روما, الأحد 9 أكتوبر، 2022
«القديسان اللذان نعلنهما اليوم يذكّراننا بأهميّة السير معًا ومعرفة الشكران»، هذا ما قاله البابا فرنسيس اليوم في عظته في خلال الذبيحة الإلهيّة التي أعلن فيها قداسة الأسقف الإيطالي جوفانّي باتّيستا سكالابريني والممرّض الأرجنتيني الإيطالي الأصل أرتيميد زاتّي في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان.
ولقد احتشد صباح اليوم عشرات آلاف المؤمنين في الفاتيكان للمشاركة في القدّاس الإلهي وسماع إعلان قداسة سكالابريني وزاتّي. وفي عظته، شرح البابا إنجيل اليوم بحسب الطقس اللاتيني، وهو «شفاء عشرة برص»، متوقّفًا عند «السير معًا والشكر». فلفت إلى أنّ في سير البرص العشرة معًا صرخة في وجه المجتمع الرافض لهم والذي يعزلهم. من هنا، دعا الأب الأقدس إلى تخطّي مشاعر الإقصاء لأنّنا جميعًا إنّ كنّا صادقين مع ذواتنا، ندرك أنّنا مرضى في قلوبنا وخطأة ونحتاج رحمة الآب، فنعيد اكتشاف أنّنا إخوة، كما قال.
وأعطى البابا مثل نعمان الأرامي الغني والقويّ الذي شفاه الله في العهد القديم. ولكي ينزل نعمان في ماء نهر الأردن لنيل الشفاء، نزع عنه ثيابه ودرعه، فظهر بكلّ هشاشته. هذه الهشاشة، بحسب البابا، تظهرنا جميعنا إخوة لأنّ الإيمان المسيحي يدفعنا إلى الشعور بحاجتنا للمغفرة ومشاركة هشاشة القريبين منّا من دون تكبّر.
وطلب البابا من الحاضرين التأكّد إن كنّا قادرين على السير مع الآخرين في حياتنا وعائلاتنا وأماكن عملنا والأماكن التي نرتادها يوميًّا. «أخاف عندما أرى جماعات مسيحيّة تقسم العالم إلى صالحين وسيّئين، وإلى قديسين وخطأة: بهذا الشكل، ننتهي بالشعور بأنّنا أفضل من الآخرين ونستثني كثيرين يرغب الله بمعانقتهم»، قال البابا.
وانطلاقًا من مثل القديس سكالابريني الذي عمل كثيرًا للاجئين، أردف البابا: «إقصاء اللاجئين فضيحة! بل عمل إجرامي إذ يؤدّي إلى موتهم أمامنا. هكذا، صار البحر الأبيض المتوسّط اليوم أكبر مقبرة في العالم. إقصاء اللاجئين أمر مثير للاشمئزاز وإثم وعمل إجرامي».
ورأى البابا أنّ الأبرص الذي عاد ليشكر يسوع هو درسٌ كبير لنا، نحن الذين نستفيد من عطايا الله، لكنّنا غالبًا نسير في الطريق وننسى أن نعيش في علاقة حقيقيّة معه. فالشكران يجعلنا ندرك حضور الله المحبّة في حياتنا. «يجب أن لا ننسى هذه الكلمة المفتاح: شكرًا»، أضاف البابا.
وتطرّق الأب الأقدس إلى القديس سكالابريني الذي كان مثالًا على السير معًا. هو الذي أسّس جماعتَيْن مكرّستَيْن لخدمة اللاجئين، واحدة للرجال وأخرى للنساء، ودافع عن اللاجئين. ومن ناحية أخرى، اعتبر أنّ القديس زاتّي مثال الشكران، هو الذي خصّص حياته لخدمة المرضى بحبّ وحنان بعدما شُفِيَ من السلّ.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته