الكاردينال نيكولز: لإعادة النظر في نيّة نقل السفارة البريطانيّة إلى القدس

لندن, الجمعة 7 أكتوبر، 2022

دعا رئيس أساقفة وستمنستر ورئيس مؤتمر الأساقفة في إنكلترا وويلز الكاردينال فيسينت نيكولز رئيسة الوزراء البريطانيّة ليز تراس، في رسالةٍ مكتوبة وجّهها إليها، إلى التخلّي عن نيّتها نقل سفارة لندن من تلّ أبيب إلى القدس، لافتًا إلى أنّ عمليّة النقل هذه، في حال إتمامها، من شأنها أن تُلحِق ضررًا خطيرًا بأيّ إمكانيّة لتحقيق سلام دائم في المنطقة، وأن تُضرّ كذلك بالسُمعة الدوليّة للمملكة المتّحدة.

وقال نيكولز في بيان الخميس: «لا أستطيع أن أرى سببًا وجيهًا لضرورة التفكير في هذه الخطوة الآن. أطلب بجدّية من رئيسة الوزراء إعادة النظر في النيّة التي أعربت عنها، وتركيز كلّ الجهود في السعي نحو حلّ الدولتَيْن الذي تكون للقدس فيه مكانةٌ خاصّة ومضمونة».

وذكّر نيكولز بموقف الفاتيكان والكرسي الرسولي من هذه المسألة، موضحًا أنّ «البابا فرنسيس وقادة الكنائس في الأراضي المقدّسة لطالما طالبوا بالتمسّك بالوضع الراهن بشأن القدس. فوفقًا لقرارات الأمم المتّحدة ذات الصلة، يجب تقاسم المدينة كإرثٍ مشترك، وألّا تُصبح حكرًا على أيّ طرف».

وقد أثارت مواقف تراس التي تصف نفسها بأنّها «صهيونيّة كبيرة» موجةً هائلة من الانتقادات الشعبيّة الداخليّة التي برزت في مقالات الصحف البريطانيّة كالغارديان والإندبندنت. كما ظهر الامتعاض على المستوى السياسي بإعلان كلّ من حزب العمّال، والحزب الوطني الإسكتلندي، وحزب الديمقراطيّين الليبراليّين مُعارضتهم الخطوة التي تعتزم تراس الإقدام عليها.

وعبّر عدد كبير من الدبلوماسيّين البريطانيّين عن معارضتهم خطّة تراس أيضًا، فوقّعوا عريضةً وجّهوها إلى الحكومة البريطانيّة، وبينهم الممثّل البريطاني السابق لدى الأمم المتّحدة جيريمي غرنستوك، والقنصل العام البريطاني في القدس فنسنت فين.

وتجدر الإشارة إلى أنّ الكنيسة الكاثوليكيّة في بريطانيا قد خطت خطواتٍ كبيرة إلى الأمام في آخر 70 سنة، وهي فترة حكم الملكة إليزابيث الثانية. هذه المكانة المتنامية للكنيسة الكاثوليكيّة بانت انعكاساتها في جنازة الملكة قبل أسابيع، حيث يرى مراقبون أنّ مشاركة نيكولز في الجنازة وتلاوَتَهُ الصلاة فيها يأتي بعد مرور مئات السنين على تأدية أسقفٍ كاثوليكي دورًا في جنازة ملكيّة في البلاد.