حلب, الخميس 6 أكتوبر، 2022
في سياق ما تتعرّض له حلب حاليًّا من ظهور لعددٍ كبير من الحالات التي شُخِّصت على أنّها مرض الكوليرا، انبرت المنظّمات المسيحيّة مع غيرها من هيئات المجتمع الأهلي في المدينة للتصدّي لهذه المشكلة الصحّية الخطرة. ومن تلك المنظّمات، منسقيّة الأخويّات الكشفيّة الكاثوليكيّة بحلب، وكاريتاس سوريا-مكتب حلب.
استجابةً لمكافحة انتشار هذا المرض الجرثومي، وتفعيلًا لدورها المجتمعي الذي تؤدّيه في الأحياء الأكثر فقرًا من مدينة حلب، باشرت كاريتاس على الفور، من خلال مراكزها في أحياء جبل بدرو وكرم الجزماتي، في تنظيم جلسات توعية لتسليط الضوء على مُسبّبات هذا المرض وطرق الوقاية والعلاج منه إذ وزّعت منشورات توعويّة على المستفيدين، إضافةً إلى مواد للنظافة الشخصيّة كالصابون وغيره، مع تشديدها على مراجعة المستشفيات عند ظهور الأعراض، تجنّبًا لتفاقم حالة المريض.
شارك حتى الآن نحو 650 مستفيدًا، وستتواصل الجلسات مع مجموعاتٍ أخرى من المستفيدين، إضافة إلى حضور عددٍ من العائلات لجلسات في مركز الشيخ أبو بكر. كما ستجري متابعةٌ دوريّة وسيتمّ إيلاء عناية خاصّة بجميع المستفيدين في ما يخصّ هذا الشأن الصحّي الذي تشهده المدينة.
بالانتقال إلى منسقيّة الأخويّات الكشفيّة الكاثوليكيّة بحلب، وللوقوف على تفاصيل نشاطاتها في هذا الصدد، أجرت «آسي مينا» مقابلة مع رازق قلاوز، قائد الفريق الطبّي التابع للمنسقيّة ورئيس فرقة الفرسان في كشاف الموارنة، فقال: «بدأت الكوليرا في حلب من منطقة السفيرة تحديدًا، وانتشرت فيها وفي المناطق المحيطة بها بصورة خاصّة، نتيجةً لريّ المزروعات بمياه ملوّثة بالصرف الصحّي. من هنا، خوفًا من أن تتّسع رقعة هذه المشكلة وتتحوّل وباءً أو جائحة، تدخّلت منظّمة الصحّة العالميّة وطلبت من مديريّة الصحّة في حلب أن تُشارك المنظّمات الأهليّة في المساهمة بالتوعية المجتمعيّة، والتي كنّا من بينها، نظرًا إلى خبرتنا السابقة والنتائج الإيجابيّة التي حقّقناها في تعاملنا مع جائحة كورونا في المدينة. فطُلِبَ منّا تشكيل فريق يتألّف من أربعة أشخاص لزيارة البيوت، ولا سيّما تلك الواقعة في مركز المدينة، كأحياء السليمانيّة والعزيزيّة والميدان وغيرها، شارحين للناس عن كلّ ما يتعلّق بهذا المرض، مع تسليمهم منشورات تحتوي على معلومات إضافيّة مُهمّة».
وتابع: «عدا ذلك، طُلِبَ منا أن نجتمع مع أعضاء الكشافات الكاثوليكيّة الستّة عشر المنضوية تحت سقف المنسقيّة، ومع بقيّة الأخويّات الكنسيّة التي نستطيع الوصول إليها، ولا سيّما تلك التي تتألّف من ربّات المنازل، لنُقدّم لهم جلسات توعية متضمّنة التعريف عن مرض الكوليرا وكيفيّة انتقاله للإنسان وأعراضه وإجراءات الوقاية منه، وصولًا إلى التشديد على ضرورة زيارة أقرب مركز صحّي».
وأضاف: «الحملة عبارة عن 26 يومًا متواصلًا، وتتضمّن، إضافةً إلى ما سبق، زيارةً للمطاعم ومحلات تقديم الطعام، شارحين للطبّاخين والعمّال الإجراءات التي عليهم اتّباعها تجنّبًا لإصابة زبائنهم بالكوليرا. كما علَّقنا لافتاتٍ كبيرة على أبواب المحلات. هناك من يبدي انزعاجه أو امتعاضه من ذلك، لكنّنا نحاول أن نساعد بعضنا كي نبقى مسيطرين قدر الإمكان على هذه المشكلة وحتّى لا تتطوّر».
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته