأننا نعلم بمن آمنّا ونصطاد باسم المسيح». هذا ما أكده بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي في خلال ترؤسه الرسامة الأسقفيّة للأب جورج إسكندر المخلّصي الذي انتُخِبَ متروبوليتًا على أبرشيّة صور للروم الكاثوليك في دير المخلّص-جون (الشوف)، بمعاونة لفيف من المطارنة والرؤساء العامين والآباء، وحضور فاعليّات دينيّة وسياسيّة واجتماعيّة، وحشد من المؤمنين.
بعد تلاوة الإنجيل المقدّس، تمّت مراسم الرسامة على يد البطريرك العبسي الذي ألقى عظة أعرب فيها عن سروره بهذا الاحتفال إذ تستقبل الكنيسة حبرًا جديدًا يولد من رحمها على مذابح الربّ لخدمة شعبه المقدّس.
وقال متوجّهًا بكلمته إلى المطران إسكندر: «في هذه الليتورجيا المقدّسة التي نلتَ فيها الدرجة الأسقفيّة، أعلنتَ، أيها الأخ جورج، أمرَيْن: إيمانك ونهجك؛ إيمانك بالله الواحد في ثلاثة أقانيم متساوية في الجوهر، الآب والابن والروح القدس، وأعلنت معه إيمانك بالكنيسة الواحدة الجامعة المقدّسة الرسوليّة. أعلنت الإيمان الذي حرص الرسول بولس عليه وحفظه وحضّ تلميذه تيموثاوس على حفظه حتى إنه استطاع في غروب حياته أن يعلن لهذا التلميذ: لقد جاهدتَ الجهاد الحسن وحفظتَ الإيمان. وهوذا أنتَ اليوم أيضًا تعلن وتعد بأن تحفظ هذا الإيمان، أن تحفظ هذه الوديعة».
وأكد العبسي أن هذه الوديعة هي الربّ يسوع المسيح نفسه، موضحًا: «هكذا فهمتها الكنيسة، فتقول للكاهن في رسامته، واضعةً على راحتَيْه جسد الربّ يسوع: خذ هذه الوديعة واحفظها إلى مجيء يسوع».
وأضاف: «أنتَ، أيها الأخ الحبيب جورج، وعدتَ اليوم أمام الجميع أنك ستُبْقي عليها وتحفظها ناصعة، وتضعها على المنارة لتضيء للجميع. كيف يكون ذلك؟ قلته لنا في إعلانك الثاني، إعلان النهج الذي ستنهجه في حياتك الأسقفيّة والذي حفرته وأوضحته في شعارك الأسقفي: "باسمك ألقي الشباك". بهذا الشعار، قد أردتَ أن تكون صيّادًا للناس كما وعد يسوع بطرس والذين كانوا معه بأن يكونوا. وهوذا أنتَ منطلق لتُلْقِي الشباك. إنما علينا نحن الذين اختارهم المسيح ليتبعوه أن نتنبّه لشيء هو أنه الصيّاد الحقيقي والأوحد وما نحن سوى أدوات له يصطاد بها».
وتوجّه العبسي مجدّدًا إلى المطران إسكندر بالقول: «هوذا أنتَ منطلق للصيد لتُلْقِي الشباك في أبرشيّتك، في صور التي تعرف البحر والصيّادين. في الصيد في البحر، يكون غيم وصحو، هدوء وعاصفة، خوف وإقدام، نجاح وإخفاق، ضعف وقوّة. والناس غالبًا ما لا يرون إلا الضعف والإخفاق والخوف والغيم والعاصفة، فينتقدوننا ويشكّكون بنا، وينعتوننا بشتّى النعوت السيّئة، بيد أننا نبقى ثابتين لأننا نعلم بمن آمنّا، كما يقول بولس الرسول، ونعلم أننا إنما نصطاد باسم المسيح».
وتابع: «سيكون الصيد غزيرًا وستنجح في ما تعمل بالرغم من كل شيء»، مردفًا: «إن عالم اليوم في ضياع وخوف وخطر لأنه يفتقد قادة ليسوا قوّادًا ولا زعماء ولا أسيادًا، بل يكونون قدوة يعطون المثل الصالح لرعاياهم بالقول والعمل ليبلغوا بهم إلى الخلاص. الناس يرغبون في القيادة، أما تلاميذ الربّ يسوع، فيرغبون في القدوة».
وشدّد العبسي على أن الكنيسة الكاثوليكيّة تبني الجسور لا الأسوار، متناولًا مهمّة المطران المتمثّلة بالصيد في حقل الربّ بالقول: «منطلق أنتَ إذن الآن بكلمة المعلّم لتُلْقِي الشباك في العمق، في بحر عظيم واسع فيه من جميع الأجناس. إلى صور شراعك وإلى الجنوب آفاقك. لنحبّ ونسالم بعضنا بعضًا بتواضع المسيح ووداعته، وليكن التنوّع مصدر غنى وفرح. نحن كنيسة لا تعرف حدودًا، تبني الجسور لا الأسوار، تجمع ولا تفرّق، كنيسة التلاقي والأخوّة البشريّة. فليكن الربّ يسوع رفيقك».
من جهته، ألقى المطران إسكندر كلمة شَكَرَ فيها البطريرك العبسي والمطارنة والحضور، مؤكدًا متابعته المسيرة التي كرّس نفسه لها، ومعربًا عن أمله في أن تحمل الأيّام المقبلة السلام والاستقرار والاطمئنان للبنان.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته